اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المتغيرات الاساسية ... ولعبة الكبار دوليا واقليميا// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

المتغيرات الاساسية ... ولعبة الكبار دوليا واقليميا

يوسف زرا

 

يشهد عمق التاريخ, ان لا ثوابت لحركة المجتمع الانساني لمفردات حياته الاساسية وحتى الثانوية ,سواء كانت اقتصادية او اجتماعية قومية او دينية اثنية او عنصرية وخاضعة لتوازن القوى على ارض الواقع وتكون العلاقات الانية لاي فئة منها كبيرة او صغيرة مبنية على التحالف مع بعضها لفترة محدودة ,ثم تنقلب الاية ومن المتغيرات التي قد تحصل ,يختل التوازن بينها. ويبدأ العمل بموجب (تكتيك ظرفي) وبمقتضى ماتمليه استمرارية تفوق المتغيرات للكتلة الكبيرة (ضمن مفهوم التيار السياسي المتذبذب) على الطرف الثاني الحليف المؤقت, وتبادر كل الجهة البحث عن البديل ليأتمن لاطول مدة (حالة الاستقرار النسبي) بغية تنفيذ مشروع معين على حساب الطرف او الاطراف الاخرى , سواء كان المشروع حقوق ادارية سياسية اواجتماعية اقتصادية او فكرية عقائدية لأحدهم او لغيره.

ولابد من التحرك الاني ثانية مع الغير وفق شروط متفق عليها مسبقا كوثيقة تاريخية يعمل بموجبها جميع الاطراف كجبهة متحدة .

وخير دليل بسيط وضمن القرن الماضي والعقد الاول من القرن الجديد حصرا  - وكنموذج تاريخي ومؤثر لما حصل بين الدول الكبرى –الشرقية والغربية – ومنها الاتحاد السوفياتي سابقا, كدولة اشتراكية شرقية, تقاطعت مصالحها الاقتصادية والسياسية والفكرية مع جميع الدول الكبرى الغربية- بريطانيا- فرنسا- امريكا (اقطاب الرأسمالية العالمية) واصبحت هذه المجموعة اعداء امس (قبل عام 1939) بدء الحرب العالمية الثانية واصدقاء اليوم (فترة الحرب المذكورة لغاية عام 1945). ضد كل من الدول الكبرى- المانيا النازية- ايطاليا الفاشية (اوربية غربية) + اليابان –(شرقية اسيوية). اي بمعنى –دولة شرقية +كتلة دول غربية. ضد دولة شرقية يابان + المانيا (محور الحرب) وايطاليا. (كتلة غربية ) شريك لها.

وجميع هذه الدول تحالفت مع بعضها وفق ماتمليه مصالحها الاساسية وبمقتضى استراتيجية قادتها (مصدر قوتها) وسعة نفوذ كل طرف انئذٍ ومستقبلا عبر القارات الثلاث – اوربا –اسيا- امريكا

وبعد انتهاء تلك الحرب والكل يعلم ماخلفته على شعوبها اولا وللبشرية ثانيا من الدمار الاقتصادي والثقافي والتخلف الاجتماعي ومقتل عشرات الملايين من مختلف الجنسيات .

وهاهي المانيا اليوم –دولة عظمى +يابان +ايطاليا (دول المحور) اعداء الحلفاء سابقا. امريكا –بريطانيا- فرنسا- (اصدقاء اليوم) ضد روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي – والكل يحاول تقليم اظافرها كي لاتعيد المجد والجبروت السياسي والاقتصادي والعسكري للدولة السوفياتية الفتية سابقا.

واذا اردنا ان نسلط الاضواء على مايحدث في منطقة الشرق الاوسط +شرق اوكرانيا بصورة خاصة وافريقيا بصورة عامة. فلا بد ان نستنتج بأنه لايوجد شبر من البقعة الجغرافية فيها تسمى وطنا ذو سيادة ومعترف به دوليا وعضو في هيئة الامم المتحدة وليس هناك صراع محتدم بين جميع مكوناته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية ,ظاهره –ديني –مذهبي ,قومي- قبلي- عنصري- اتني. (حصرا بدول الشرق الاوسط العربي وغير العربي). بدءأ بالكتل ذات النفوذ الديني الكبير – الاسلام- وانقسامه التاريخي الى مذهبين متصارعين –(سنة وشيعة) كل يحاول التحالف مع غيره وذات نفوذ مؤثر على ارض الواقع ,كالعراق وسوريا وتركيا وايران والاردن واليمن ودول الخليج العربي وغيرها.

فكان التيار الديني العروبي ولاكثر من اربعة عقود يمثل مصدر القوى والنفوذ المتحكم في البنية التحتية للمجتمع والنخبة السياسية القائدة. واصبح اليوم وبعد سقوط النظام في العراق في 9\4\2003 تيارا قوميا ضعيفا ومهمشا, لا بل مقصيا كليا (حصرا في العراق). واحتل بديله ودخل حلبة الصراع على كراسي الحكم, المذهب الشيعي ذو النفوذ الاوسع في العراق بصورة خاصة, فلابد ان يتحالف هذا التيار مع نقيضه سياسيا واداريا –التيار القومي الكردي صاحب النفوذ الاقوى الثاني على ارض الواقع وتقتضي مصلحة الطرفين حاليا ولفترة زمنية معينة, التحالف لاقصاء الطرف الثاني (المسلم) التيار السني القبلي والعروبي من الميدان السياسي المؤثر, وسبب ذلك هو ظهور متغيرات مهمة في النفوذ السياسي, خلفتها ستراتيجية الدول الغربية وفي مقدمتها امريكا.

بدءا بتأجيج مامترسب ومحتقن تاريخيا بين المذهبين الاسلاميين (على اثر ظهور جمهورية ايران الاسلامية) كقطب مؤثر ثم توظيف ذلك بتحريك الاقطاب الاقليمية ذات المصلحة المباشرة في المنطقة. وبغية خلق نوع من النزاعات وصراعات تمتد الى عقود وعقود من السنين. ولابد من تحريك القطب الثاني المتمثل بالمذهب السني الاوسع نفوذا في دول المنطقة متمثلة ب (تركيا- السعودية –وبعض دول الخليج ).

فلا مصداقية بين اصحاب النفوذ الديني –المذهبي –والقومي- والاتني.

الا بصورة مؤقتة وحسب ميزان القوى والخلل الذي يطرأ عليه.

فكل شيئ في التغيير بدءا بالنمو والتحول والارتقاء ضمن اقوام وقبائل اجتماعية تتمثل فيها اقلية في النفوذ والسلطة واكثرية في النفوذ والسلطة معا.

وخلاصة القول:

1-   لايمكن بقاء النفوذ لأية عقيدة دينية في أية بقعة جغرافية كانت وهناك عدة منابر لزعامات مذهبية متصارعة على ارض الواقع وعلى كراسي الحكم التي لاشرعية لها غير السلطة الموروثة ,والشرعية الحاصلة في العراق خاصة من جراء عملية الانتخابات الصورية وللمرة الثالثة في 30\4\2014 وتحت خيمة الديمقراطية اللبرالية المهلهلة ودستور الدولة المشوه. والقوى الديمقراطية عامة مقصية لضعفها ولاسباب كثيرة .

2-   لايمكن بقاء النفوذ الديني  بغطاء قومي او مذهبي في اية دولة ضمن اقليم الشرق الاوسط عامة والعربي خاصة. وفي تركيبها الاجتماعي قبائل ومذاهب تتضارب وتتقاطع مصالحها لتنوع زعاماتها ومناهجها الفكرية والاجتماعية كما هو قائم فعلا في غالبية محافظات العراق –سنة –وشيعة.

3-   اما الاقليات الدينية والقومية والاثنية الاخرى في العراق وسوريا والاردن. فأنها منسية ومهمشة ولم تدخل في حسابات استراتيجية اقطاب الدول الغربية والاقيلمية لحمايتهم من الاندثار والضياع كما حدث للشعب الكردي في العرالق عام 1991 وبقرار من مجلس الامن .... والذي حذر بموجبه تحرك القوات العراقية لحكومة النظام السابق البرية والجوية شمال خط عرض 036 وعلى اثره تمكن الشعب الكردي المباشرة ببناء اقليمه والتمتع نسبيا بقدر من الاستقرار والامن الداخلي .

4-   وبدأ يفكر في تقرير المصير بسبب الاختلال الحاصل في ميزان القوى في العراق لصالح التيار الديني المذهبي الشيعي واستئثاره في الحكم وابعاد غيره عن مواقع السلطة المؤثرة في الحياة اليومية . واستفحال الفوضى وفقدان الامن في جميع المحافظات بل وقد اجتاحت الشمالية والغربية والشرقية منها قوى مسلحة متعددة الجنسيات والتسميات الدينية ومدعومة من بعض الدول المجاورة ودخل العراق في حالة حرب شاملة, قد تكون اشرس من الحرب في سوريا واطولها اعواما .

مما اضطرت القيادة السياسية لاقليم كردستان التفكير في عملية تقرير المصير وقيام دولة كردية مستقلة عن بغداد.

ولابد ان تنظر القيادة السياسية المذكورة الى الموضوع بانه لايمكن انجازه عمليا, واعداءه التقليديين متربصون له في كل من تركيا وايران والتيار القومي العربي في العراق وسوريا ان تمكن من النهوض واستلام السلطة عاجلا ام اجلا ويعيد التاريخ نفسه. لان الحقد القومي لدى غالبية الاقوام يبقى دفينا اجيال واجيال .

4-ان ملامح تفكك العراق واضحة, فهل مصيره دولة فدرالية من مجموعة اقاليم هزيلة ومتصارعة ام دولة (كونفدرالية) تضم عدة دويلات صغيرة غير متجانسة اجتماعيا وسياسيا وفكريا.

ام يتجزأ العراق الى عدة (كانتونات) شبه مستقله تدور في فلك اقطاب المنطقة وغيرها.

5-   واخيرا لابد ان نشير الى الاصوات التي بدأت تصرخ من بعيد عبر دول المهجر بأسماء الجاليات للاقليات العراقية القومية والدينية والاثنية, من المسيحيين- كلدواشوريين وسريان- واليزيدية والصابئة وغيرهم وهي مسلوبة الارادة الصادقة ولاتأثير لها لان الحرب الاهلية قد مزقت نسيج مجتمعها التاريخي وانها فقط اصوات للاستهلاك الاعلامي لاغير.

6-   فأن القوى الوطنية العراقية وبكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية والدينية والنخبة المثقفة من العرب والاكراد, ان يتحملوا جميعا المسؤولية التاريخية القانونية والاخلاقية. وان لايغفلوا او ينسوا ماحل وماسيحل بهذه الاقليات لاوطن لهم ولاراعي يرعاهم. وان التاريخ لايرحم ولايستثني احدا من هذه المهمة مهما طال,  وجروح الكل لازالت تنزف الدم من ظلم الحكومات الرجعية والدكتاتورية السابقة .

وليس بامكان الاقلام المتواضعة هنا الا المساهمة بالتذكير ... والتأكيد على ذلك وبدون كلل.

 

يوسف زرا

8-7-2014

القوش

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.