اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رفقاً بالحاضر أيها المتراشقون للبعض // يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرا ايضا للكاتب

 

رفقاً بالحاضر أيها المتراشقون للبعض

 يوسف زرا

ـ القوش/ العراق

7 / 11 / 2013

 

قال احدهم:- لو سُئل الأموات عن التاريخ..... لكفروا به.

لماذا.. وما ذنب التاريخ ليُنبَذُ ويُهان بهذا الشكل المريب؟

وهل التاريخ كائن حقيقي حي؟ أم رمزٌ معنوي لا دخل له في أية حادثة أو فعل وقع، سوى أنه مخزن بلا أبعاد وميدان بلا مقاييس، تتراكم فيه كلما يجرفه سيل الحياة لجميع الكائنات الحيَّة وفي مقدمتها الانسان.

أيحق لأي كان أن يضع التاريخ على منصَّة التشريح،ويبدأ يفكك مفاصل هيكله العظمي مفصلاَ مفصلاًويتصرف بها كما يشاء.

أم يحق لأي كان أن ينسب التاريخ لنفسه، ولا يعلم بأنه عبارة عن تواصل بناء حضارة في زمان ومكان ما، وتراكم كمي لفعل شعب أو عدة شعوب متداخلة متلاصقة كحضارة وادي الرافدين والتي تمتد لآلاف السنين، وشاركت فيها مجموعة مكونات بشرية بدافع التسابق الغريزي في البناء والدفاع عن وجودها كـ(موكب ماراثوني) هناك من في مقدمته وثم من في وسطه وآخرون في المؤخرى. وكلها تمثل وحدة إجتماعية متجانسة، لا يمكن الفصل بينها، والموكب بحد ذاته يمثل حركة المجتمع، وحضارته ملكُ الكل وبدون تفضيل بعضٍ على بعض.  أو الإدعاء بملكية جزئها أو كلها. والواقع الحالي للإنسان العراقي يئن من هول التشظي والتنازع فيما بين جميع مكوناته التاريخية، دون أن تعرف أن العدو واحد وانه هو هو من الماضي السحيق تابع وراقب المسيرة الصعبة للأجداد ونكل بها. ويريد إعادة الماضي بأبشع من السابق ليمحو بقايا أقلياتنا ويربك الأكثرية وبقناع مغاير للماضي ومبطن.

ولو استعرضنا تاريخ الشعوب وحسب انتمائها الإقليمي أو القاري جغرافياً، فلا بد لكل منها موقع محدد ومخلفات تاريخية لمئات، لا بل لآلاف من السنين، فمنها قد حفظ في صروح عمرانية عملاقة ووضب فيها وفقاً لقيمهم وتقاليدهم الاجتماعية والدينية أنئذن. وما يمكن الاستفادة منه كناتج حضاري إنساني سابقاً ولاحقاً للأجيال القادمة.

ولكن ومع مزيد الأسف إن ما مساق إلى البورصة التجارية من المفاهيم والقيم الحضارية القديمة، والتي يجب احترامها لأنها لأجدادنا السابقين ومنهم الكلدوآشوريين السريان، وليس مزايدة على أحد ولا يمكن من ينكر إنهم من بقايا تلك الحضارة ومن حقهم التمسك بذلك ولكن لا المباهات بها كما لا يحق لأي فصيل منهم وبأي تسمية كان الإنفراد بالإنتساب لها وتهميش غيره كما هو حاصل ومتحول إلى تراشق البعض لبعضٍ ولأفراد داخل الوطن وخارجه ممن يعيش ضمن جاليات متشظية ومشتتة في المهجر وبدعوى ملكية الانتساب للتأريخ والحضارة والتسمية الخاصة له فقط. ويجهل أن بتراشقه لغيره وأي كان في الداخل والخارج، يقدم أكبر خدمة للعدو التاريخي والحالي ويزيد الفراق والخصام بين مكوناته المسلوبة لأبسط الحقوق الإجتماعية والثقافية والسياسية إسوة بباقي الأكثرية من أبناء الشعب العراقي من العرب والأكراد وباقي المكونات الأقلية الأخرى أيضاً

فرفقاً بالتاريخ وبالباقين من أبنائنا في هذه الأرض الطيبة وكفى تراشقاً ومزايدة في أحقية الانتساب لهذا الفصيل أو ذلك. وعلى الجميع أن يعلم أن لا قيمة لأية أقلية أو أكثرية إجتماعية، سياسية، أو طائفية دينية وأثنية وغيرها. ما لم يكن هذا الوطن كالخيمة الكبيرة الحامية للكل، وكلٌ فيه محفوظ الكرامة والحقوق الأساسية في الحياة. ولا بديل غير ذلك.

 

 

يوسف زرا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.