اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لمن يتسلح المالكى ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جودت هوشيار

لمن يتسلح المالكى ؟

نشر مكتب التعاون العسكري لوزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون ) بيانا صحفيا يوم أمس ، جاء فيه ، ان وزارة الدفاع العراقية تقدمت بطلب للحصول على دفعة إضافية من الطائرات المقاتلة تشمل 18 طائرة من طراز F-16IQ فالكون ، تبلغ قيمتها 2,3 مليار دولار. و كان العراق قد حصل سابقاً بالفعل على 18 طائرة مقاتلة من نفس الطراز، ومعدات إضافية للطائرات المذكورة وأسلحة بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

و أضافة الى الطائرات المقاتلة يتضمن الطلب الجديد شراء ما يلى :

24 محرك من طراز F100-PW-229 أو طراز ''F100-GE 129IPE،

و 24 رادار من طراز APG – 680(v) V) 9 ذى التنظيم الذاتى

و مدافع 19 20 ملم M61

و 100 صاروخ، AIM-9L / M-8/9 Side winder

150 صاروخ، AIM-7M-F1 / H Sparrow

و 50 صاروخ مافريك AGM-65D/G/H/K،

و 200 قنابل طائرات II GBU-12 Paveway

و 50 GBU-II-10 Paveway

و 50 GBU – III 24 Paveway

وتضمنت القائمة أيضا معدات، ألكترونية مضادة لأنظمة الأنذار عن الأشعاع و التوجيه و الأستهداف والدفاع عن النفس. علما ان القائمة الكاملة للأسلحة المطلوبة من قبل وزارة الدفاع العراقية منشورة على موقع مكتب التعاون العسكرى التابع للبنتاجون ( DSCA )

و أشار مكتب التعاون العسكري الى ان المعدات والأسلحة التى طلبها العراق سيؤدي إلى زيادة كبيرة في القدرة القتالية للقوات الجوية الوطنية، وتصبح لاعبا أكثر أهمية في المنطقة. و سيقدم الطلب العراقي الى الكونغرس الأميركي للبت فيه .

و كان العراق قد اشترى 18 طائرة مقاتلة من طراز F-16IQ فى شهر آب / أغسطس 2011 ، و يعتزم العراق شراء مقاتلات أخرى و طائرات هيلوكوبتر و طائرات من دون طيار و أسلحة هجومية .

و على صعيد متصل تفيد أنباء موسكو ، ان وزير الثقافة ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي يجرى منذ ثلاثة اسابيع مفاوضات مكثفة فى موسكو – على رأس وفد عسكرىيضم كلا من الفريق الركن طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الارهاب والفريق جبار قائد الدفاع الجوي، واللواء ضياء مدير عام التسليح والتجهيز - لعقد صفقة تسليح ضخمة مع المصانع العسكرية الروسية العملاقة بهدف شراء طائرات مقاتلة و طائرات هيلوكوبتر مقاتلة و دبابات و صوارخ و أنظمة دفاع جوى ، و قد زار الوفد العديد من مواقع انتاج الاسلحة والتقى ممثلي شركات وخبراء عسكريين روس، بدوا مهتمين بتطوير العلاقات التسليحية مع العراق ضمن سعى موسكو لأستعادة نفوذها فى المنطقة و تعزيز محور بغداد - طهران - دمشق .

صفقة الأسلحة الروسية كان مخططا لها ان تكون بقيمة مليار دولار ، و لكن شهية الجانب العراقى أنفتحت حين أبدى الروس موافقتهم على تلبية طلب بغداد ، مما شجع الوفد العراقى المفاوض على طلب المزيد من الأسلحة ، التى يتوقع أن تتجاوز قيمتها المليارين دولار .

و كشفت مصادر اعلامية فى موسكو " ان الوفد شدد على ضرورة الأسراع فى تسليم الأسلحة المتعاقد عليها ، مما دفع الجانب الروسى الى رفع الأسعار بشكل كبير ، وبررت السرعة التي اشترطها الجانب العراقي لتسلم الاسلحة من موسكو بان ذلك يعود الى " الوضع المتأزم في سوريا والمشاكل المتفاقمة مع كردستان".

ان العقلية التى تحكم بغداد اليوم لا تختلف عن العقلية الصدامية التى ورطت العراق فى حرب عبثية مع الجارة ايران و غزت الكويت و شنت حملات عسكرية دموية ضد الشعب الكردى المسالم .

لقد ضرب رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى عرض الحائط كل الأتفاقات و المواثيق التى أبرمها مع التحالف الكردستانى و ائتلاف العراقية و نقض كل عهوده و وعوده و شرع فى تصفية خصومه السياسيين الواحد بعد الآخر ، و لقد سبق ان كتبت قبل عدة أشهر ، بأن الدور سيأتى على الكرد ، لأن المالكى يظن بأن أقليم كردستان عقبة كأداء أمام تعزيز دكتاتوريته بعد أن تمكن من تصفية أو تحجيم معظم القوى المعارضة لأستفراده بالسلطة و القرار السياسى فى البلاد.

يقول السيد المالكى ان كرد العراق يتمتعون بحقوق لا يتمتع بها أشقائهم فى أجزاء كردستان الأخرى و هذا صحيح و لكنه حق أريد بها باطل ، ذلك لأن أقليم كردستان تحررت من قبضة النظام الصدامى بفضل اتفاضة آذار المجيدة فى عام 1991 و هذا التحرر عمِّد بدماء مئات الآلاف من الشهداء الكرد الذين سقطوا فى ساحات النضال من أجل دحر العدوان الصدامى الغاشم و فى سبيل أستعادة حقوق الشعب الكردى المغتصبة و من اجل حياة حرة كريمة لأبناء كردستان بشتى أنتماءاتهم القومية و الدينية ، و ليس لأحد فضل على كرد العراق لا فى الماضى و لا فى الحاضر . و يبدو ان السيد المالكى نسى او يتناسى ، أنه ألتجأ الى كردستان المحررة فى منتصف التسعينات من القرن الماضى هرباً من بطش النظام الصدامى مع الكثير من قادة و نشطاء المعارضة العراقية العربية و سكن فى اربيل و درس فى جامعة صلاح الدين و أحاطه الشعب الكردى المضياف بالرعاية و الدعم و الأسناد . و لكنه يرد اليوم جميل الكرد على طريقته الخاصة و هو الأستعداد لمغامرة عسكرية و خيمة العواقب على العراقيين جميعا دون أستثناء .

ان خلاف المالكى مع معظم الكتل السياسية و بخاصة مع الكرد بدأت مع محاولة

أقامة ما يسميه بسلطة مركزية قوية و يعنى بذلك أقامة دكتاتورية جديدة ، عوضا عن النظام الفدرالى الذى نص عليه الدستور العراقى ، و هو الدستور الذى صوت عليه الأغلبية الساحقة من الشعب العراقى و كان السيد المالكى من أبرز المساهمين فى أعداده و كتابته !!

ولم يترك السيد المالكى و سيلة الا لجأ اليها لتركيز كل السلطات بيده و محاربة أقليم كردستان سياسياً و أقتصادياً و دبلوماسياً و أعلامياً و أفراغ النظام الفدرالى التعددى الديمقراطى من محتواه ، الذى أرتضاه الكرد و بقية العراقيين حفاظاً على وحدة العراق و مستقبل أبنائه و تعزيزاً لعلاقات الأخوة و المصير المشترك بين شقى العراق العربى و الكردى . و من هذه الوسائل محاولة البحث عن عملاء و خونة كرد لتشكيل ما يسمى بمجالس الأسناد فى المناطق المتنازع عليها من بقايا النظام السابق. و من المضحك حقاً ان السيد المالكى قد أمر عددا من أفراد حمايته بأرتداء الزى الكردى و قابلهم أمام عدسات التلفزة زاعما أنهم يمثلون قيادات عشائرية و شخصيات كردية قدموا من شتى انحاء اقليم كردستان لأعلان و لائهم للأخ الأكبر الجديد . مما يدعو الى الشفقة و السخرية فى آن واحد . و هو ان دل على شىء ، فانما يدل على الأفلاس السياسى ، رغم مظاهر القوة الكاذبة الذى يظهر بها امام عدسات التلفزيون.

و بعد فشل كل محاولاته اليائسة فى تحجيم الدور الكردى فى العراق بمختلف السبل و عرقلة التقدم المتواصل الذى يشهده اقليم كردستان ، أخذ يتحرش بقوات البيشمركة فى المناطق المتنازع عليها و يفتعل بؤر توتر ، و يشترى شتى صنوف الأسلحة الهجومية بأسعار خيالية و فترات زمنية قياسية من الولايات المتحدة الأميركية و روسيا و أوكرانيا و كندا و من دول أخرى تمهيدا لشن هجوم على كردستان المزدهرة، . و ربما كان هذا الأزدهار هو الذى يقلق السيد المالكى حقاً ، لأنه يسقط ورقة التوت الأخيرة عن نظامه الذى فشل فى توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة للعراقيين .

ألم يكن من الأجدر على السيد المالكى أن ينفق المليارات - التى يهدرها فى أقتناء الأسلحة الهجومية الفتاكة – على توفير الماء الصالح للشرب و الكهرباء و على بناء المستشفيات و المدارس و تلبية الأحتياجات الأساسيةلملايين العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر فى بلد يطفو فوق بحر من الذهب الأسود ..

يروق للسيد المالكى ان يسير على خطى صدام و يتلهف ليكون القائد الضرورة الجديد و حاكم البلاد حتى الممات ، رغم حملاته الكلامية على صدام و البعث المنحل فى وسائل الأعلام . أوليس معظم قادة جيشه المليونى من كبار ضباط الجيش الصدامى ، و هم الذين يحرضونه اليوم على مهاجمة أقليم كردستان .

نتمنى ان يتخلى السيد المالكى عن حلمه بأقامة نظام دكتاتورى جديد فى العراق و جعل أقليم كردستان خراباً على غرار العراق العربى، الذى يعيش ظروفاً مأساوية بكل معنى الكلمة .

وأن يدرك اليوم قبل الغد كل أبعاد لعبة البعث الخبيثة بتوريطه فى مغامرة عسكرية خاسرة لا يعلم أحد مداها و لكن من المؤكد أنها ستطيح بنظامه و يمهد الطريق لبقايا البعث الصدامى للعودة الى الساحة السياسية من جديد لتتكرر المآسى الدراماتيكية فى العراق الى أمد غير معلوم .و عندها لن يقف الكرد مكتوفى الأيدى و سيدافعون عن مكاسب أنتفاضة آذار المجيدة و عن الأقليم - الذى أصبح محط أنظار العالم كله - بأرادة صلبة ، يفتقر اليها جيش المالكى المليونى ، كما أن الزمن قد تغير على نحو جذرى ، و ليس بوسع أى دكتاتور أن يعزل شعبه اليوم عن العالم الخارجى و يقمعه كما كان الأمر فى الماضى القريب .فالمهمة المستحيلة التى أخفق جيش صدام فى تنفيذها و هى قمع الحركة التحررية الكردية ، لن ينجح جيش مليشياوى يفتقر الى الخبرة و تتنازعه ولاءات متعددة ، فى تحقيقها .

و نعتقد أنه ، كلما أسرع السيد المالكى فى تصحيح مسار حكومته و تحرر من أوهامه ,و أفاق من أحلامه ، كان ذلك أفضل له و للعراقيين جميعا ً.

جودت هوشيار

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.