اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أعلنت السويد. متى يا ترى نعلن نحن؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أعلنت السويد. متى يا ترى نعلن نحن؟

 

قرأت هذا الخبر فحثني على الكتابة، الخبر مفاده (احتفلت السويد في العام 2008 بوفاة آخر أمّي فيها)! السؤال الذي يطرح نفسه الآن وقبل أن يفوت الأوان، وهو/ متى سيحتفل العراقيون بسكوت آخر طلقة، نهاية آخر مفخخة، تصالح كل الإخوة، إجتماع لكل العراقيين حول مائدة التفاهم وتحت خيمة المحبة، من أجل حل معضلة الوضع الذي يمر به بلدنا؟ لو كنا نقرأ لكننا مع الأسف لسنا كذلك (وفق إحصائية نشرت في بداية 2008 تؤكد أن معدل قراءة الشرقي ”كلمة” في الأسبوع. ويهبط معدّل مدّة القراءة  السنوية إلى سبع أو ستّ دقائق وفق ما ورد في جريدة لبنانية، وأن 14  من اللبنانيين يطالعون الكتب وكل 300 ألف شرقي يقرأون كتابا واحدا. وللمقارنة نقول إنّ معدل زمن القراءة لدى الإنسان الغربي يصل إلى ست وثلاثين ساعة سنويا، أي 360 مرّة أكثر من الشرقي.) لأننا لم نقرأ صفحات التأريخ حتى القريب منه لكي نتعظ ونتعلم الدروس والعبر، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، دولة المانيا وما عانته من إنقسام بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الشعب كان لذلك الإنقسام بالمرصاد يوم خرج وهدم جدار برلين لتعود ألمانيا موحدة وكأنها أيام (بسمارك). فلم يكن إعادة ألمانيا إلى سابق عهدها بالمعضلة. فليس الأمل ببعيد عن متناول أيدي طالبيه والساعين إليه. ليس الخير ببعيد عن أهله. ليس العمل ببعيد عن الإنسان إلا الكسلان من بيننا. ليس الحل ببعيد عن طاولة الإجتماع إلا اذا رفضت الأطراف المعنية الإحتكام إلى العقل. كمسيحي مؤمن بأن كل الأمور الخيرة مصدرها الله. وعلى عكسها الأعمال الشريرة التي مصدرها الشيطان. والشيطان له أساليبه في زعزعة كل المواقف التي تجمع وتوحد وتبني للمحبة. وأول أساليبه هو الإبقاء على كل العناصر التي تخدم الكراهية والبغضاء والحروب والإقتتال. بل وحتى الشجار بين الأخوة على الحصة التموينية مما يؤدي إلى شروع أحدهما إلى قتل أخيه. لو يسأل أحد هؤلاء المتشاجرين نفسه، سؤالا مفاده: مَن المستفيد؟ وعلى هامش هذا السؤال ليسأل كل عراقي نفسه: مَن المستفيد من إستمرار مطحنة الإقتتال؟ لا جواب فعلا. لأنه صعب وأفضل جواب هو أن نحتكم إلى العقل. لتحتكم كل الاطراف إلى صوت الله في قلوبها عندئذ ستجتمع إلى طاولة التفاهم وهي تغرف من المحبة الفائقة الحدود التي تحت خيمتها ممكن حل كل المعضلات. قد يقول اليائس من بيننا أن لا حل لقضيتنا! ليس هذا بالجواب. لنقرأ عن الأمم التي أصبحت اليوم في مرتبة الدول التي تخدم شعوبها. هل جاءت من فناء؟ أم ولدت من فناء وأصبحت دول إنسانية وشعوبها تعمل بالخير والمحبة وتخدم بكل إخلاص. هذه مملكة السويد على سبيل المثال وهذا شعبها. يمكن ان يضرب بهما المثل بين دول العالم. وخير شاهد على ما أقوله هم نحن كل المتجنسين والمقيمين على أرض مملكة السويد، الرب يباركها ويبارك شعبها ويمنح القائمين على إدارة أمورها، الحكمة ( وَمَلأَهُ مِنْ رُوحِ الله بِالْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَكُلِّ صَنْعَةٍ.)"خروج35: 31". الكل فرح في بلاده وبين إخوته وناسه وجيرانه وشعبه. الله يباركهم جميعا. يا رب متى نجتمع نحن العراقيون حول طاولة واحدة وتحت خيمة محبتك فنصنع السلام لوطننا ( طُوبَى لِصَانِعِي الْسَّلاَمِ. ِلأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ الله يُدْعَوْنَ) " متى5: 9 ". عندئذ فقط نقدر أن نعلن فرحين وسعداء، مطمئنين في أوطاننا وتحت خيمة المحبة الفائقة الحدود، أن لا طلقة تثور، ولا مفخخة ستنفجر. ليس بهذا اليوم بعيد عن الوطن.

 

المحامي والقاص

 

مارتن كورش تمرس 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.