اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المجيء المتربص بالحالات// مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

المجيء المتربص بالحالات

مصطفى محمد غريب

10/ 2 / 2016

 

صاحبي  الجالس في ركنٍ من الداخل في المنفى 

يتلظى في مسامات  الغياب

صاحبي كان مسافرْ

ثم عاد الوهم ممزوجاً بزخمٍ من زفير

في البدايةْ،  لم يلاحظ رجفة الناب

ولا نوع الذئاب..

يتربص بالمجيء

صاحبي المرهون في نفق الغراب

صار اسماً أفقيا من قتام

وامتطى ريح السحاب

وتنشقْ ثلجه الممزوج بالموت الزؤام..

وتربصْ غصة الماضي المقام

واغترفْ آلامه الصبر العسير

وشكى حالاً من العشق المذاب

وتنامى فيه طحلب من زحار

واقتفى الآثار من باب لباب

كان يرنو للشوارعْ والصحاب

يتطلع في الإياب

وتناهي صوته المغموس في غدر البعاد

مسرعاً كالبرق في أنواره قلق العباد

واتخذ اسماً بديلاً  في الذهاب 

واختتم رحلاته المرة النحيب..

وامتزجْ ذكرى ومنها انحنى صوب الشراب

وتداعى في غيابٍ ثم صحوٍ ثم تابْ، نحو آهات العتاب

كيف لا يبكي عهوداً

وسنيناً في العذاب

قالها نزفاً ومن وجع الغياب

مالنا في الحب أو عشق الغواني

مالنا من اقترابْ

مالنا من رخوة الصحو الرتيب

لم يناجي عسره،

لا فطنْ اصل الجواب.

..............................

..............................

صاحبي كان مغامر

قال يوماًـــ سوف يأتي

قال حصراً ـــ أو يجيء

صاحبي

المحمول في الدرب على ظهرينِ

من طينٍ ومن جبصين

صاحبي المجهول في قفص السنين

بقرارات اصطبار أو حنين

يتناوبْ في ارتيابْ

حالة المنفى يجيء الوقت أمْ لا يجيء

يتفننْ في عذاب الروح في زجل الغناء

مرةً في القلب أخرى في مخابئْ من رئات

مرة في الصمت أخرى في الصراخ

والجموع الغائبةْ في زمن الندوب

من خلايا تنتظرْ جرحاً عُباب

أو خروجاً من متاهات  الغياب

عندها تأتي إلينا

حاملات العشق والأحلام كذباً وخداعْ.

صاحبي كان مقامر

قال حيناً ـــ سوف يأتي من قِباب

سوف ينحت في التماثيل القديمة

يتعمق بالسؤال

ثم ينحتْ في تماثيلٍ من الثلج الملون

حاملاً قلب الجليد

قال دهراً ــــ كم من الأحزان تأتينا بلا بابٍ بلا أبواب؟

كم من الأوجاع تنحرنا

في قبْلة المحراب؟.

صاحبي كان مناورْ

بارداً يأتي ولا يأتي إلينا

والرسائلْ في بالبريد

حاملات  الدمع والأيام تمضي

قال يوماً ـــ سوف اهدي قامتي

ثم انزف من وريد..

يا عزيزي

لا تطبعْ حزنك المسلول فينا

فاكتفينا نحن بالحزن المقام

ثم في بلوى تدوم.

صاحبي أنت في منفى من العمق الرهيب

داخلياً لن يجيبْ..

..............................

..............................

صاحبي ظل في المنفى مع النفس يغني

في عتاب

وانسلخ منه الجواب

وتفحمْ صدره المعطوب من شم التراب

قال ابتهالاً ــــ  وطني الضائع في موج الضباب

وأنا الفاقد من عقلي الصواب

أتقادم من منافي إلى منفى جديد

أتشظى مثل نثر من زجاج

ثم أرنو لأراضي كان فيها أثري

ثم غاب

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.