اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أخلاق المسيحيين وأخلاق الطائفيين!؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد علي الشبيبي

مقالات اخرى للكاتب

·        أخلاق المسيحيين وأخلاق الطائفيين!؟

 

في المقدمة أقدم أسمى التهاني لجميع أبناء شعبنا وأخص بالذكر الأخوة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وأقول لهم أن قلوبنا وضمائرنا معكم. وإننا سنناضل سوية من أجل حرية الإنسان العراقي وتحرره من الجهل والظلامية التي تنشرها قوى سوداء ظلامية باسم الدين.

لقد هزت جريمة الإرهابيين في كنيسة النجاة الرأي العام العراقي والعالمي. وكتب عنها الكثيرون. فهي جريمة وحشية بامتياز. وتبارت –نفاقا- بعض القوى العراقية المدعية بالإسلام في استنكار الجريمة. وللأسف إن الدولة هي الأخرى كان موقفها منافقا لحد ما!؟ فقد ذبحوا ويذبحون وسيذبحون هذه الأقليات المسالمة والتي تؤمن بالحب والإخاء مع الشعب العراقي بأكثريته المسلمة، ولكن لم تتخذ الدولة أي موقف جاد لحمايتهم! فالمسؤولين في الدولة اتخذوا كل الإجراءات لحماية أنفسهم. وإلا لماذا لم يفلح الإرهابيون لأغتيال أو تفجير وزيراً ينتمي للأحزاب المتنفذة!؟ أليس مهمة الإرهابيين مقارعة الحكومة ومسؤوليها!؟ حتى في حالة الاختطاف لا نعرف كيف يتم تحرير مسؤولا أو شقيقة وزيرا حزبه متنفذا في السلطة ولا يمكن إنقاذ آخرين؟

وعلى أثر هذه التفجيرات أضطر المسيحيون أن يلغوا احتفالاتهم بأهم عيد من أعيادهم، وربما العيد الوحيد الذي يتهيئون للاحتفال به خلال السنة، محاولين نسيان جراحهم. لقد سمعت القرار الاضطراري للأخوة المسيحيين في إلغاء الاحتفالات، وأحسست بغصة وأسى لهذا القرار –المجامل-. وتساءلت: عجبا ما هو موقف حكومتنا العتيدة؟ وما هو موقف الأحزاب المتنفذة والمراجع الدينية من هذا القرار؟ هل يعقل أن يصل عراقنا إلى تشجيع الإرهابيين في ممارسة إرهابهم ضد الأقليات من خلال السكوت عن إلغاء المسيحيين لاحتفالاتهم لتجنب الذبح!؟ هل يعقل أن حكومة قادرة على حماية مسيرات مليونية تستمر لعشرة أيام وأكثر وتقطع مئات الكيلومترات، لكنها تعجز عن حماية احتفالات المسيحيين ليوم واحد أو يومين!؟ أليست هذه مفارقة وتناغم مع الإرهابيين؟ أليست هذه هي الطائفية المقيتة؟

أنا أرى أن الحكومة وأحزابها المتسلطة تساهم –بقصد أو بدون قصد- مع الإرهابيين في تمرير مخططهم في القضاء على المسيحيين. وأعتقد أن بعض الأحزاب الدينية –الإسلامية- وبعض أطراف الحكومة أثلج قلوبهم قرار المسيحيين. ومن يعتقد أن هدف الإرهابيين هو التهجير فهو خاطئ. هم يفهمون الإسلام الوهابي أن المسيحيين وغيرهم من الأديان عليهم أن يسلِموا، وإلا تتم تصفيتهم.

لابد من التذكير أن حكومة البعث ومذ أيام رئاسة البكر كانت دائما تتحين الفرص لإلغاء احتفالات المسيحيين، وكما أذكر حدث هذا أكثر من مرة. فما أن يتوفى رئيس عربي، أو تحدث نكبة حتى يصدر بيان بإلغاء الاحتفالات بحجة الحزن!؟ هل يعقل أن نحتفل نحن المسلمين بكل شعائرنا وتوفر الدول كل طاقاتها من أجل حماية أبناء طائفتنا في شعائرها، وتقف حكومتنا موقفا لا أباليا من حماية الطوائف الصغيرة في القيام بشعائرها؟ وبعد كل هذا نقول نحن دين المحبة والتسامح!؟ نعم، وأقولها نعم بصوت عال، إن ديننا دين محبة ولكن القيمين على الدين والمتنفذين في السلطة في يومنا هذا يخفون طائفيتهم المقيته  بالعجز عن تجسيد هذه المحبة في الواقع؟ وإلا ماذا يعني السكوت وترك المسيحيين يلفهم الحزن في أعظم عيد بالنسبة لهم!؟

وإذ يبرر البعض أن أعياد رأس السنة تصادف في شهر محرم وهو شهر حزن للشيعة وربما بعض السنة، ولكن احتفالات المسيحيين هي محصورة في كنائسهم وبيوتهم وهذا لا يتعارض مع قيام المسيحيين باحتفالاتهم، فلكل طائفة طقوسها، ويجب احترام جميع الطقوس والشعائر وهذا ما نص عليه الدستور، لا أن تضحي طائفة صغيرة بشعائرها من أجل طائفة أكبرن فهذا هو الاستغلال بعين .

لذا أنا أدعو الرئاسات الثلاثة والمراجع الدينية أن تضغط لتوفير الحماية للمسيحيين العراقيين للاحتفال بأعيادهم؟ وبغير هذا الموقف أقولها بصوت عال أنكم لا تختلفون عن الإرهابيين وإنما سهلتم مهمتهم.

 

السويد  ‏23‏/12‏/2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.