اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1132)- المجمع العربي للموسيقى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1132)

 

المجمع العربي للموسيقى

      أكاد أقول أنني أكثر فنان عراقي شارك في مهرجانات غناسيقية محلية وعربية ودولية وعالمية خلال زمن تجاوز النصف قرن من تجربتي الفنية التي بدأتها فعلياً مساء الجمعة 23/3/1973 على مسرح مقهى المتحف البغدادي، فضلاً عن وقوفي على ارقى المسارح العالمية وكثير من دور الاوبرات الشهيرة في العالم خلال هذا الزمن، حاملاً في أعماقي موسيقى وغناء المقام العراقي تراث آبائي وأجدادي وهوية بلدي العراق العزيز الى العالم اجمع..! ويمكنني اعتبار يوم 17/2/1975 بداية حقيقية في تجربة عربية دولية..! عند مشاركتي في حفلة اقيمت في قاعة الشعب ببغداد بمناسبة انعقاد مؤتمر المجمع العربي للموسيقى الرابع في بغداد التابع الى جامعة الدول العربية. وعلى الرغم من أن هذه المشاركة الفنية، بالحفلة التي أقامها طلبة وأساتذة معهد الدراسات النغمية العراقي، هي مشاركة داخل بلدي العزيز العراق، ولكنها كانت بمناسبة دولية عربية..! وذلك عشية انعقاد المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقى، المنعقد في بغداد في شباط February عام 1975. وكذلك بمناسبة افتتاحه رسميا في بغداد، حيث اقِرَّ في هذا المؤتمر الرابع للمجمع ان تكون بغداد مقراً له.

     هذه الامسية التي اقامها المعهد بهذه المناسبة العربية، تعتبر أول مشاركة لي في مؤتمر عربي وعلى الصعيد الدولي، أو هي واحدة من اولى مشاركاتي الدولية على مستوى تجاوز المحلية في أقل تقدير، رغم أن هذه المشاركة في بلدي العراق..! لكنها مناسبة عربية دولية..! وعليه فهي الحفلة الاولى، او المرة الاولى التي يستمع اليَّ فيها فنانون وعلماء موسيقيون وخبراء وباحثون من أرجاء وطننا العربي الكبير. وهي أيضاً الحفلة الاولى التي تسجل لي تلفزيونياً من على خشبة المسرح..! وقد كانت يوم 17/2/1975 على خشبة مسرح قاعة الشعب وسط بغداد. وما نلاحظه مرة اخرى، اهتمام دائرتنا(دائرة الفنون الموسيقية) بهذه الامسية، خاصة في الملابس الموحدة لنا على خشبة المسرح.

        إستاذنا الراحل الموسيقار العراقي والفلسطيني الاصل روحي الخماش، الذي لجأ الى العراق بعد إغتصاب فلسطين العربية من قبل الصهاينة عام 1948. وعاش نصف قرن في العراق حتى وفاته عام 1998. وهو من علماء الموسيقى العرب المعدودين الذين لايشق لهم غبار. وبذلك فهو أستاذ لأكثر من جيل موسيقي في العراق، بل كل الاجيال التي عاش معها خلال نصف قرن..! ونحن جميعاً من تلاميذه..! كان رحمه الله، في هذه الحفلة مشرفاً ومعداً لها. وهو يظهر في الصور كذلك. رغم انها على المسرح. ولأهمية هذه المشاركة فقد طــُلبَ منـِّي غناء مقام الرست، وهو من أصعب المقامات العراقية التي تغنى تقليدياً في المقام العراقي، خاصة من النواحي الادائية الفنية، نظراً للتعقيدات الشكلية Form الموجودة في غنائه عبر التاريخ. وكثرة القرارات والجوابات التي يتميز بها اسلوب اداء مقام الرست العراقي التقليدي. وفي هذا اليوم غنــَّيت قصيدة شهيرة في مقام الرست للشاعر حسام الدين الحاجري، هذا نصها.

 

(هم حملوني في الهوى فوق طاقتي / فمن أجلهم قامت عليَّ قيامتي)

(وما كنت لولا هجرهم وصدودهم / حليف ضني ملَّ الطبيب عيادتي)

(بحقكم يا جابرون تعــــــــــطفوا / فقد رقَّ لي من جوركم كل شامت)

(ولا تبخلوا أن تسمحوا لي بنظرة / تخفف أشجاني وفرط صبابتي)

(سألت فؤادي الصبر عنكم فقال لي / إليك فإن الصبر من غير عادتي)

(أضم على الداء الدفين جوانحي / وأظهر من غير الرقيب بشاشتي)

(وليس تلافي مذ رميت بهجركم / عجيباً ولكن العجيب سلامتي)

(وكيف إشتغالي عنكم لا عدمتكم / ونار الاسى والشوق ملء حشاشتي)

(فوا حسرتي طال الاسى وتصرمت / دهوري ولا قضيت منكم لبانتي)

(له قد عسال وحسن معيشق / ولي قلب محزون ونظرة باهت) 

 

        وفي الصور الثلاثة بهذه الحلقة، أبدو واقفاً على مسرح قاعة الشعب برفقة الفرقة الموسيقية المركزية للمعهد من طلبة متميـِّزين وأساتذة أكفـَّاء. وبجانبي أستاذي المرحوم روحي الخماش المشرف الفني على كل فقرات الحفل، يحيــِّي الجمهور معي بعد إنتهائي توَّاً من الغناء.

     من ناحية اخرى، وبالنسبة للافتتاح الرسمي للمجمع العربي للموسيقى بمقره ببغداد، في بناية دائرة الفنون الموسيقية التي انقسمت الى قسمين جغرافيين، قسم للدائرة والآخر للمجمع العربي للموسيقى، فقد كان الافتتاح برعاية وكيل وزارة الاعلام المرحوم محمد جاسم الامين، وقد كلفني الموسيقار الراحل منير بشير، ان اصعد الى الاعلى لارفع علم جامعة الدول العربية فوق بناية المجمع لاول مرة، ومن ثم تم اعلان الافتتاح الرسمي للمجمع. ليبقى تاريخا لي بأني رفعتُ علم الجامعة العربية في افتتاح المجمع العربي للموسيقى في بغداد.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صور 1 و 2 و 3 /  ثلاثة صور لحفلة طلبة واساتذة معهد الدراسات النغمية العراقي في المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقي في قاعة الشعب ببغداد يوم 17/2/1975. حسين الاعـظمي يغني مقام الرست، ويظهر استاذنا المرحوم روحي الخماش المشرف على اعداد هذه الحفلة ظاهرا في الصور. من الموسيقيين الظاهرين يميناً داخل احمد ومحمد صالح عمر واستاذنا شعوبي ابراهيم وباهر الرجب وفيصل عبد المنعم وامجد خضر هندي. ومن الكورال في الوسط حمودي عزيز وصلاح عبد الغفور وفريال الايطالية وآمال داوود وعلاء الحسون وباسل كامل وفريال وصلاح حميد ومهدي جيجان ونجيب طارش وحسين الوردي ومحمود حسين زازة. وفي الاعلى نبيل جياد ومانوئيل ومختار وخضير المسعودي وسعدي حميد وسعد عبد اللطيف ورزكار خوشناو واحسان ومحمد زكي.

 

 

2 /

 

 

3 /

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.