اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• وكان الضياع في حفر الباطن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي الزاغيني

وكان الضياع في حفر الباطن

اكثر من عقدين من الزمن منذ الانسحاب العراقي من الكويت ولا زال الالم العراقي مستمر وربما طال الانتظار في عودة من لازالوا في عداد المفقودين واصبحت عودتهم مجرد وهم بعد ان انقشعت التساؤلات بعد الكشف عن المقابر الجماعية وتعالت الصرخات عند البحث بين ما تبقى من رفاة وجدت في هذه المقابر الجماعية بعد سقوط الصنم .

في شهر رمضان الكريم انهالت البرامج التلفزيونية والمسلسلات العربية والعراقية في القنوات الفضائية ولعل العمل التلفزيوني الكبير ( ضياع في حفر الباطن ) الذي اخرجه المبدع مهدي طالب والمأخوذ من رواية بنفس الاسم للكاتب عبد الكريم العبيدي والذي عرض من على شاشة قناة العراقية الفضائية هو الاكثر جرأة والذي جسد من خلاله جزء من تاريخ الظلم والاستبداد في عهد الطاغية وجلاوزته ونقل صورة حية من معاناة ابناء شعبنا بمختلف اطيافهم والوانهم لفترة تعتبر الاكثر تحولا في العراق الحديث .

لقد جسد هذا العمل الذي صورت جميع مشاهده على ارض الواقع في مدينة البصرة وشوارعها ووسط اسواقها وبكادر عراقي بحت باخراج رائع وموسيقى تصويرية اروع الجزء اليسير من احداث العراق ابان الفترة مابين نهاية ثمانيات وحتى نهاية 1991 من القرن المنصرم وتضمن بعض من المشاهد الحية لمعركة لعاصفة الصحراء وكذلك مشاهد البحث في المقابر الجماعية الذي اكتشفها العراقيين بعد 2003 لتكتمل الماساة بصرخات الممثلة القديرة (عواطف السلمان ) التي جسدت شخصية ام رعد بكل جدارة كاي ام عراقية ثكلت بولدها .

لاحداث المسلسل تسلسل زمني يبدا قبل غزو الكويت باحلام بسيطة للشباب العراقي بتسريحهم من الخدمة العسكرية بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ولكن احلامهم تتبدد بعد غزو الكويت واعادتهم للخدمة من جديد ليكونوا حطبا لحرب قادمة ارضاء لغرور قائد الغرور , وتستمر الاحداث بين ملاحقات رفاق البعث وغبائهم وما بين تطلعات الشعب لنهاية هذه الاحداث والحرب النفسية وشحة المواد الغذائية بسبب الحصار المفروض على العراق ومابين احلام الغد التي لا يمكنها ان تتنهي رغم طبول الحرب القادمة التي تلوح بالافق بعد ان تسارعت الاحداث وانهت قوات التحالف كافة التحضيرات وعدم استجابة الطاغية لكل دعوات الانسحاب .

اكرم زملائه ورحلة البحث عن طريق للخلاص من صحراء حفر الباطن وسط سراب طوى الصحراء وانهكت كل قواهم واوقعتهم في شباك الاسر حتى كانت نهاية احدهم خارج اسوار الوطن والاخر مجرد رفات وسط المقابر الجماعية , سيد جعفر ونضاله في مقارعة الظلم , وبديعة الراقصة وهروبها ورعد ومذكراته

التي حرقها الزمن .

لقد تطرق الكاتب لتفاصيل كبيرة من احداث تلك المرحلة وترجم المخرج تلك الاحداث الى مشاهد حقيقية صورت مراحل مهمة قد لا يتذكرها البعض ولعل الجيل الجديد او الاجيال القادمة لايعرف عنها شئ , فمثل هكذا اعمال درامية ترسخ في ذاكرة الاجيال ماساة حقيقية للشعب.

في الوقت الذي نشكر به قناة العراقية لانتاجه المسلسل ونتمنى ان تكون الاعمال القادمة تجسد تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق لكي تبقى راسخة في الذاكرة .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.