كـتـاب ألموقع

• اطفال العراق في -------(بمناسبة اليوم العالمي للطفل)

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سعدية العبود

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 01 حزيران/يونيو 2012 19:57

الزيارات: 2080

سعدية العبود

اطفال العراق في -------

(بمناسبة اليوم العالمي للطفل)

حاولت اقناعه بالعدول عن رأيه لماذا لم يعد من خارج العراق بشكل نهائي ويجلب اسرته فقد تاقت شوقا لرؤيه اطفاله .وبعد ان يأس من ايصال فكرته لي قال بعصبية :

-انت لا تفهمين معنى الحياة !

-ما الموضوع ؟حاولت مستفهمة فهنا راتب جيد وبطاقة تموينية وبطاقة دوائية واحبة وعشيرة وووووووووووووو

- ياعزيزتي فأنا لا يهمني اي شئ مما قلتيه فأنا واطفالي وزوجتي لكل منا راتبه الذي يؤمن له حياة عادية ,وعندما اعجز عن البحث عن عمل تستمر الدولة في تأمين الحد الأدنى من الحياة .انا هناك لا اقلق وانا في عملي ,هل وصل ابنائي الى المدارس ام لا ,اراكم تستخدمون الهاتف الجوال كل دقيقة للاطمأنان على افراد الآسرة هل وصل الى المدرسة ,هل وصل الى العمل ,لماذا تأخر ,هل وصل الى قاعة الامتحان في وقته المحدد ام لا,هل اعد غائبا .بالآمس كان هناك ازدحام على جسر الجادرية مما اوجب على الطلبة الذهاب مشيا لتأمين وصولهم الى الجامعة ,اتعقلين هذا؟طالب يحضر الى قاعة الامتحان وهو قلق لان فلان او فلان اعطى توجيه في غلق الشارع الرئيس لانه قد يمر ؟انك لا تفهمين ابسط حقوقك والاستخفاف بوقتك واعصابك وكأن الشعب مواطنون من الدرجة السفلى .هل يرضى ولدي ان يترك الجامعة ليعش بهذا القلق .حتى في احتفالية التخرج منعوا من ممارسة مهرجان التخرج ,وحضر من اراد ان يقتلهم بحزام ناسف .هل شاهدتي صور ابنتي في حفل تخرجها من الاعدادية .يوم التخرج تحتفل به المدينة ويحضر ذوي الطلبة للاحتفال مستصحبين معهم صورة يبين فيها المحتفى به عندما كان طفلا ,فهذا المهرجان يعد احتفال لنقلة الطلبة الى مرحلة النضج العقلي والنفسي .

هل راقبتي الاطفال في الشارع وهم يبحثون عن علب المشروبات الغازية الفارغة ؟فهل انت مقتنعه بان ولدي يجمع مثل هذه العلب ليحصل في النهاية على 500 دينار لكل كيلو؟ .والاطفال في تقاطعات الشوارع,يرتمون امام السيارات لبيع المناديل الورقية او لمسح زجاج النوافذ في صورة استجداء مبطن بالعمل والذل ,من

يحمي هؤلاء واين منظمات المجتمع المدني عنهم ؟

اتعلمين ان المعلمة عندما اكتشفت تأخر بالنمو عند ابني جندت له المدرسة سبعة معلمين كي يستطيع التواصل مع اقرانه وكان هذا .

اتعلمين ان من يخالف شروط السكن ويغير في التصميم اويوضع صحن بشكل ظاهراو اي استخدام مخالف للمنظر العام يتعرض للغرامة والعقوبة,وهنا التجاوز على المال العام ومن ثم تشجع الدولة ذلك بالتمليك .ان هذا يعني استخفاف بالملكية واي شخص يمكنه ان يحصل على ما يريد ولم يتضرر الا الملتزم ,ثم ما هذه الابنية المشيدة من الصفيح ,فهل يعني عدم استيراد الدهون حرمان اسرة من البناء .اين الدولة من هذا واين كانوا هؤلاءقبل سنوات ؟ثم ما هذه الازبال والنفايا ؟واين الخدمات التي توجب رفعها.

يا عزيزتي لقد تركنا العراق منذ ثلاثون عاما ,كانت الطرق غير مزدحمة وكان الآطفال يذهبون للحدائق العامة دون خوف اوقلق ويلعبون هناك ,وكانت المعلمه تخلص في عملها ولم تطلب رشوة او تجبر الطالب على دفع مبالغ نقدية لأي امر .اتعلمين ان احد اصدقائيابلغني قبل ايام بانه غير فرح بأعفاء ولده في الأمتحان !لأن مدير المدرسة يطلب منه القيام بصبغ المدرسة .فهل هذا جزاء المتفوق؟اتعلمين ان المتفوق فيالدول الاخرى وحتى دول الجوار يعفى من قسط المدرسة كنوع من التشجيع لهؤلاء وتكريمهم .وهنا يطلب منه صبغ المدرسة؟كم يكلف الصبغ ؟راتب كامل ام اكثر ؟

الكل يقول كان وكان النظام السابق .النظام قد ولى ولكن ماذا حصل ؟

عزيزتي سأريك صور من واقع الطفولة العراقية وسأقارنها بفقرات اتفاقية حقوق الطفل التي من المفروض تطبيقها كون العراق احد الدول الموقعة عليها انظري الى هذا الذي يتخذقيلولته تحت ظل عوارض الشارع .

المادة 6 الفقرة 1 –تعترف الدول الاطراف بأن لكل طفل حقا اصيلا في الحياة

2-تكفل الدول الأطراف الى اقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه

ام هذه الصبية التي جاءت فجرا برفقة امها لغرض جمع علب المشروبات الغازية وبمجرد رؤيتي طلبت من 250 دينار لغرض شراء (شبس )

المادة 27

1- تعترف الدول الاطراف بحق كل طفل في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي .

ام عدم ضمان الاطفال صحيا فقد رأيت امرأة تجلب طفلتها المريضة الى الأمام علي(ع) تطلب شفاؤها لعدم امكانية علاجها ,المادة 24 الفقرة 1 – تعترف الدول الاطراف بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه ,وبحقه في مرافق علاج الامراض واعادة التأهيل الصحي ,وتبذل الدول الاطراف قصارى جهدها لتضمن الا يحرم اي طفل في حقه في الحصول على خدمات الرعاية الصحية هذه.

ام هؤلاء الذين يعيشون في بيوت من صفيح الدهن .

اما هذه الصبية التيأمرها يحيرني اراها يوميا عند تقاطع الشروق في الكرادة مع اخويها تتنقل بين السيارات تحمل ما لايسد الرمق لاجل بيعهاشفق عليها وعلى مستقبلها

اتعلمين ان القانون كفل حقها في الفقرة 1 من المادة 27والتي تنص (يتحمل الوالدان او احدهما او الاشخاص الآخرون المسؤولون عن الطفل المسؤلية الاساسية عند القيام في حدود امكانياتهم المالية وقدراتهمبتأمين ظروف المعيشة اللازمة لنمو الطفل )فأين والديها .

ياعزيزتي اغلقي الموضوع ولا تناقشيني فيه فأنتم كمن يعيش في جو نتن لا يشعر به الا بعد ان يخرج منه ويعود ليشعر بالفرق .

سعدية العبود

30-5-2012

• < السابق
• التالي >