كـتـاب ألموقع
• العراقيون الجدد
جودت هوشيار
العراقيون الجدد
مقرب من المالكي يحذر تركيا من اختراق الأجواء العراقية
نشرت و سائل الأعلام العراقية تصريحا لقيادي في الحزب الحاكم فى العراق يحذر فيه تركيا من اختراق الأجواء العراقية ..وقال حسن السنيد ، إنه " في حال اخترقت تركيا الأجواء العراقية فإننا سنلجأ إلى منظمة العمل الإسلامي أو إلى الأمم المتحدة ،.وأشار ، إلى أن "قوتنا الجوية مازالت ضعيفة ورادارتنا لم تغطي كل المساحة، ولكننا وبهذه الإمكانيات البسيطة مقتنعين بأننا متمكنين من حماية أجواءنا. أنتهى تصريح السنيد . و أرجو من القارىء الكريم صرف النظر عن لغته الركيكة ، لأننا ، بصدد تحذير خطير أدخل الرعب فى نفوس القادة الأتراك و جنرالاتهم . و من عادة المالكى الأيعاز الى أفراد حاشيته بالأدلاء بالتصريحات بدلا عنه لأطلاق بالونات الأختبار لجس نبض من يعنيه الأمر أو التبجح بتماسك حكومة " الشراكة الوطنية " التى لم يبق فيها شريك غير القائد الضرورة و حاشيته من الوصوليين و الأنتهازيين الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف .
و لا أدرى كيف يخنار رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى حاشيته من الوزراء و النواب و المستشارين أو ما يطلق عليهم ( المقربون من المالكى ) . و( المقربون ) مصطلح جديد فى الساحة السياسية العراقية و غير العراقية ، لأنه حسب علمى ، لا يوجد مقربون سياسيون من هذا الرئيس أو ذلك فى أى دولة من دول العالم ، و صفة المقرب يطلق عادة على عائلة الرئيس و أقاربه و أصدقائه و ليس على الوزراء و النواب و المستشارين . هل سمعتم فى يوم من الأيام بوجود نائب فى الكونغرس مقرب من الرئيس أوباما ؟ الدولة ليست شركة خاصة أو ناديا للترفيه الأجتماعى أو فرقة مسرحية ، و السياسة لا تبنى على صلة القرابة أو القرب ، الا فى العراق ( الجديد ) . و هذا المصطلح يقصد به أفراد النخبة الحاكمة من العراقيين الجدد الذين سلطهم الرئيس الأميركى العبقرى جورج بوش الأبن على رقاب الشعب العراقى و يتقاسمون اليوم ثروات العراق و خيراته . مصطلح جديد فى السياسة من اختراع حاشية المالكى أو بتعبير أدق ، أعضاء جوقته الدعائية الملتفين حوله ، و يبدو لى ، ان الشرط الرئيسى للأنتماء الى هذه الجوقة هو التظاهر بتأييد " الزعيم الأوحد " و كيل المديح له و الأشادة المتواصلة بأنجازاته التى لا يراها الناس العاديون ، بل العباقرة و الأذكياء فقط ، كما فى حكاية أندرسون " ثياب الامبراطور الجديدة "
لقد صدعت " جوقة المالكى " رؤوسنا طوال الأشهر الماضية بجاهزية القوات المسلحة العراقية لأستلام الملف الأمنى من القوات الأميركية و قدرتها على الدفاع عن سيادة العراق فى البر و البحر و الجو . و جاءت تصريحات عضو الجوقة السيد السنيد ، لتؤكد قدرة القوات الجوية العراقية على التصدى لأى عدوان خارجى و لكن ليس عن طريق تغطية ارض العراق بشبكة من الرادارات و لا بمنظومة صواريخ دفاعية و لا بطائرات مقاتلة ، بل بالعزف المتواصل للحن أو قوانة ، العراق القوى و جاهزية القوات العراقية ، و الخطب العصماء و التصريحات الحماسية للزعيم و حاشيته من المقربين من خزينة الدولة و العقود و الصفقات المشبوهة و من الجارة العزيزة ايران و سفيرها المعتمد فى بغداد ، الذى لا يتوقف عن تدريب المقربين على كيفية معالجة قضايا العراق الخطيرة بالتصريحات الساخنة جدا و الأدعية وزيارة قبور الأولياء الصالحين .
منذ عام 2007 و سلاح الجو التركى تقصف المناطق الحدودية العراقية بشكل شبه يومى و تخترق قوات الكوماندوز أحيانا الحدود العراقية ( الحصينة ) ، أى منذ الولاية الأولى للــزعيم الأوحــد ، مما أدى الى قتل العشرات من سكان العديد من القرى الحدودية و تشريد من تبقى منهم و الحاق أضرار بالغة بالممتلكات لعامة و الخاصة ، أمام أنظار القائد العام للقوات العراقية المسلحة و جنرالات الجيش العراقى الجديد من خريجى ميليشيات القتل الطائفى و أكاديميات الجريمة المنظمة .
خمس سنوات من القصف و حكومتنا الأسلامية ، صامتة صمت أبو الهول و صمت القبور . و اليوم يخرج علينا السيد السنيد ليقول أن العراق يفتقر الى الرادارات و هى لا تغطى كل مساحة العراق و ليست لدينا منظومة دفاع جوى ولا طائرات مقاتلة أو قوات جوية مدربة . اذن أين ذهبت عشرات المليارات من الدولارات التى خصصت لشراء الأسلحة ؟ . الجواب عند السيد السنيد و القائد العام للقوات المسلحة ... و يقول خصوم المالكى من أعداء العملية السياسية و الدكتاتورية الأسلاموية الجديدة أن الجزء الأكبر من هذه الأموال تم تحويلها الى الحسابات البنكية للعراقيين الجدد و سماسرة الأسلحة فى الخارج ، لشراء اسلحة فاسدة من مخلفات حلف وارشو و الجيش الأميركى .
و رغم كل ذلك ، فأن هذا ( المقرب ) لا يتوانى عن تحذير تركيا من مغبة المساس بسيادة العراق و أنتهاك حرمة مجاله الجوى ، لأن العراق قادر على رد العدوان التركى بالأرادة الفولاذية لـ " ستالين العراق " القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و عبقريته المشهودة فى وضع الخطط العسكرية ، التى اوكل تنفيذها الى خيرة الجنرالات المقربين و جيش المؤمنين الذين تدربوا على القتال فى ميادين تهريب النفط و المتاجرة بالمخدرات .
أى أن العراق قادر على هزيمة القوات الجوية لأقوى جيش فى حلف الأطلسى و هو الجيش التركى . و نحن الآن على يقين من أن القيادة العسكرية التركية ستفكر الف مرة ، قبل أن تغامر و تصدر أمرا الى الطيران الحربى التركى بشن غارة جوية جديدة على " شمالنا الحبيب " . لأن العراق اذا كان يفتقر الى متطلبات الدفاع الجوى ، فأنه قوى بالعراقيين الجدد، أصحاب العمائم البيضاء و السوداء و الحمراء الذين تلمع الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة فى أصابعهم ، وهم يشكلون اليوم نخبة حاكمة تقية و ورعة و منهمكة ليل نهار بالصلوات و التقرب الى الله جل جلاله بقلوب مؤمنة خاشعة و بالأعمال الصالحة التى لم يلوثها السحت الحرام . و لم تدنسها الصفقات المشبوهة .
و يشهد العالم المتحضر اليوم للعراقيين الجدد بالنزاهة و الزهد و نكران الذات و تغليب المصالح العليا للبلاد على المصالح الشخصية و الفئوية ، ما عدا بعض المنظمات الدولية الكافرة التى تفترى على العراق و نخبته الأسلاموية الحاكمة ، حيث تزعم من دون حياء او خجل ، أن حكومتنا الرشيدة هى الأكثر فسادا فى العالم و أن العراق ( الجديد ) ، أسوأ مكان للعيش فى العالم , و أن زعيمنا الأوحد يتفوق على الزعماء العرب الساقطين ، فى أساليب القمع الوحشية للمعارضين و توزيع الغنائم على المقربين .
على تركيا اليوم ان تكون حذرة و تتجنب المساس بسيادة العراق ، لأن العراق ، و ان كان يفتقر الى أبسط مقومات الدفاع عن نفسه و سمائه ، الا أنه قوى بفضل القيادة الحكيمة لجيش المقربين و العراقيين الجدد من دراويش الأسلام السياسى .
جودت هوشيار
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
794 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع