اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (417)- سعدي الحديثي / 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (417)

 

سعدي الحديثي / 2

تكملة

وبدا لي في حينها بأنه يميل الى الفكر الشيوعي..!

       وبعد ان قويت علاقتي الشخصية به، سألته مرة ونحن في سيارته بعد انتهاء الدوام الرسمي في طريقنا الى البيت.

-    هل انت شيوعي..!؟ فاجابني قائلا.

-    انا لست شيوعياً ولكنني يساري..!

 

على كل حال، لم يكن هذا الموضوع مهمَّاً في سير علاقتنا الشخصية. ومن سهراتنا الكثيرة، اتذكر مرة سهرنا في عمارة ليلى خاتون الواقعة في زقاق او فرع يقع بين حي الكرادة داخل وشارع السعدون ببغداد. وكانت العمارة ما تزال غير مكتمل بنائها تماما..! ولكنها في لمساتها الاخيرة من البناء والتأهل للسكن فيها، ورغم ذلك كان هناك من سكن في بعض شققها..! وقد سهرنا سهرة بقيت وستبقى في الذاكرة، في شقة احد الاصدقاء في الطابق السادس. حيث لم تكن مكيفات التبريد والهواء قد جهزت فيها بعد، ولكن الجو العام للمناخ كان معتدلا. ووجود الاصدقاءفي هذه السهرة خليط من اختصاصات عديدة منهم من يعمل في السياسة او الصحافة او من الادباء والفنانين، ولكنهم جميعا كما يبدو في حينها يعملون في خانة السياسة والانتماءات الحزبية المختلفة رغم اختلافات اعمالهم ومهنهم..! وهم بجنسيات عربية مختلفة ايضاً. (عراقيون، سوريون، لبنانيون، سعوديون) وغيرهم من العرب الاخرين. وعلى رأس الحضور كان السياسي الكبير اكرم الحوراني (هامش1) والاديب الروائي الشهير عبد الرحمن منيف(هامش2). واسماء اخرى لا اتذكرها اليوم. وقد صادف جلوسي بجانب الاديب الروائي الشهير عبد الرحمن منيف الذي ينحدر من أب سعودي وأم عراقية..! وكان الوقت معه ممتعا جدا حيث تحدثنا كثيرا خلال فترات الاستراحة من الغناء، الريفي والبدوي بصوت الاستاذ سعدي الحديثي تارة، والمقام العراقي بصوتي تارة اخرى. ولكن لم يصدف ان ألتقي مرة اخرى بالاديب الروائي عبد الرحمن منيف بعد هذه السهرة الجميلة النادرة حتى وفاته رحمه الله..! وهكذا كنت مع اخي سعدي الحديثي في كل امسية مع اصدقائنا في تلائم فني في فواصل الغناء، حيث يختلف اسلوبي الغنائي المقامي عن اسلوبه الغنائي الريفي والبدوي. لتصبح امسياتنا جميلة ومنوعة الاذواق في سماع الغناء والموسيقى والاستمتاع بهما. وخلال هذه السهرة النادرة، تعرف الجميع فيما بينهم ممن لم يكن مسبقا قد تعرف على زميله الاخر. وبالنسبة لي فقد صافحت الجميع متعرفا عليهم. وهكذا قضينا سهرة جميلة تعد من النوادر حقاً.

 

والى حلقة الجزء الثالث ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

سعدي الحديثي

https://www.youtube.com/watch?v=6vmA7SZsSDg

 

حسين الاعظمي / حجاز كار

https://www.youtube.com/watch?v=l7as302EhAA

 

الهوامش

1– هامش1: اكرم الحوراني/أكرم رشيد محيي الدين الحوراني، شخصية سياسية سورية بارزة. ولد في مدينة حماة السورية عام 1911 وتوفي في عمّان عام 1996.. تعلم في مدرسة دار العلم والتربية مع أبناء الأسر الإقطاعية، ثم تخرج الحوراني من معهد العلم والتربية في حماه، وذهب إلى دمشق وانتسب إلى مدرسة النخبة الثانوية، ثم انتسب إلى الجامعة اليسوعية في بيروت لدراسة الطب، لكنه عاد بعد سنة إلى دمشق (1931) حيث التحق بجامعتها لدراسة الحقوق،وبعد تخرجه من كلية الحقوق عمل الحوراني في المحاماة إلى أن انتخب عام 1943 نائباً في البرلمان. كان أول اشتراك للحوراني في العمل السياسي المنظم في عام 1936 بعد تخرجه من كلية الحقوق، عندما انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي منجذباً إلى المبادئ العلمانية لهذا الحزب (فصل الدين عن الدولة، القضاء على الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس مصلحة الأمة والدولة، تكوين جيش قوي...) وبقي في هذا الحزب كعضو ناشط لمدة عام 1936-1937, بعدها استقال الحوراني من الحزب بسبب قناعات مغايرة لايديولوجية الحزب خصوصا في موضوع القومية العربية كما ذكر ذلك في مذكراته..! وفي عام 1941، سافر الحوراني وبعض ضباط الجيش السوري ومتطوعون آخرون من بقية الطيف السياسي الوطني إلى بغداد لمؤازرة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد البريطانيين، وبعد أن تمكن البريطانيون من قمع الثورة، عاد الوطنيون (الحوراني ومن معهُ) من العراق إلى سوريا حيث تم احتجازهم لفترة من قبل حكومة الانتداب الفرنسي في دير الزور على الحدود السورية العراقية.قاد الحوراني إنتفاضة الفلاحينفي ريف حماة ضد الإقطاعيين. فانتخب نائباً عن حماة سنة 1943، 1947، 1949.رفض الحوراني استلام السلطة بعد ان ازاح الجيش حسني الزعيم وذلك بعريضه تقدم بها 160 ضابطا تطلب منه استلام رئاسه الجمهورية(ديفيد اوين كتاب الحوراني)، تولى الحوراني وزارة الزراعة وأحدث فيها بعض الاصلاحات. وفي شهر كانون أول 1949 تولى أكرم الحوراني وزارة الدفاع في حكومة خالد العظم ثم ما لبث أن استقال منها في شهر نيسان، وفي عام 1957 انتخب الحوراني رئيسا لمجلس النواب.حصل أكرم الحوراني في تشرين الأول 1950 على ترخيص لتأسيس الحزب العربي الاشتراكي وجعل مدينة حماة مقره الرئيسي وبدا الحزب في الانتشار في عموم سوريا وخصوصا الطبقة الفلاحيه وحتى المثقفين من العائلات الاقطاعيه.نظم الحوراني أتباعه من الفلاحين في الحزب العربي الاشتراكي، بلغت شعبيه الحوراني أوجها في مؤتمر في حلب (أيلول 1951) الذي حضره ألوف من الفلاحين، فكان أول مؤتمر من هذا النوع الثوري في الوطن العربي،وعندما سيطر الشيشكلي على الحكم وأخذ يُكمم الأفواه ويُلقي القبض على معارضيه هرب الحوراني مع ميشيل عفلق وصلاح البيطارعبر الجبال إلى لبنان، وفي منفاهم عام 1952 قرر الثلاثة دمج حزبي (البعث العربي) و(العربي الاشتراكي) ليصبح حزب البعث العربي الاشتراكي. وذلك لتصليب الجبهة المعارضة للشيشكلي والتي قادت اخيرا إلى اسقاط نظام الشيشكلي.ولقد سلم الجيش السلط طواعيةً إلى المدنيين في أول حادثة واخرها في تاريخ سوريا الحديث.بحسب شهاده ابنه جهاد الحوراني (ثوفي والدي في شباط عام 1996 في عمان وقد طلبت العائلة من الرئيس الاسد السماح له بالعودة إلى سوريا بعد اشتداد مرضه فرفضت ذلك، ولما توفي دفنته في عمان بدون مشاركه رسمية، وقد نقل لي السفير العراقي في عمان رغبة صدام حسين ان يدفن في بغداد، عند عودتي إلى سوريا اتصل بي محمد حرباوزير الداخلية لينقل لي امراً من الرئيس الاسد بنقل الجثمان إلى سوريا لاقامه جنازة رسمية له فيها فرفضت، لم أرِد أن يُشوه تاريخ والدي بعد33 عاماً من السجن والمنفى، وان تقوم بمراسم دفنه انظمه ديكتاتورية .ولقد أُقيمت التعزية في مدينه حماه واستنفرت الاجهزه الامنيه وحاصرت اجهزه الامن مداخل القرى القريبة من المدينة لمنع وصول المعزين، كذلك حوصر الحي حول منزِلَهُ في مدينه حماه ومع ذلك شهد منزله حشوداً من المُعزين وبعض ضباط الجيش متنكرين بثياب مدنية.

 

2– هامش2: عبد الرحمن منيف:ولد عبد الرحمن في الأول من شهر صفر لعام 1352 هـ الموافق 29 مايو 1933م،وتوفي عن عمر ناهز السبعين عاما، وعلى إثر أزمة قلبية، في مدينة دمشق يوم السبت غرة شهر ذو الحجة لعام 1424 هجرية ‹الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) لعام 2004م› بعد ترحال ومناف طويلة.هو خبير اقتصادي وأديب وناقد حداثي سعودي، عُد واحداً من أهم الكُتاب والرِوائيين العرب خلال القرن العشرين، وأشهر رُواة سيرة الجزيرة العربية المُعاصرة، وأحد أعمدة السرد العربي البارزة في العصر الحديث.  ينتمي إلى بلدة قصيبا الواقعة على طريق عيون الجوى شمال إمارة منطقة القصيمفي وسط الجزيرة العربية السعودية.  كان والده إبراهيم العلي المنيف، توفي في 1355ھمن كبار تجار نجد (العقيلات) الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والعراق، والشام. عُرِف ‹عبدالرحمن مُنيف وهذا اسم شهرته،› مفكراً وناشطاً سياسياً ‹حزبياً،ثم خبيراً اقتصادياً حاصلاً على درجة الدكتوراه، وكاتباً صحفياً محباً للفن التشكيلي، ثم مؤلّفاً روائياً منصرفاً عن أعمال الصحافة، وقاصاً،وكاتب سيرِ.عاش فترةً من طفولته في ظل إمارة شرق الأردن ثمّ في السعودية. أتم مراحل دراسته الأولى في الأردن وحصل منها على الشهادة الثانوية سنة 52م، ثم انتقل إلى العراق والتحق بكلية الحقوق في بغداد حتى عام 55م إذ جرى إبعاده بقرار سياسي مع مجموعة من الطلاب العرب. لينتقل إلى مصر لإكمال دراسته هناك. وقد ارتحل منذ عام 58م إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد فحصل منها عام 61م على الدكتوراه في الاقتصاد ‹مجال اقتصاديات النفط، مارس العمل السياسي الحزبي زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية ‹الحزبية› رسميا بعد مؤتمر حمص 62م، وعمل بعدها في الشركة السورية للنفط حتى غادر إلى بيروت عام 73م حيث عمل في مجلة "البلاغ" اللبنانية وكان قد نشر أعماله الروائية الأشجار، وقد تزوج خلال تلك الفترة من سيدة سورية تدعى سعاد قوادري وأنجب منها ثلاث أبناء وابنة واحدة. لاحقا في عام 75م عاد ليقيم في بغداد، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» العراقية حتى عام 81م حيث غادر إلى فرنسا متفرغاً للكتابة. وقد عاد إلى دمشق خلال عام 86م، حيث صارت مقر إقامته الدائمة، إلى حين توفي، وبها دفن، بناء على وصيته. مارس العمل السياسي الحزبي خلال فترة انضمامه لحزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح عضواً في القيادة القومية زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية (الحزبية) بعد مؤتمر حمص عام 62م. وقد ظل مُنيف مناوئاً للأنظمة العربية ‹بشقيها الملكي والجمهوري› بعد هزيمة 67م التي كان لها آثراً بالغاً في نفسه ليبدأ ممارسة السياسة ولكن هذه المرّة عبر العمل الأدبي. بقي إلى آخر أيامه معارضا للإمبريالية العالمية وظل رافضا للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه. كرس نضجه الفكري والثقافي العام لممارسة الكتابة الروائية ما جعله يصنع لنفسه خصوصية أدبية مبكرة وعالما روائيا سرديا معقدا، وضع فيه خلاصة رؤيته للحياة.

 

 

حسين الاعظمي في اليمين والاستاذ سعدي الحديثي في الباص بطريقهما الى احدى المدن الانكليزية لاقامة احدى الحفلات في كانون الثاني 1978.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.