اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (89)- مقام الابراهيمي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (89)

 

مقام الابراهيمي

       اتذكر ان والدتي وخالتي رحمهما الله. كانتا قد زارتا بيت الله الحرام وأدتا فريضة الحج في العام 1969 والحمد لله وحده. وحال عودتهما من الحج، اهدتني خالتي راديو ترانسستر صغير بهذه المناسبة، ولكنه كان يلتقط الكثير من الاذاعات والمحطات القريبة والبعيدة جغرافيا..! وبقي عندي هذا الراديو لسنوات تلت، استمتع به في سماع الموسيقى والمقامات العراقية وغيرهما من امور اخرى. وفي فترة ما من مطلع السبعينات من القرن الماضي. كنت اقيم في بيت شقيقتي الكبرى (نجية) رحمها الله.

 

       في يوم من ايام الصيف الحار جدا، كنت انام الليل في سطح البيت، كعادة اهل بغداد، بل العراقيين جميعا..! وكنت اغفو نائما وانا محتضن الراديو مفتوحا استمع الى احدى النتاجات الموسيقية او المقامية لمعرفتي بأوقاتها. ويبقى الراديو مفتوحا حتى الصباح..! وفي يوم من هذه الايام التي اعتدت عليها بهذا الحال، كنت مريضا جدا، بحيث قلت في نفسي انني لن انام هذه الليلة من شدة مرضي، وكالعادة ان الراديو معي. صعدت الى السطح علـّـني استطيع النوم في هذه الليلة..! وليس عندي شيء اقضي به وقت هذه الليلة غير الراديو..! وبالمصادفة وانا اتجول في محطات الراديو، واذا بي اتوقف عند سماع احد المقامات العراقية، ولم يكن ذلك من اذاعة بغداد، بل من اذاعة خارجية..! حيث كانت اذاعة لندن..! وقد شدني صوت المغني المذهل في تعابيره وادائه الفني الرائع..! واذا بي اكتشف انه مطربنا الكبير محمد القبانجي في مقامه الابراهيمي الشهير. وقد عشت لحظات ودقائق وقت هذا المقام في ذروة انفعالاتي التي اعجز عن وصفها، فانا في هذه المرحلة من حياتي، مجنون مجنون مجنون..! في انتمائي وحبي لغناء وموسيقى المقام العراقي..! فقد غلبتني مشاعر جياشة فاضت وتجاوزت امكانياتي التعبيرية، وستبقى هذه اللحظات خالدات في ضميري ليس في الامكان نسيانها، وتمنيت طبعا ان لا تنتهي هذه اللحظات، او يتباطئ الوقت على الاقل..! ولكن هكذا هي اللحظات الجميلة تنتهي بسرعة البرق..!

 

       عدت الى نفسي بعد هذه الذروة من المشاعر التي غلبتني وتفاعلتُ معها بصورة شديدة للغاية، وانا في عنفوان مرحلة الشباب، وحينها اكتشفت بان حالتي المرضية التي كنت اعاني منها قبل سماعي لمقام الابراهيمي وصوت مطربنا الكبير محمد القبانجي، قد تضاءلت..! بل غابت عن الوجود ولم اعد اعاني شيئا مما يسمى المرض..! وبالتالي نمت نوما عميقا لم يكن في حساباتي قبل مجيئي الى النوم..! وهكذا كان غناء محمد القبانجي وموسيقى مقام الابراهيمي، علاجا حقيقيا لمرضي الذي كنت اعاني منه..!

 

وللذكرى أثر عميق

 

اضغط على الرابط

مقام الابراهيمي للاستاذ محمد القبانجي

https://www.youtube.com/watch?v=Ef7aNAN44co

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.