كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (411)- النوري الرباعي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 12 كانون1/ديسمبر 2020 19:39

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1667

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (411)

النوري الرباعي

      يكاد يكون عقد السبعينات من القرن العشرين، عصرا ذهبيا بالنسبة الى معهد الدراسات النغمية العراقي..! لِما احتواه من ادارة جيدة واساتذة من بلدنا العراق وآخرين من دول عربية واجنبية عُرفوا بعلو كعبهم في الفن وعلوم الموسيقى والغناء، وطلبة مميزون كذلك..! ويبدو ان انتعاش العامل الاقتصادي لبلدنا في العقد السبعيني الذي وصل الى ذروته بعد قرار تاميم العراق لجميع شركات النفط الاجنبية العاملة في بلدنا. هو السبب المباشر لانتعاش كل مرافق الحياة في العراق، وعلى الاخص في الجانب الثقافي ومنها كان انتعاش هذه الفترة لمعهدنا الاثير (معهد الدراسات النغمية العراقي).

       في هذه الفترة ايضا، كان الموسيقار منير بشير قد عاد الى ارض الوطن بعد غربته في اوربا بدعوة من الحكومة زمنذاك، التي انشأت له دائرة جديدة في وزارة الثقافة والاعلام سميت في البداية بـ دائرة المستشار الفني ثم تبدل اسمها الى (دائرة الفنون الموسيقية) لقيادة الموسيقى والغناء في بلدنا العزيز..! ليصبح منير بشير اول مدير عام لهذه الدائرة..! وبعد ان استطاع المدير العام من ضم معهد الدراسات النغمية العراقي الى مكونات هذه الدائرة الفتية، بدأ يهندس ويخطط لافكاره الجديدة لمستقبل هذا المعهد الذي اسس عام 1970. ومن هذه الافكار استقدام بعض المدرسين المتخصصين في الموسيقى والغناء من بعض الدول العربية وآخرين من دول اجنبية. فضلاً عن وجود الاساتذة العراقيين..! وعليه تم انتداب ثلاثة مدرسين من تونس الخضراء وهم الاساتذة عازف القانون النوري الرباعي لتدريس آلة القانون ودروس اخرى كالصولفيج والاملاء الموسيقي، ود. محمد خماخم لتدريس النظريات الموسيقية العربية مع دروس نظرية اخرى، ثم عازف آلة الناي صلاح المانع الذي اختص بتدريس هذه الآلة..! وبالنسبة للمدرسين الاجانب، فقد انتدبت الدائرة من تاجاكستان كل من عازف آلة الجوزة محمودوف، وعازف آلة السنطور الماس عبد الله ايف لتدريس هاتين الآلتين، وفي فترة قصيدة من الفترات كان هناك المدرس سيناشي مدرسا لآلة السنطور من هنكاريا.

      ما يهمنا الان في هذه الحلقة من مسلسل – صورة مهداة- هو استاذي الكريم التونسي النوري الرباعي. الذي عمل على تدريسنا لمادتي الصولفيج والاملاء الموسيقي، بجانب قيامه بتدريس آلة القانون للطلبة المتخصصين على هذه الآلة..!

     امتاز استاذي النوري الرباعي باخلاقه العالية وطيبته ورقته وحسن تعامله مع جميع الطلبة، وكنت بصورة عامة على علاقة وطيدة مع الاساتذة التونسيين طيلة فترة مكوثهم في معهدنا ببغداد للسنوات الثلاثة او اكثر التي عملوا بها. وقبل سفرهم  وعودتهم الى ارض الوطن تونس بعد انتهاء فترة انتدابهم لمعهدنا، تناولنا العشاء سوية بوجود عوائلهم جميعا بدعوة مني في احد مطاعم بغداد احتراما لهم وتوديعا وتاكيدا لقوة علاقتي بهم جميعا. وبقيت هذه الليلة التوديعية في ذاكرة اساتذتي التونسيين وفي ذاكرتي حتى اليوم بطبيعة الحال..! والتقطنا بعض الصور الفوتغرافية، ثم اهداني استاذي النوري الرباعي صورته الشخصية الفوتغرافية مدوناً خلفها كلمات جميلات للذكرى

(الاخ المحترم حسين اسماعيل، اهديكم صورتي المتواضعة كتذكار لصداقتنا الطيبة التي تواصلت ما يقرب عن الثلاثة سنوات. التوقيع اخوكم النوري الرباعي، بغداد في 28/5/1979.).

منذ مغادرة اساتذتي التونسيين عام 1979. استطعت ان ألتقي بالاستاذ صلاح المانع اكثر من مرة في تونس العاصمة لانني سافرت الى تونس كثيرا خلال كل هذا الزمن الماضي، ولان الاستاذ صلاح المانع من سكنة العاصمة تونس..! في حين لم تسمح الظروف للالتقاء باستاذي د.محمد خماخم واستاذي النوري الرباعي طيلة هذا الزمن الطويل لانهما من سكنة مدينة صفاقس التي تبعد عن العاصمة بـ 350 كيلو متر تقريبا..! 

      في العام الماضي 2018. وبواسطة هذه التكنولوجيا المذهلة، فوجئت باتصال استاذي الكريم النوري الرباعي من خلال موقع الماسنجر، وكانت فرحتي بهذا الاتصال ما بعدها فرحة..! تحدثنا خلال هذا الاتصال عن بعض الذكريات الجميلة في بغداد الحبيبة، وتحدثت مع السيدة الفاضلة زوجته وبعض ابنائهما وكانوا جميعا فرحين بهذا الاتصال الجميل. ومنذ هذا الاتصال الاول استمرت اتصالاتنا حتى اليوم آملا ان يمنحنا العلي فرصة اللقاء باذنٍ منه تعالى.     

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

• < السابق
• التالي >