كـتـاب ألموقع
• قصة قصيرة - دعوة على الماشي -//- انتصار عابد بكري
قصة قصيرة - دعوة على الماشي
انتصار عابد بكري
عندما كان لي حاجةَ في تلك المؤسسة التعليمية التي نصلها بالمركبة في أقل من ربع ساعة . كما ولأصحابها
حاجة عندي .
رن هاتف مكتبي واستدعوني للقاء مع مدير قسم اللغات في الكلية . وان كنت قد التحقت في أكثر من كلية
وجامعة ، اليوم قررت أن أكتسب شهادة جديدة .
ما كان علي هو أن انتظر وصول السيارة التي كانت في التصليح مما جعل الوقت يطول للوصول في الموعد
الطارئ .
الجو ماطر وبارد والطريق ملتف بين منخفضات ومرتفعات ، السرعة استغنيت عنها في هذه الظروف .
فبالعادة هذا الشارع في وقت الظهيرة لا ينقل الكثير نسبة الى ساعات الصباح والمساء .
زجاج السيارة نظيف استطعت رؤية حبات المطر المتساقطة على أشجار السرو والتلال الخضراء .
اشارة المرور حمراء وكل دقيقة هي بمثابة زمن طويل . ربما المدير ينتظرني . أو قد استقبل موعدا آخرا ،
ربما ترك المكتب .
"على توكيل رب العالمين " دقائق قليلة وأكون هناك .
الموقف مفتوح ، لا يدخله إلا الطاقم الخاص والمقرب للإدارة ، لما لا الحق بهذه السيارة الفخمة وأستوقف
مكانا قريبا بدل من أن أمشي الكثير تحت زخّات المطر
إنه مدير الكلية ، أنا أعرفه منذ عشر سنوات ويزيد عملت في المدرسة التي بمسؤوليته ، كيف يذكرني وهو
الذي لم يلقني إلا بضع مرات .
- استوقفني ابو النوّاس وهو يداخل حديثه مابين صاحب السيارة الفخمة وبيني ، متسائلا: من أنت؟
- من تل المجد جئت في موعد .
- القى تحيته وعلى فمه ابتسامة عارية .
حتى وجدت موقفا مناسبا فدخلت ، وبالضبط كان علي الاستدلال عن غرفة المدير بين كاتبة ورقم غرفة .
وإذ بيَ بباب أبي النواس – فدعاني ولبيت الدعوة مترددة .
حاول أن يتذكرني. فقلت له :من الصعب .
- أتظنينني خرفت ؟
- حاش وكلا سلامتك من السوء .
وكان يتدور بذاته لا أدري أأربكته أم هي حقيقته المستديرة . وانتقل الى غرفة أخرى .بينما صاحب السيارة
الفخمة بادلني الحديث وعرفت بأنه محام وكان يضيف نفسه بنفسه ، طاولة المكتب كأنها في مناسبة فرح
حيث امتلأت بالفواكه والملذات ، القهوة المغلية والحلويات مجرد يوم عادي لا يحمل أي مناسبة . تخيل لي
عزائم أبو جهل وأبو سفيان في فلم الهجرة الاسلامية ، ابتسمت وعدت شاكرةً لدعواه لألحق بالسيد مدير قسم
اللغات !
المتواجون الان
1114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع