اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (140)- رؤية منير العصرية / جزء 6

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 يوميات حسين الاعـظمي (140)

 

 (يمكن لجميع الاخوة والاصدقاء مناقشة الموضوع والتعليق او التعقيب عليه)

رؤية منير العصرية / جزء 6

       يتبادل نقاد الموسيقى والعاملون فيها والباحثون والكتاب والمتخصصون المعنيون مباشرة في العزف والغناء على وجه العموم، احاديث مكثفة في بعض الاحيان حول قضية تبدو مهمة فعلاً، مضمونها الاستفهام الدائم بين ان يكون الفن للفن ام الفن للحياة..!؟ ولكي نكون في منأى عن المزايدات الثرثارة في طرح الاراء غير الدقيقة لِما ينبغي ان يقال، فإن هاذين المفهومين في واقع الحال يحتاجان الى دراية وتجربة فنية حقيقية، وادراك ووعي كبيرين لمضمونهما ومفهومهما..! لست هنا طارحا هذا الاستفهام بصورة مباشرة للمناقشة معكم اخوتي القراء الكرام، بقدر ما فهمتُ ذلك نسبيا وبما مررت به من تجربة فنية واقعية، استوجبت مني الالتزام بهاذين المفهومين بحذر شديد، طيلة عمري الفني وتجربتي التي تقترب رويدا رويدا من الخمسين عاما. حيث لم تكن تجربتي مقتصرة على الغناء فقط، بل تجاوزت ذلك الى اكثر من منحىً لها، وعلى الاخص قيامي بالتدريس منذ العام الدراسي (1980 - 1981) حتى يوم الناس هذا، سواء في المعهد او الكلية ببغداد أو في الاردن الشقيق حاليا..! وكذلك كتابة المقالات الفنية وتأليف الكتب التي وصل عددها الى اكثر من احد عشر كتابا مطبوعا وصادرا. ولا ضير في النقاش معكم اعزائي. ولكنني اود ان اتحدث اليكم اليوم عن تجربة بسيطة او ربما عميقة تتمحور حول السؤال التقليدي، هل الفن للفن ام الفن للحياة..!؟

 

       انني ارى ان عودة الموسيقار منير بشير الى بلده العراق العزيز مطلع سبعينات القرن العشرين بعد غربة قضاها في اوربا وبعض الدول العربية، كان منعطفا تاريخيا لواقع الفن الغناسيقي في بلدنا، من الناحية الفكرية والذوقية. لِما كان يحمله من تجربة فنية عالمية وافكار متنورة بذوق رفيع قلّ نظيره. وعودته هذه التي كانت بدعوة من مباشرة من قبل الدولة، وتسلُّـمه قيادة الموسيقى في بلده العراق العزيز، من خلال الدعم المباشر اللامحدود من قبل الدولة زمنذاك، وانشاء دائرة موسيقية خاصة اتاحت له القيادة الحقيقية للموسيقى والغناء في العراق، ومن خلال كل ذلك استطاع الموسيقار منير بشير ان يغير موازين الذوق والفكر الموسيقي وتطورهما، طيلة فترة ادارته للدائرة الموسيقية (دائرة الفنون الموسيقية) التي استمرت اكثر من عشرين عاما..! 

 

       لم يكن الامر على منير بشير سهلا ابدا، لان الواقع الفني في بلدنا العراق في الفكر والذوق والممارسة بائسا جدا من هذه النواحي..! (هامش1) وعليه استطيع ان اشهد لهذا الفنان الاسطورة منير بشير (هامش2) ، لاقول بأنه تعامل مع هذا الواقع الفني البسيط في بلدنا العراق، بكل صبر ورويّـة وتضحية وحكمة عميقة للوصول الى اهدافه التربوية، لخلق جيل فني في الموسيقى والغناء يفهم ما مطلوب منه في مستقبل التاريخ الموسيقي لبلدنا العراق. وكان اهلا لذلك واهلا للحرص والاصرار من اجل الوصول الى اعطاء تجربته الفنية العميقة للاجيال القادمة..!

      يُـقصد في غالب الاحيان بمبدأ الفن للفن، هو ان تعيش للفن ولا تفكر ابدا ان يكون هدفك مصدرعيش من خلال عملك وممارستك له..! فالمحصلة النهائية في هذه الحالة تكون للفن فقط..! دون ان يقابل ذلك اي مردود مادي ، لتبقى القضية برمتها، قضية معنوية..!

 

       ويُـقصد بمفهوم الفن للحياة، هو ان تعيش بصورة مباشرة من خلال ممارستك للفن، مثل اي اختصاص آخر او اي عمل آخر تعتاش عليه، كالنجار او الحداد او البناء او الاداري او غير ذلك من اعمال اخرى، وهكذا في هذه الحالة يكون الفن مهنة كباقي المهن الاخرى، اي عملية امتهان للفن الموسيقي. كما نرى ذلك في الحفلات الليلية في الملاهي والديسكوات وغير ذلك من استهلاك فني ينحدر بنا الى الهاوية الفكرية والذوقية، والشيء الغريب اننا نسمي ذلك الذي يعمل في هذه الاجواء الاستهلاكية بـ فنان..!!

       على كل حال، جاء منير بشير الى بلده العراق وهو العارف الداري المتفهم الواعي المدرك لواقع العمل الفني فيه. لانه ابن العراق، فيه ولد وفيه نما وفيه ترعرع وفيه نشأ فنيا وتعلم وعمل في لياليه ونهاراته. تجربة كبيرة في مرحلته الاولى من حياته الفنية (هامش3) حتى نهاية حياته.

      على كل حال، يبدو ان مهمته الاولى في عمله الجديد عند عودته الى العراق، كمدير عام لدائرة الفنون الموسيقية، هي محاولة تحطيم جميع الابواب التي كانت موصدة في طريق الفن والفنانين العراقيين، سواء محليا او دوليا، وهكذا كان اول اعماله التجوال والحضور في الحفلات الفنية التي تقام في بغداد. ملبيا جميع الدعوات لحضورها ليكتشف المواهب التي يبحث عنها والتي تتلائم مع تذوقه للموسيقى والغناء وافكاره الجديدة..!

 

اكتفي الى هنا من الحديث حتى الحلقة القادمة ان شاء الله

وللحديث شجون        

 

اضغط على الرابط / العصفور الطائر، من مؤلفات منير بشير

عزف منير بشير

https://www.youtube.com/watch?v=h8y6xEgHkA8

عزف الفرقة الاردنية ، ملتقى العود

https://www.youtube.com/watch?v=DQHySTY_Z_w

عزف سالم عبد الكريم

https://www.youtube.com/watch?v=dMoJP7D7JBA

عزف فرقة منير بشير

https://www.youtube.com/watch?v=TWAsDQ-eeZY

عزف جورج قندلفت

https://www.youtube.com/watch?v=7ck4ciNyKfk

العصفور الطائر قراءة بالنوطة الموسيقية

https://www.youtube.com/watch?v=TIfc_xR4XQc

 

هوامش

هامش1: للملاحظة فقط، وهي اني اتكلم هنا عن الرؤية الثقافية واساليب العرض والممارسات الفنية ونواحي التذوق الفكري للموسيقى والغناء. ومحاولة تصحيح الاخطاء الشائعة نظريا وعمليا التي حاول الموسيقار منير بشير ان يعمل على تصحيح وتنمية الثقافة الموسيقية في بلده العراق، وليس عن قيمة الفن العراقي او قيمة الفنانين العراقيين كعازفين او مغنين. فالقرن العشرين زخر بنتاجات فنية عراقية كبيرة جدا، لعازفين ومغنين ونقاد وباحثين ومتخصصين كبار في هذه الشؤون. 

هامش2 : عشتُ مع منير بشير اداريا وفنيا منذ بواكير بدايتي الفنية، وهي نفس الفترة التي عاد فيها الموسيقار منير بشير الى بلده العراق حتى وفاته عام 1997، اي ما يقارب ربع قرن من الزمان..! وعليه فان كتابي القادم ان شاء الله سيكون لهذه المذكرات موسوما بـ (ربع قرن مع منير بشير).

هامش3 : تنقسم حياة منير بشير الفنية الى ثلاث مراحل زمنية، الاولى من بداياته الفنية في بلده العراق حتى مغادرته وغربته خارج البلد اواخر خمسينات القرن العشرين. والمرحلة الثانية غربته لعدة سنوات في هنكاريا وبلدان اخرى حتى عودته الى بلده العراق. والمرحلة الثالثة عودته الى بلده العراق مطلع سبعينات القرن العشرين واستمراره حتى النهاية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.