اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (409)- مائدة نزهت

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

يوميات حسين الاعظمي (409)

 

مائدة نزهت (1937-.......)

       قدِّر لي أن أكون بجانب أعظم مطربة عراقية ظهرت في القرن العشرين، تحت خيمة فرقة التراث الموسيقي العراقي، التي غرس أسسها أستاذنا الراحل الموسيقار منير بشير مطلع السبعينات من القرن العشرين. ومن خلال تواجدنا اليومي أو شبه ذلك، في دوامنا كموظفين رسميين في هذه الفرقة الأثيرة وعلى الملاك الدائم، لحقبة ناهزت الخمسة عشر سنة. قدَّر لي خلالها أيضاً أن أكون معلــِّما لهذه الفنانة النادرة، لمجموعة من المقامات العراقية بأصولها التاريخية التقليدية Form، وصل عددها عشرة مقامات تقريبا. كانت الحاجة إليها ماسة جداً لضرورات توجه الفرقة الفني المكرَّس لغناء وعزف الموسيقى العراقية والمقام العراقي تحديداً، فقد كانت فنانتنا الكبيرة تغني الموالات والليالي والارتجالات بالاسلوب العربي المعروف في بداية عملنا بالفرقة، الامر الذي جعل من فرصة تواجدنا معاً، توجه جديد في مسيرة فنانتنا الكبيرة مائدة نزهت توضح بمرور الايام والتجربة.

 

      عندما إلتقيت بفنانتنا الكبيرة مائدة نزهت لأول مرة في فرقة التراث، شعرت بدفع معنوي خفي جميل، خاصة وقد كنت في بداية مسيرتي الفنية ومائدة نزهت في ذروة تألقها وشهرتها. أنا الآن جنباً الى جنب مع الفنانة الكبيرة مائدة نزهت في فرقة واحدة ودائرة واحدة..! هذه الفنانة التي كنت أحلم بلقائها، ولطالما كنت أستمع الى أغانيها البغدادية الشهيرة والجميلة، التي أمست بجدارة حلقة الوصل بين الجيل الذي سبقها وجيلها والجيل الذي أتى بعدها..! صحيح أنني شعرت بالفارق الموجود في التجربة بيني وبين السيدة مائدة نزهت، ولكن ما أن مرَّت الايام والشهور حتى أصبحت علاقتنا قوية جداً بحكم التواجد والدوام اليومي في الفرقة، وأعتقد أن علاقتها بي كانت أقرب علاقاتها من كل أعضاء الفرقة خلال كل الحقبة من السنين، رغم أني وأخي المطرب الكبير صلاح عبد الغفور كنا أصغر أعضاء الفرقة سنـَّاً.

 

        فنانة كبيرة، إنسانة راقية مهذبة، ومن العجز ذكر كل صفاتها الاخرى، فهي من الخلق الرفيع والرقي ما يفوق ذكرها وتعدادها في هذا الحيز المحدود من الكتابة.

        كتبتُ عن فنـِّها وإمكانياتها وتجربتها الكثير في كتابي الاول – المقام العراقي الى اين ..؟ - الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر  آذار March2001. وأكثر من ذلك ما كتبته في كتابي الثاني – المقام العراقي بأصوات النساء – الخاص بالتجربة النسوية في الغناء المقامي طيلة القرن العشرين. الصادر عن نفس المؤسسة كانون الثاني January 2005.. وتطرقتُ الى تجربتها أيضاً في كتبي الاخرى. وسافرنا معاً في كثير من دول العالم ضمن فرقتنا الأثيرة، فرقة التراث الموسيقي العراقي، والمهرجانات الدولية والعالمية التي كنا نشارك فيها على مدى أكثر من أربعة عشر عاماً متواصلة، أي حتى إعتزالها الفن نهائياً بعد إنتصاف الثمانينات من القرن الماضي وهي في أوج عطائها الفني بعد أن أدت فريضة الحج وزارت بيت الله الحرام وتفرغت لعبادة الله بصورة تامة.

 

      الحديث عن هذه الفنانة الكبيرة ذو شجون، وهو مليئ بالاحداث الفنية والذكريات الجميلة والانجازات الكبيرة والتجربة الرصينة، فاذا قـَدَّر لي العلي القدير من الوقت ما يكفي، فسأحاول أن أعد كتاباً خاصاً بتجربة فنانتنا الكبيرة مائدة نزهت، التي تستحق هذه التجربة أن تنشر ليطلع عليها ويستفيد منها جيل بعد جيل من الاجيال القادمة.

       مضى على آخر لقاء لي معها أكثر من عشرين عاماً..! عندما إلتقينا مصادفة في دائرة الجوازات الكائنة في شارع 52 ببغداد، حيث كنا نؤشر جوازينا، فقد كانت قد غادرت البلد منذ أواخر الثمانينات واستقرت في الاردن وأمريكا، ويبدو أنها كانت في زيارة للبلد، وتؤشر جوازها للعودة الى بلد الاقامة لا أتذكر أين بالضبط. وكنت اؤشر جوازي للسفر الى باريس وحفلات معهد العالم العربي في كانون الثاني January  1995. فكان لقاءاً حميماً جداً. وقد رأيتها شبه محجبة ودون مكياج لأول مرة..! ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أعرف عن أخبارها شيئاً.

وبالنسبة لموضوع الصورة وحكايتها، فقد أهدتها لي فنانتنا الكبيرة مائدة نزهت أيام كنا في إحدى سفراتنا الى إسبانيا في كانون الثاني عام 1979. حيث كتبتْ خلفها.

(اهدي صورتي الى أخي الفنان الرائع حسين اسماعيل الاعظمي 1979).

رغم الاشاعات الكثيرة حول وفاتها التي تكذّب دائماً، فانا أدعُ الباري عزَّ وجل أن يمنحها الصحة والعافية ان كانت ماتزال حية ترزق، والرحمة والمغفرة الحسنة لها ولزوجها الفنان الكبير وديع خوندة، ويحفظ ولدهما أياد وابنتهما رلى والتوفيق والحياة الرغيدة ان شاء الله.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

مائدة نزهت اغنية تاليها وياك

https://www.youtube.com/watch?v=zBa7FtjWv5A

 

حسين الاعظمي حفلة الكويت 2

https://www.youtube.com/watch?v=qVIa9OG3h9Y

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.