اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشهيد الشيوعي وائل .. قلب يمشي على الارض// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب 

الشهيد الشيوعي وائل .. قلب يمشي على الارض

أمير أمين

 

ولد الشهيد وائل عبد الجليل عام 1957 في مدينة الناصرية ولما انتقلت عائلته للسكن في حي الاسكان الكائن في صوب الشامية او الصوب الصغير كان وائل بعمر لا يتجاوز الاربع سنوات ولما بلغ السادسة دخل الى مدرسة ابو تمّام ومنها واصل دراسته في متوسطة سومر ثم في اعدادية الناصرية وكان من الطلبة المجتهدين حيث أنه لم يرسب في جميع المراحل الدراسية ولما أكمل الدراسة الاعدادية تم قبوله في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة الموصل ووصل فيها الى المرحلة الاخيرة وبسبب المضايقات من أجهزة النظام وإتحاده الشرطوي , هرب وائل للاختفاء في بغداد تاركاً جامعته وزملاءه وأصدقاءه الكثر ..يمتاز الشهيد وائل بطيبة تفوق الوصف وبالثورية والصدق والاندفاع بالعمل المهني في اتحاد الطلبة والحزبي ولما قرر اتحادنا القيام بتنظيم زملاء لأتحاد الطلبة العام في العراق فرع متوسطة سومر , كان اعتمادنا منصباً على عدد محدود من الزملاء ومنهم الشهيد وائل الذي كنّا نعتمد عليه كثيراً في كسب الاصدقاء لنا وهو كان كسبه من قبلنا سهل جداً فهو طيب وشجاع وكتوم وكان يملك وعياً ممتازاً بالاضافة الى أنه طالب شاطر في الدراسة ومحبوب ومؤدب والجميع يحترمه ويثق به ..فقد كسب لنا الكثير من الطلبة وتوسع التنظيم في المتوسطة بشكل لافت وبمدة زمنية ليست بالكثيرة مما لفت أنظار ازلام الاتحاد الوطني في المتوسطة والذين صاروا يضايقوننا ويتوعدوننا بالويل والثبور ..!! عاش وائل في كنف عائلة محترمة ومعروفة في حي الاسكان تتكون من خمسة اولاد وثلاث بنات , كان الشهيد وائل يأتي في التسلسل الخامس لإخوته وهم ...علي وفريد والفقيد وليد والفقيد رياض ثم هو وعلى مستوى العائلة يأتي تسلسله ما قبل الاخير حيث أن له أخت واحدة تصغره وإثنتان تكبرانه في السن ..وكانت لديه صداقات كثيرة في المحلة التي يسكنها ومن خلال المراحل الدراسية من عموم طلاب المحافظة وخصوصاً من المنضوين لاتحاد الطلبة العام او من الشيوعيين وكانت صداقاته متميزة وخالية من المشاكل او الخصومات مع اي أحد , وكان الشهيد يحب الرياضة وخاصة كرة القدم لكن الكتاب المدرسي لا يفارقه حتى وهو ذاهب للكرة !..لم أعمل معه في المجال الحزبي في تنظيمات الحزب الشيوعي وأعتقد أنه حينما انتقل للدراسة في جامعة الموصل جرى ضمه للعمل السياسي هناك ..لم يستطع الشهيد وائل من زيارة مدينته الناصرية خوفاً على نفسه من الاعتقال وخوفاً على اعضاء أسرته من أن يلاقوا نفس المصير المعروف لكنه كان يتواصل مع بعض الشيوعيين الموثوقين جداً وكان يتلفن لهم بين فترة وأخرى ويسأل عن عائلته ويطمئنهم على نفسه ويستخدم في ذلك إسم مستعار هو عبّاس حيث كان وقتها مختفياً في بيت خالته صبيحة ثم انتقل الى بيوت أخرى حزبية وغير مكشوفة لأحد وكانت اتصالاته مستمرة الى اواسط عام 1983 كما حدثتني إحدى الكوادر الشيوعية في المحافظة حيث كان يتصل بها بين حين وآخر وإستطاعت اللقاء به مرة في بغداد !..وتوجد روايتان لمصرعه على أيادي أزلام النظام البعثي أولها أنه في احدى المرات كان في احد شوارع بغداد حيث جرى تتبعه من قبل الامن ولاذ بالفرار فلحقوا به وأطلقوا عليه النار وقتلوه وضاعت جثته ولم تسلم الى ذويه او لمعارفه في بغداد وهذه الرواية نقلها أحد كوادر الحزب الشيوعي الانصار الذي ظهر لاحقاً أنه كان مندساً وعميلاً للنظام السابق حيث أنه سأل أحد الانصار السؤال التالي ..هل تعرف وائل عبد الجليل..!؟ فقال له ..نعم إنه صديقي وإبن مدينتنا والكل يعرفه ..لماذا !؟ فقال له أنه جرت مطاردته في بغداد وتم قتله بالطريقة المشار اليها اعلاه ..لكن الرواية الثانية هي أن إسمه ظهر ضمن أكثر من ثلاثين إسم من الشيوعيين والشيوعيات المحكومين بالاعدام من قبل ما يسمى محكمة الثورة وتم فيه وفيهم تنفيذ حكم الاعدام وأيضاً لم تسلم جثته الى ذويه !! وفي كل الاحوال أنه جرت تصفيته وتم إخبار أهله فيما بعد بإعدامه وأسباب ذلك بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي ..وقبل بضعة سنوات قمت بزيارة الى عائلته في بيتهم في الاسكان وعرفوني ولما تذكرناه أجهشت والدته بالبكاء عليه وثم إستلمت منهم قرار إعدامه .. علماً أن والدته توفت قبل حوالي سنتين وأكدوا لي أنهم لم يستلموا جثته ولكنهم فقط اخبروهم باعدامه بعد مدة من التنفيذ ..كان الشهيد وائل قصير القامة مربوع له رأس كبير وعينان واسعتان ويمتاز ببشرة لونها يميل للاحمرار ..كان كثير الضحك والفرح ويكركر كالاطفال حينما تروي له نكتة أو يستمع الى موقف مضحك ..إنه عبارة عن قلب واسع ينبض بمحبة العراقيين كافة ولما تراه تتخيل أنه قلب يمشي على الارض ! لقد فقدت مدينة الناصرية عدد من خيرة طلابها الشيوعيين واليساريين وهم فعلاً وليس قولاً كانوا بعمر الزهور ..طلاب رائعون مجتهدون يمتازون بالوعي الوطني والثقافة العالية , لهم علاقات واسعة فيما بينهم وبين ابناء مدينتهم , كانوا يحلمون بتحقيق عراق حر يعيش فيه الشعب بسعادة وأمان ..لكن يد المجرمين إمتدت اليهم واعدمتهم في مدن وأماكن مختلفة من هذا الوطن المبتلى بالمجرمين المارقين كما وأن بعضهم استشهد في كردستان ومن شهداء الناصرية الطلبة صبار نعيم وأخيه جبار نعيم وداخل فرهود وفيصل ماضي وحسن مرجان ووائل عبد الجليل وصباح طارش وسحر أمين وهدية الركابي واختها نجية الركابي وعلي ابراهيم وصباح مشرف وأخيه صلاح مشرف ومناضل عبد العال وقيس عبد الكاظم وحرية افعيل وشوقية ضايف لايذ واكرام عواد وعميدة عذبي حالوب وزاهرة ذياب سرحان وعلي لفتة العبيدي وجبار شهد اي الملازم حسان وفيصل عبد الغفار العاني وفريد ماضي وزكي محمود وهاني ناجي ومحمد طارش وخالدة افعيل وعودة هرّاب ومهدي النجار وغيرهم ..هؤلاء البررة الذين خضبوا تربة وطننا بدمائهم الزكية سيبقون في أرواح وقلوب كل الطيبين في الناصرية ومدن العراق بينما اللعنات ما زالت تنصب على رؤوس المجرمين الذين ازهقوا دمائهم البريئة وهم في عز مراحل الشباب ..واليكم قرار إعدام نخبة بارة من بنات وأبناء شعبنا العراقي ومن ضمنهم الشهيد وائل عبد الجليل..كما هو مبين بنص القرار أدناه ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم...سري للغاية وشخصي.. رئاسة محكمة الثورة بغداد..العدد 1330... التاريخ 26 نيسان 1983...الى رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية.. م/ جدول أعمال المحكمة ليوم 24 نيسان 1983 صباحاً ..1./. إشارة الى أمر الاحالة المرقم 23 / 381 في 7 / 3 / 1983حسمت محكمتنا القضية المرقمة 8/ 1982/ أمن بغداد س/ 19 في الدعوة المرقمة 453 / ج / 83 والخاصة بالمتهمين عادل محمد محسن وخليل ابراهيم تعبان ورياض احمد صالح وكمال جاسم محمد وذياب حمد عباس وانتصار محمد جواد وفخرية جمعة وعبد الجليل زمان داغر وسعدية كاظم محسن وطارق سلمان علي ونادية لعيبي عجلان وكاظم بهر جبر وحسن حسين علي ومهدي حمود كاظم وعبد الله احمد عبود وكريم محسن جبر وعامر تقي علي وداود جاسم محمد وحبيب نعمة محمد ووائل عبد الجليل حسن ويحيى حسن مذكور وهدية عبد حاتم ويحيى عبد الله أحمد وسرحان حميد راهي وخلف جاسم محمد وعلي زاير عريف ومنهل نعمة المهدي وأسعد محمد رضا وسالم فاضل حسن وعزيزة ياسين عداي وخالدة عبد القادر مكي وعادل خليل ابراهيم ومحمد عبد الحسين محمد... وقررت الحكم عليهم بالاعدام شنقاً حتى الموت وفق المادتين 175 / 2 و 204 /1 - 49 و 50 و 53 من ق . ع ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة....... ومن الجدير بالذكر أن هذه المحكمة وبنفس الجلسة حكمت على عدد آخر بالسجن لمدد محددة وبقوانين كتبت ارقامها !! وايضاً توجد أسماء معتقلين آخرين يتم الاعلان عن الافراج عنهم لعدم كفاية الادلة كما هو مثبت في القرار المشار اليه ووفق مادة رقمت ب 182 ..!!! وقد ذيل القرار بتوقيع عواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة .. وختمه ب راجين التفضل بالاطلاع والتقدير ..!

 

المجد للشاب الشهيد الشيوعي الباسل وائل عبد الجليل حسن ورفاقه الشيوعيين الميامين ..كانوا وسيبقون مفخرة لكافة شرفاء الشعب العراقي ..

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.