اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة!// احسان جواد كاظم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة!

احسان جواد كاظم

 

استغربت لأنطباعات صديقي الاجنبي, عن موهبتنا الابداعية كعراقيين على تحويل المأساة الى مناسبة للفرح حد استمتاعنا بها. واستشهد بما شاهده من فيديوهات على الانترنيت واحتفائنا المرح بالامطار الغزيرة التي هطلت على البلاد, رغم ما شكلته من كوارث. فقد اشار بأننا كنا نبدو فرحين بها, حتى اطفال المدارس الذين كانوا يخوضون بالمياه لم يظهر عليهم التأفف الكبير. هل نحن نفرح بمصائبنا حقاً؟

 اعدت مشاهدة الفيديوهات التي وصلتني على الفيس بووك, وهي كانت فعلاً تحمل شيئاً من جذل عراقي مكتوم ضمني بها... من اين جاءنا هذا العناد الفكه المشاكس لنوائب الزمان والمناخ ؟!

 أليس هذا التفاؤل نابع من عطشنا المزمن للماء في ظل قيضنا الطويل وانقطاع الماء عن صنابير بيوتنا او هو ذلك التأثير السايكولوجي السحري الباعث للهدوء الذي يضفيه الماء على النفس البشرية, او ربما هي الوفرة العارمة مقابل الجدب المطبق في مجالات حياتنا الضيقة ومظاهرها الجنائزية اليومية, من حياة اجتماعية مغلقة وضنك فكري وحصار قيمي ظلامي. ام هي سيولة المياه السلسة التي تناقض تصلب المتحجر من منظومتنا الفكرية التاريخانية.. او هو ربما ما وفرته العاصفة المطرية من مبرر جديد لانتقاد اجهزة الدولة الفاشلة والتعريض بالشخصيات الحاكمة التي سامتنا العذاب, بكل ما يمنحه الافضاء عن مكنونات لواعجنا ومواجعنا من تفريغ شحناتنا السلبية ومن راحة نفسية وسكينة داخلية. او هو ما تبعثه روح التضامن الجماعي ازاء الكارثة, من ثقة مريحة بالذات.

هل هذا ليس واقعاً, ألسنا نحن من نبتهج بمناسباتنا المأتمية حد التقديس؟ أليس الشجن والتوجع الغنائي اكثر ما يطربنا؟

لكن لاتجزعوا, هناك ما يضيف الى فرحنا افراحاً مقرونة بطـگ اصبعتين ورقص الچـوبي, هي البشرى الجديدة التي وصلتني تواً " تازة". اسارع الى مشاركة اهلي العراقيين اياها: "ان الاغتسال بالمطر شفاء من السحر والمس والعين".

العود, ان شاء الله, في عين كل حسود لليالي أفراحنا الكئيبة !

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.