اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مفهوم الشخصية من التخييل إلى التأويل// عبدالرزاق اسطيطو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالرزاق اسطيطو

 

الموقع الفرعي للكاتب

مفهوم الشخصية من التخييل إلى التأويل

عبدالرزاق اسطيطو

 

يقوم الحكي عادة على مكونين أساسيين، وهما أحداث القصة وطريقة سردها؛ والحدث لايمكن أن يقع من غير وجود الفاعل الحقيقي الذي هو الشخصية، بسماتها وتفردها في علاقتها بالواقع، وبالعالم، وبنفسها. وخلف هذه الشخصيات يوجد راو، قد يكون شخصية مشاركة عبر الرؤية مع، وقد يكون راويا من خلف، عليما بمجريات الأحداث ممسكا بها من غير أن يشارك فيها.

 

كما أن الشخصيات تنقسم بحسب دورها، ووظيفتها، وبحسب المدارس النقدية إلى رئيسية، وبطلة، وثانوية، وعابرة.منها الإيجابية والسلبية، والمساعدة، والمعرقلة والنموذجية، والمسطحة، والثابثة والمتحركة. وليس بالضرورة أن تكون الشخصية إنسانا من لحم ودم، فقد تكون غير ذلك كالفضاء أو الفكرة.

 

والشخصية النمطية هي الشخصية الجاهزة التي ليس لها تجربة نوعية متفردة، التي تختلف عن تجربة غيرها مثل شخصية الجلاد في رواية "شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف، فيما الشخصية النموذجية، هي تلك الشخصية التي لها تجربة غنية، ومتميزة مختلفة عن تجارب الشخصيات الأخرى مثل شخصية رجب في نفس الرواية. فجوهر العمل الروائي يقوم على خلق الشخصيات الروائية، التي تعد عنصرا مهما من عناصر بناء الرواية الحديثة. ذلك أن بناء الشخصية حسب رولان روب غرييه يرتبط ببناء الزمان والمكان. ولقد أولى النقد السوسيولوجي مكانة هامة للشخصية الروائية في علاقتها بالخطاب الروائي خاصة الشخصية الإشكالية أو البطل الإشكالي الذي يرفض واقعه، ومجتمعه في محاولة لتحقيق واقع أفضل، وهو الواقع المثالي الذي يحلم به البطل عبر الإنتقال من الكائن للممكن. مما يجعل هذا الأخير يعيش صراعا داخليا .فيما عرف المنهج النفسي بأنه ينظر إلى العمل الأدبي على أساس أنه انعكاس لعقد، ومكبوتات ولا شعور الأديب؛ ومن هذا المنطلق، ربط التحليل النفسي بين الشخصيات الموجودة في الرواية والقصة والمسرحية، وبين شخصية الأديب،حيث يطابق بين الشخصية ومبدعها متناسيا على أنها خلق فني يتمرد على مؤلفه راسما لذاته ولصفاته ولوظيفته، هذه الوظيفة التي شغلت فلادمير بروب في مؤلفه :مورفولوجيا الحكاية" حيث ركز على الوظيفة التي تقوم بها الشخصيات داخل الحكاية.

 

وإذا كان رولان بارت يرى بأن الشخصيات كائنات من ورق. فإن فليب هامون اعتبرها علامات فارغة يعمل القارئ بحمولته المعرفية على ملئها عبر قراءة النص في كليته. ومن هنا تتعدد قراءة النصوص والشخصيات وتتنوع وتختلف باختلاف المناهج، وقدرة القارئ على التأويل، والإدراك والفهم .هذه القدرة المرتبطة بحمولته المعرفية، ومرجعيته الفكرية، وخبرته النقدية.فالقارئ المتلقي الماهر بتعبير تودوروف، يستطيع برصيده المعرفي، وبتصوراته ورؤاه أن يقدم لنا صورة مغايرة عما يراه الآخرون عن الشخصية الحكائية. وهذا ما لخصه بدقة وعبرعنه فليب هامون بقوله بأن الشخصية في الحكي هي تركيب جديد يقوم به القارئ أكثر مما هي تركيب يقوم به النص.

 

فالشخصية الروائية إذن حتى وإن كانت نتاج عمل تأليفي كما عرفها رولان بارت، تمتزج فيها كل الصفات الإنسانية، فإنها في نفس الوقت نتاج عمل تأويلي يقوم به القارئ.

عبدالرزاق اسطيطو

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.