اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين (3-3)// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب

هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين (3-3)

أمير أمين

 

في تموز عام 1979 تمت تنحية الرئيس احمد حسن البكر واستلم مقاليد الحكم بدله نائبه صدام حسين الذي كان فعلياً هو الرئيس ومنذ عدة سنوات والذي بدأ فترة حكمه بحمام دم لأبرز رفاقه القياديين والكوادر ..وفي تلك السنة والسنوات اللاحقة ولحين سقوط النظام في 9 نيسان عام 2003 جرى قتل الشيوعيين بمنهجية عالية وبوسائل حديثة في فن التعذيب والقتل السريع ومنها إستخدام سم الثاليوم الذي يخلط مع عصير السانكويك والذي حالما يتناوله السجين او الموقوف فأنه يموت بعد ساعات من اطلاق سراحه وذهابه الى أهله واحياناً تكون الجرعة زائدة فيموت بين أيديهم ويقومون برمي جثته ليلاً بباب بيته وينصرفون بينما يتم التخلص من عدد من الجثث الأخرى بدفنها في أماكن مجهولة أو في قبور جماعية كما حصل لجثة أختي الصغرى الشهيدة سحر التي اعدمت في نيسان عام 1985 وعند سقوط النظام وجد إسمها ضمن أسماء عدد كبير من الشيوعيين والشيوعيات الذين تم دفنهم في مقبرة جماعية هي مقبرة محمد السكران ببغداد وهناك عدد آخر من الشهداء لم تظهر لهم حتى أسماء أو شواهد تدل على تصفيتهم الجسدية ولا يعرف لهم أي أثر للآن ..ومن الشهداء الشيوعيين تلك الفترة الحالكة ما قامت به السلطة من إبادة العوائل الكردية في عمليات ممنهجة عام 1988 بما أسمته بالانفال حيث راح ضحيتها من الشيوعيين وعوائلهم المئات وخاصة من الاكراد الايزيديين كما أن السلطة المقبورة قامت بدفن عدد من الضحايا شيوعيين وغيرهم وهم أحياء وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال وجدوا مدفونين بعد سقوط النظام مع ملابسهم ولعبهم الصغيرة وفي نفس هذه السنوات ومن عام 1979 الى عام 1989 ومن خلال حركة الأنصار المسلحة التابعة للحزب الشيوعي العراقي إستشهد من الأنصار أكثر من 1400 نصير على يد الجيش العراقي والخونة والجحوش ومرتزقة الاتحاد الوطني الكردستاني وكانت عملية دفنهم تتم من خلال رفاقهم الأنصار الذين تم التعرف على مواقع بعضهم وجرى نقل رفاتهم الى مقبرة الحزب الشيوعي في أربيل بينما ضاعت قبور ورفات العشرات الذين لم يتم التعرف على أماكن دفنهم بعد أو الذين ضاعت جثثهم في نهر دجلة او في الثلوج والتي وقع بعضها ضمن نطاق دول مجاورة كما حصل لجثة أختي الكبرى الشهيدة النصيرة موناليزا والتي تم دفنها من قبل سكان قرية كردية تركية ولا زالت هناك بين قبورهم للآن..! وبعد سقوط النظام في 9 نيسان عام 2003 راح أيضاً ضحايا كثر للشيوعيين ومنهم عضو المكتب السياسي وضاح عبد الأمير وإثنين من مرافقيه ومستشار وزارة الثقافة كامل شياع وآخرين وخلال كل العقود السبعة وما قبلها لم تتم محاسبة أي من القتلة الذين أهدروا دماء الشيوعيين ولم تعتذر أي جهة او حزب عن ارتكابهم لتلك الجرائم الفظيعة بحق الشيوعيين بل بالعكس أن بعضهم يتفاخر بأنه من قتل الشيوعيين وأهدر دمهم وآخرين لا زالوا يتحدثون عن مزاعم بطولاتهم تلك .ومن الجدير ذكره ان السلطة المقبورة سلطة البعث ونظام صدام مد أذرعه الاخطبوطية خارج الوطن لملاحقة الشيوعيين وتتبع آثارهم ومتابعة نشاطهم حيث تم تصفية عدد منهم في شوارع بعض العواصم ومنهم الشهيد توفيق رشدي في حزيران عام 1979 في عدن اليمنية والشهيد أسعد لعيبي الرسام الشاب البصري في 19 تشرين الأول عام 1980 في بيروت وعدد آخر ..لقد إستشهد عشرات الوف الشيوعيين العراقيين من أجل وطن حر وشعب سعيد ومن أجل مصالح العمال والفلاحين وسائر الكادحين في وطننا وهم يواصلون دربهم المعمد بالدماء لتحقيق هذه الأهداف النبيلة , فهل إستحق نضالهم وتضحياتهم التقدير والاحترام من قبل شعبنا ..! أن هذا التساؤل يدركه كل فرد من بنات وأبناء شعبنا الذين عرفوا الشيوعيين عن قرب والذين عايشوهم وأختبروهم في المحن والشدائد والذين صوتوا لهم في قوائمهم الانتخابية والذين فتحوا لهم بيوتهم للاجتماعات والندوات والحفلات السياسية واللقاءات الحزبية والذين سهروا على راحتهم والذين أخفوهم عن عيون السلطة وأجهزتها الاجرامية وقت المطاردات التي لحقت بهم وفي مختلف الظروف ..أن النجباء من أبناء وبنات شعبنا يقدرون عالياً تضحيات الشيوعيين ويمجدون نضالهم في سبيل مصالح شعبهم العليا, أما المعادين من الخونة والمرتزقة والجهلة الفاسدين والمارقين فلا يهتم لهم الشيوعيين بشيء ولا يحسبوا لهم أي حساب وهؤلاء ينظر لهم شعبنا بإحتقار..وسيظل العار يلاحقهم أبداً بينما يتمتع الشيوعيين وخاصة الشهداء بمحبة وإعتزاز شعبنا وقواه الخيرة وهم كثر.. المجد لفهد ورفاقه الشهداء الابطال ..المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي في ذكراهم السبعين. 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.