اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مسار الدم المراق بين أرمينيا والعراق..

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صباح كنجي

مقالات اخرى للكاتب

مسار الدم المراق بين أرمينيا والعراق..

 

داود مراد الختاري.. باحث جاد يخطو ويتقدم بتأني وبثقة إلى الأمام ليرفع الغطاء بهدوء العالم البصير المدرك لبشاعة التاريخ الإسلامي الدموي عبر سفر يحمل عنوان.. (الحملات والفتاوى على الكورد الأيزديين في العهد العثماني 1513- 1918 (هو كتابه التاسع في سلسلة كتبه في التأليف والترجمة تتناول الشأن الأيزيدي، وما حلّ بمعتنقيه عبر التاريخ على يد الطغاة والمستبدين القتلة المتبجحين برفع راية الدين.

في هذا المنجز القيم من البحث، حققَ عبرَ تنقيب دءوب في الوثائق والملفات العثمانية والسريانية والفارسية والأدب الشفاهي الأيزيدي، إضافة إلى ما وقع بين يديه من مصادر باللغات الروسية والإنكليزية، تؤرخ و تؤرشف لأحداث لها صلة بالإيزيدية والايزيديين.

حصيل جهده أسفرَ عن كتابٍ نادر جمعَ بين دفتيه لأول مرة هذا الكم الهائل من المعلومات الدقيقة الموثقة والمؤثرة عن الفرمانات الأيزيدية وحوادث التاريخ التي طالت معتنقي الديانة الأيزيدية في أماكن سكناهم وقراهم ليسَ في مناطق الشيخان وسنجار وبعشيقة وبحزاني كما تعودنا في الكتب السابقة، التي حصرت ما حلّ بهم في بلاد الرافدين، بل تعداهُ في المرور والعبور إلى مناطق تمتدُ بين إيران ويرفان وأرمينيا والأناضول وسوريا.

 كان مروراً مُدققاً وكاشفاً لمزيد من التفاصيل المخفية للتاريخ الإسلامي على امتداد فترة تمتد لأكثر من أربعةِ عقودٍ من الزمن في عهد سلاطين الإمبراطورية العثمانية الإسلامية الذين ارتكبوا المجازر الشنيعة باسم الدين"المبجل" الذي شرعت نصوصه "المقدسة" الطريق للجريمة وأباحت القتل وأخذ السبايا وحرق النسل وتلف المزروعات، جاعلة من الضحايا وقتلهم وسبيهم جزء من مكونات الدين الجديد وغزواته التي زهقت فيها الأرواح في سبيل نشر رسالة الإسلام متعكزة على إرادة الله في منح رسوله حق استخدام القوة عند فتوحاته عبر جيوش جرارة تستحوذ على ممتلكات بقية القبائل والأجناس البشرية وبلدانهم جاعلة إياها ممتلكات إسلامية يكون خيار شعوبها أمْرين.. إمّا إعتناق الإسلام، أو القبول بدفع الجزية وبالتالي مشروعاً للابتزاز أسفر عن هذه الجرائم المتعاقبة المتكررة، التي تواصلت في العهد العثماني بهذه الصور التي ذكرها الختاري في كتابه متجاوزاً ما كان الإيزيديون يتحدثون عنه عبر أدبهم الشفاهي الذي يذكر 72 فرماناً وحملة تعرضوا لها.

الختاري في توثيقه  وبحثه العلمي الجاد تعدى هذا الرقم وبلغَ مجموع ما وثقه يفوق المائة فرمان، بالإضافة إلى المئات من الحوادث الإجرامية التي لا ترتقي إلى مستوى الفرمان، وثقها هي الأخرى في هذا الباب وجعلها متسلسلة معها كان من الأفضل لو جرى ترتيبها في سياق حوادث مرفقة في باب تكميلي وليس حشرها ضمن الفرمانات لأن بعضها لا يرتقي إلى هذا المفهوم ولا يتعدى طبيعة الأحداث البسيطة المتكررة في  كل زمان ومكان....

والكتاب رغم وجود الكثير من الأخطاء اللغوية والمطبعية فيه.. الذي تتحمل مسؤوليته دار سبيريز للطباعة والنشر، إذ كان من المفترض أن تدقق في المادة لتتجاوز هذا الكم المؤسف من الأخطاء الذي جاء بعضها نتيجة استخدام الحرف الخاطئ في النص الكردي لا وجود له أصلا في الأبجدية الكردية المرفق للنص العربي كأحرف.. الذال .. الضاد .. الظاء.. والتذكير والتأنيث وغيرها من التفاصيل التي تحتاج للمراجعة والتنقيح والتصحيح في الطبعة الثانية المرتقبة، التي من المفضل إضافة صور الوثائق العثمانية والسريانية المعتمدة في المصادر التي أشار إليها الباحث الختاري مقرونة بمقدمة تاريخية مركزة تشرح فيها الأسباب الفكرية والدوافع السياسية والعنصرية للإسلام التي مهدت لهذا الإجرام ضد الإيزيديين وغيرهم من الشعوب التي تعرضت للتنكيل عبر التاريخ المؤلم..

من الأفضل أيضا إضافة الفتاوى التحريضية ونشرها كاملة والتطرق لما سبقها من مسوغات إسلاموية فقهية بما فيها رسالة ابن تيمية التي "أثمرت" عن هذه الفتاوى، التي شكلت قاعدة الحملات الإجرامية الشنيعة والبشعة التي تقشعر لها الأبدان..

لا بد من التأكيد إنّ ما احتواه البحث من معلومات تفصيلية عن جرائم الأمير الكردي الأعور محمد الراوندوزي، الذي ما زال البعض من الكرد القومجية يتفاخرون ويعتزون به ويتغاضون عن جرائمه تشكل محوراً مهماً في الدراسات الكردية، يتخطى ما يتعلق بالإيزيدية والايزيديين في هذه المرحلة، التي تشهد انتشار التطرف الديني في الوسط الكردي، يمكن اعتباره تنبيهاً لخطر التعصب الديني لدى الكرد المتطرفين الذين يجعلون أنفسهم مطايا للآخرين كما حدث مع الأمير الرواندوزي ومؤيديه في عهد السلاطين العثمانيين الذين استخدموا ميوله الإجرامية في تحقيق أهدافهم قبل أن يستدرج ليقتل للحد من طموحه وجنونه المنفلت..

في ذات السياق أيضاً كان من المفضل أن يستكمل الختاري بحثه بالمزيد من التفاصيل عن حسين قنجو والتطرق إلى أخر أيامه وكيف فرض عليه الإسلام خاصة، وان البعض من أحفاده نزحوا للعراق ويعيشون في سنجار والشيخان وعلى حد علمي أنهم يتراسلون ويتخاطبون إلى اليوم مع عائلة احمد ترك العضو البرلماني النشيط والمعروف وحفيد حسين قنجو في اسطنبول وهم يعتبرون أنفسهم من بقايا الإيزيديين..

لا بد من الإشارة والتأكيد أيضاً.. أن الجهد العلمي في هذا الكتاب.. أهم من استخدام المصطلحات السياسية.. التي لا تضيف شيئاً هاماً لبحثه التاريخي القيم، الذي اثبت فيه جدارة تجعله مرجعاً من مراجع البحث عند الكتابة في التاريخ المغيب للأيزيديين، وما عاناه أسلافهم في تلك الحملات التي سعت لأبادتهم وصهرهم في بودقة الدين الجديد لمحمد نبي العرب، الذي زحف نحوهم بقيادة عياض بن غنم الفهري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قبل نهاية العقد الثاني للهجرة بسنتين ..

بداية أكتوبر 2011

ــــــــــــــــــــــ

للمؤلف الكتب التالية..

1ـ العيد الكبير للأيزيديين تأليف كارل ماي ترجمة داود الختاري

2ـ نا مرم  ديوان شعر باللغة الكردية

3ـ الأكراد الأيزيدية.. الدكتور أديب معوض ترجمة داود الختاري

4ـ الأيزيدية في الوثائق العثمانية 1886-1893 م..  إصدار جامعة دهوك

5ـ مم وزين في فلكلور مناطق الأيزيدية باللغة الكردية  إصدار معهد الدراسات الكردية.

6ـ لكل أغنية قصة ( قصص لأغاني فلكلورية  باللغة الكردية) إصدار معهد التراث الكردي

7ـ العنف ضد المرأة .. تأليف عبد السلام التلال.. ترجمة الختاري إلى الكردية

8ـ الإيزيدية في الوثائق السريانية

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.