اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دراسة نقدية لنتاجين لعصام شابا فلفل// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

دراسة نقدية لنتاجين لعصام شابا فلفل

يوسف زرا

 

الأستاذ عصام شابا فلفل المحترم

م : دراسة نقدية

تحية ثقافية

اطلعت على نتاجك الثقافي, والذي جاء بمحتوين – محكمة كلدانية – واوبريت – الفلاح والزيتونة .

الصديق عصام: اُهنئك على تواصلك بمتابعة ضمن مخاض المفردات الحياة اليومية, محاولاً ربط الانتاجين بالماضي الحضاري التاريخي, وماهو متفاعل على ارض الواقع في هذه البقعة الجغرافية التي اعتبرُها – البودقة – التي يجب ان تتحمل ما يوضع فيها من المواد المتباينة, وما ينتج من تفاعلها من المخلفات المتباينة ايضاً. وكأنها فقدت تلك المواد خصائصها الاصلية – الكيمياوية والفزيائية . واصبحت كالأنقاض متراكمة في واحات شبه حيَّة, تحوم حولها أجناس وأجناس من الأحياء.

     وان ماجاء في المسرحية الاولى – محكمة كلدانية – فاسمح لي أن اقول إنك أصبت كبد الحقيقة لما وقع على جزء حضاري لجغرافية – بين النهرين – او – وادي الرافيدن – ممثلاً بشخصيتك الآنية وأنت جزء من المأساة التاريخة .

     كان يجب ان يكون عنوان المسرحية – محكمة النهرين التاريخية - لأن حضارة بابل لا يمكن فصلها جغرافياً وانسانياً عن حضارة اشور أو نينوى لأنهما تؤمان من رحم واحد ومن أب واحد – وادي الرافدين ايضاً- والأكديين نسباً.

     رغم ذلك فأن ما جاء في الفصل الاول وهو (دور الرجل) ليس هذا الرجل إلا انت – الانسان الحالي – بصيغة الجمع المعنوي – ولا زلت تتألم من الماضي البعيد حضارياً وآنياً ممزق الاوصال ضمن الحاضر المتعايش فيه جغرافياً زمانا ومكانا للحالتين.

     جئت بصفة رجل – مثقل بنكبات الزمان ومُثخن بجراح الحاضر تنوي الاعتراف امام إله واحد (ما) وقبل كاهن واحد (ما) تناجي الطرفين للاصغاء اليك ولو لثوان معدودة .

     لتقول لهما الكلمة الصادقة التي قادتك كي تتفوه بها جهاراً أمام الإله مسبقاً وتشكوه المضالم السابقة والحالية لان في اعتقادك, أن الآله – غفور رحيم – (وهي حجة الضعيف ) ولابد ان يغفر ما ارتكبت يداك في الماضي وبعلمك, دون ان تكون لك الشجاعة الكافية لتفصح عن الخطيئة الكبرى من تحويل عظمة بابل وكبرياء اشور الى أطلال وخرائب, تعمرها الغربان والثعالب.

     ثم  تحولك الى كاهن – المفوض من السماء على الارض – لتبوح له بكل ذنوبك بعد ان تجردت من كل عون وسند وحجة لتثبت لواقع الماضي الراحل, وللطرف الثاني الحاضر, بانك تحب الحياة الكريمة, ويمكن تحقيقها بقبول الحقيقة والاعتراف بها امام الكاهن.

     والذي هو إنسان مثلك ولكن لكي تقنع نفسك وهو (الوجد) (الاستسلام) بان الماضي لا يمكن ان يعود . وقد لا يكون الا كأحلام لنائم في وسط سرير خشبي والذي يتصوره وكانه (السرير) تلك البقعة الجغرافية الحضارية بعظمة صروحها المعمارية، وهيبة حكامها وملوكها وكهنتها .

 

    وما يقضتك من هذا الحلم بعد ان دخلت زوجتك عليك، الا الاعتراف الثاني . بانك الوحيد في جغرافية وزمان هذا الوادي، بدون راع ولا مجيب لك.

    انها مسرحية تعبر بها عن حقيقة المادية التاريخية ضمن قوانينها في النمو والتحول والارتقاء . وثم التردي والخمول . وليس للزمان والمكان حصة بذلك ما لم يكن الانسان تلك المادة الحية المتفاعلة ايجابيا في بودقتها وسلبيا عكسها .

ـــــــــــــــــــــ

اما ما جاء في الاوبريت – الفلاح والزيتونة - .

    نعم انك فعلا شخصت العنصرين المطلوبين لهذا الاوبريت . فالفلاح هو الكائن الاسناني ( الرمز المجد) والمثابر والذي يعتمد على نفسه في مصارعة الطبيعة وعواملها . ويبقى يصارعها دون ان يكل ولا يفكر بالموت ابدا لان الموت جزء من فطرته وخلقه لا غير .

اما الزيتونة . فهي فعلا الشجرة الاكثر قدسية في هذه الارض والتي تابى وترفض ان يغطي ساقها واغصانها غير حلة خضراء في جميع ايام السنة . متحدية عوارض الفصول الاربعة كالفلاح المتحدي لتقلبات المناخ .

   وقدسية شجرة الزيتونة جاء لان عطائها لا ينضب وكارادة الفلاح لا تكل ولا تتعب ابدا .

    ولكن . انك في هذه المسرحية قد تقاسمت بين الطوباوية الخيالية وبين الواقعية المتمكنة، بين الحالة العاطفية والحالة الوجدانية .

    فان همة الفلاح – الانسان النموذج + عطاء الزيتونة – لا يمكن ان يموتا . والا فلا وجود للحياة على هذه الارض .

واخيرا ايها الصديق اقول

   الف تحية لمنتوجك الثقافي واتمنى لك التواصل والافضلية

 

يوسف زرا

10/8/2015

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.