اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

انتفاضة مدينة الحي لعام 1956 من سفر نضال الشيوعيين العراقيين // بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

  

اقرأ ايضا للكاتب

انتفاضة مدينة الحي لعام 1956 من سفر نضال الشيوعيين العراقيين

بشار قفطان

بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

 باق وأعمار الطغــاة قصــار         من سفر مجدك عاطر موار

أما النفوس الزاخرات عروقها       بالمغريات فنشـوةً وخًمـــار

 

تتزامن الذكرى السابعة والخمسون لانتقاضه مدينة الحي الباسلة لهذا العام مع بدء الاحتفالات والاستعداد للذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي حزب الطبقة العاملة العراقية وحلفاؤها من الشرائح الاجتماعية ضحايا الاضطهاد بكل إشكاله .

لقد خاض الحزب منذ بداية تأسيسه في الحادي والثلاثين من آذار 1934 وحتى يومنا هذا نضالا وطنيا وبلا هوادة أينما تواجدت تنظيماته السياسية على الساحة العراقية ضد سلطات أنظمة الاضطهاد والاستبداد, , وقدم الحزب خيرة كوادره من اجل تحقيق مصالح الشعب في شتى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , وقد استطاع الحزب بفضل استرشاد مناضليه بالنظرية الاشتراكية العلمية من ديمومة العطاء في الكفاح الوطني ولم يكن نشاطه موسميا ومنتهزا للفرص في تحقيق المصالح الأنانية الذاتية لقيادته . ولذا كانت  قيادته مستهدفة من قبل الأعداء, وتم  تصفيتها  جسديا في أعوام 1949 و 1963 بداً بالرفاق الشهداء يوسف سلمان يوسف سكرتير الحزب وعضوي  المكتب السياسي الشهداء زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي والرفيق سلام عادل وحسن عوينة ومحمد حسين ابو العيس وعشرات الآلاف من الشهداء من كوادر الحزب ورفاقه وأصدقائه ومن مختلف الشرائح الاجتماعية نساء ورجال عمالاً وفلاحين , طلبة وشبيبة  , مدنيين وعسكريين .

ان للحزب  الشيوعي العراقي دور هام في تنظيم وقيادة التظاهرات والانتفاضات والاعتصامات  العمالية والطلابية ,  والفلاحية , والشبابية, والعسكرية طيلة العهود السابقة .

مدينة الحي شانها كباقي المدن العراقية  , كان لوجود تنظيم الحزب الشيوعي العراقي فيها مطلع عام  1947 دورا هاما في بث الوعي الوطني بين أوساط الطلبة والشباب , حيث استطاع بعض الشباب من أبناء المدينة التأثر بالأفكار الماركسية  في  غمرة الانتصارات التي تحققت في الحرب العالمية الثانية عام 1945 لصالح قوى الاشتراكية والسلم على يد الجيش الأحمر الروسي وقراءة الكنب اليسارية والنشرات السرية  , جعل هؤلاء الشباب في المدينة تواقا الى الحرية والعيش الكريم وإنهاء النظام الملكي شبه الإقطاعي الذي عانت منه المدينة  , والذي كبل شعبنا بالمعاهدات الاسترقاقية  والأحلاف العدوانية  ورهن ثرواته الطبيعية لصالح الدول الاستعمارية وخصوصا البريطانية . وانتشرت القواعد العسكرية على معظم الأراضي العراقية لحماية النظام أولا والدفاع عن مصالح تلك الدول ثانيا .

ذلك ساهم في زيادة وارتفاع مستوى الوعي الوطني والسياسي  لدى معظم الشباب وخصوصا الطلبة , حيث كانت الثانوية الجعفرية التي افتتحت مطلع عام 1947 الذي كان يوم افتتاحها حدثا تاريخيا هاما في حياة المدينة وأبنائها وخصوصا حضور شاعر العرب الأكبر ألجواهري ورائعته  ( بنت رسطاليس )

لقد برز على مسرح الساحة السياسية في المدينة الكادر الشيوعي المناضل هاشم جلاب العائد إليها بعد فصله من أمانة نقل الركاب في بغداد   ( مصلحة نقل الركاب ) والذي كان يعرف  في ملفات التحقيقات الجنائية باسم ( هاشم الواسطي ) , ذلك مطلع عام 1947 ويلتقي بمجموعة من الشباب  كاظم نصيف , وعبد الرزاق الحاج جمعة , ونجم محمد , وجعفر داود كوز, (1)

ليكونوا باكورة تنظيم الحزب الشيوعي في المدينة التي أنجبت الشاعر زاهد محمد وسيد شمران الياسري (ابو كاطع)

وعلي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس وعبد الرضا الحاج هويش والعديد من الأسماء التي ساهمت في كتابة تاريخ مدينة الحي الذي  نفتخر به ليومنا هذا .

لقد نشطت تلك الكوكبة من المناضلين الذبن تعزز نضالهم بانتمائهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ نعومة أظفارهم وبفضل نشاطهم الدءوب استطاعوا من التاثير على جماهير واسعة من أبناء المدينة في الالتفاف حولهم وتفعيل نشاط المنظمات الجماهيرية كاتحاد الطلبة وانصار السلام وتحريك الشارع في المطالبة بالحقوق الوطنية والسياسية , ودخل العديد منهم السجون والمعتقلات بسبب نشاطه , وكان للبعض منهم حصته في سجن نقرة السلمان الصحراوي سيء الصيت نذكر منهم غالب حسن ميشة وكسار كوز,

 

 

 

مطلع عام 1956 تصاعدت وتيرة  نضال أبناء المدينة ضد سلطة النظام بسبب الإجراءات التعسفية التي كانت تتخذها السلطة الحاكمة ضد الوطنيين من الطلبة والشباب وتصاعد المد الجماهيري في رفض السلطة المدعومة من الإقطاع . والموقف المتفرج للنظام من التهيئة للعدوان على جمهورية  مصر التي بادرت قيادتها الى  تأميم قناة السويس والذي اتخذته الدول

الاستعمارية ذريعة للعدوان عليها ظنا منها كبح جماح حركة التحرر الوطني حيث قامت كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بالعدوان على الجمهورية المصرية الفتية  , وهذا ما اجج مشاعر الغضب والاستنكار لدى الشارع العراقي بشكل عام وأبناء مدينة الحي بشكل خاص , تلك المدينة التي كان يفكر  أقطاب نظام الحكم على ضرورة إيقاف المد المتصاعد الذي يخوضه أبناؤها الشجعان , والذي صار يشكل خطرا على الوضع في البلاد , في مطلع شهر كانون الاول 1956 خرجت السلطة المحلية في القضاء عن سيطرة الحاكمين , وتم تشكيل لجنة قيادية من الشباب والطلبة في متابعة مستجدات الوضع وتهيئة مستلزمات التصدي لما تفكر به السلطة  ضد المدينة , تلك اللجنة كانت على اتصال وتنسيق مباشر مع قيادة الحزب . وآخذت تعقد اجتماعاتها الدورية والطارئة في داري الرفيقين المرحومين عباس الحاج حسين وسلمان داود حاتم ,

السلطة أرسلت فوجا من شرطة قوة السيارة وهو ما كانت تخطط له لإذلال ابناء المدينة , ولكن ذلك لم يفل من عزيمة الشباب الثائر في مواجهة القوة بما توفر لهم من الأسلحة الخفيفة والبسيطة . وفي ليلة  17/ 18 / كانون الأول من عام   1956 كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق نحو المواجهة بعد انكشاف نوايا السلطة التي تهدف في  معاقبة  المدينة وأبنائها  , من خلال توجيه إنذار الى  الشباب بمنحهم مهلة  بالاستسلام  حتى الساعة الحادية عشرة من صباح  يوم 18 كانون الأول  وتسليم أربعين مواطنا الى السلطة من دون تحديد أسمائهم   مما جعل أبناء المدينة أكثر عزيمة وإصرار على  المواجهة وهم يتحصنون على سطوح المنازل والأسواق ووضعوا المعرقلات والمعرقلات في الشوارع والطرقات الرئيسية , وفي الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم دخل فوج القوة المهاجمة المدينة من ثلاث محاور و دارت معركة غير متكافئة من حيث العدة والعدد كان نتيجتها العديد من القتلى والجرحى  من القوة المهاجمة  وعدد من الشهداء  كاظم الصائغ , وركًية شويلية ,  وحميد فرحان الهنون , والجرحى من ابناء المدينة , سيد عبد سيد حسين ابو لهيب , واحمد الجفال , وجليل ناصر, ومهدي عبد الله الوادي وعدد من النساء . وبعد احتلال المدينة واستباحتها  من خلال التحريات على المنازل واعتقل المئات   من المواطتين. وأجريت محاكمة صورية في إحدى مدارس لواء الكوت لبعض المعتقلين الذين اتهموا بالمسؤولية المباشرة عن ما كان يجري في المدينة من اعتصامات واضرابات وتظاهرات احتجاجية , ودور أساسي في إدارة وقيادة  الانتفاضة,  و اصدرت تلك المحكمة حكمها بالاعدام شنقا على كل  من المناضل الشيوعي  علي الشيخ حمود ورفيقه عطا مهدي الدباس , والحكم بالإعدام غيابيا على المناضل المعروف الشهيد عبد الرضا الحاج هويش.

وأصدرت أحكام أخرى على بعض المتهمين بالسجن لمدد  تراوحت بين خمسة عشر عاما وعشرة أعوام وثلاثة أعوام ومدة عام على آخرين  والبعض الأخر وضع تحت المراقبة لمدة سنة

 وسائل الترهيب و الترغيب الذي مارسه رجال السلطة ضد قادة الحزب المعتقلين  لقاء تخليهم  عن المبادئ التي يحملونها  والبراءة من الحزب لم تجد نفعا للقائمين بها  ,  يضاف الى ذلك بيانات الحزب الشيوعي التضامنية مع أبناء المدينة وضحايا الانتفاضة وسائر المعتقلين , وكذلك حملة التضامن لحركة التحرر الوطني العربية والدولية مع البطلين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس  من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة من اجل الإفراج عنهما وإطلاق سراح كافة المعتقلين ,  دفع بالسلطة الحاكمة الى الإسراع في تنفيذ جريمة حكم الاعدام بحقهما فجر يوم العاشر من كانون الثاني عام 1957 .

ان تبني  الحزب الشيوعي العراقي لمطالب الجماهير الكادحة سر بقائه وامتداد جذوره في أعماق ضمائر وأفئدة ابناء شعبنا من شغيلة اليد والفكر . وقدرته  في تعبئة جماهير واسعة من ابناء شعبنا  وزجها في النضال اليومي ألمطلبي والوطني من اجل تحقيق شعاره العتيد ( وطن حر وشعب سعيد )  مما عزز مكانته في المساهمة و انجاز التحالفات الوطنية التي لعبت ادوار مهمة في كسب المعارك لصالح جماهير الشعب ,  وما حققته جبهة الاتحاد الوطني مطلع اذار 1957 خير دليل على ذلك في انتصار ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية الديمقراطية

وليبقى نضال الشيوعيين العراقيين من اجل مصلحة الشعب والوطن علامة مضيئة في سفرهم  الخالد وتبقى  انتفاضة مدينة الحي من مفاخر نضال الشيوعيين العراقيين وتاريخهم المجيد

عاشت الذكرى الثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

والمجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء  انتفاضة مدينة الحي  الباسلة عام 1956

1 - كان لنا لقاء مع الرفيق الراحل هاشم جلاب نشر في جريدة طريق الشعب العدد 62 الصادرة في الثامن والعشرين من اذار 2005 اجراه معه كاتب السطور مع الرفيق الراحل " جبار خليفة علي " حيث تحدث فيه عن بدايات تنظيمات الحزب الشيوعي في فضاء الحي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.