اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دور الأعلام الوطني في الخارج// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

دور الأعلام الوطني في الخارج

حسن حاتم المذكور

 

قبل اسبوع تقريبا , عقدت في لندن ندوة حوارية تحت عنوان "الأعلام الوطني بين الأنقسام الداخلي والأجندات الخارجية " , كانت رمية حجر في بركة راكدة , لتهتز حتى يستيقظ الذين استحسنوا الركود عقوداً , علينا ان نواصل رمي الحجر لأكمال مبادرة الأساتذة , حتى نصل نقطة وعي الحالة الأعلامية غير السارة , ونجري تحسيناً جريئاً على ادواتها واساليب عملها , لنكون على قدر المسؤولية في مواجهة هجمة التشويه الشرسة التي تتعرض لها التجربة العراقية في إعادة بناء الدولة والمجتمع, عبر تطوير الممارسات الديمقراطية وترسيخ تقاليد العملية الأنتخابية .

اشارت المبادرة الى دور الأعلام العراقي في الخارج في المواجهة التي نرى فيها العراق , مستهدفاً أعزلاً مظلوماً أمام الأعلام المأجور , ثم اعادة توحيد الأعلام الوطني داخل تيار إعلامي يملأ الفراغ الحاصل ويقلب معادلة المواجهة  .

الأعلام الحكومي (الموظف) , قد يتغير تبعاً للمتغيرات السياسية التي تطرأ على المؤسسة الحكومية سلباً ام ايجاباً , وقد ينقلب على نفسه اذا ما حدث تغيير سلبي كبير في الوظائف الرئيسية من داخل الحكومة , هنا لا يمكن الحديث عن إصلاح اعلام حكومي مسلكي من خارج واقع التحولات والمتغيرات , بعكسه الأعلام المستقل ـــ غير الحكومي ـــ , دائماً محصن باستقلاليته وحريتة في مواصلة روح الأبداع والمهنية والقدرة على تجاوز الأنتكاسات , نموذجاً وطنياً يرمي مزيداً من حجر التحديث والنهضة , اذا ما عادت البركة الأعلامية الى ركودها .

هناك اعلام ضار , يتراكم من داخل المؤسسات الطائفية العرقية , يتحجر كسلاً ونفعية وثرثرة مديح مملة , من غير الممكن اختراقه بسهولة, بعكسه عندما يكون الأعلام وطنياً مستقلاً ملتزماً, سيمتص التجارب الناجعة ويتفاعل معها كي يتميز في تجربة عراقية , لها شخصيتها وخصوصيتها , تؤثر ايجاباً على الأعلام الحكومي من خارجه , تنقل له الأنضج من التجارب العالمية .

مثقف الخارج , يخشى السباحة في عمق بركة المؤسسات الأعلامية المنغلقة في الداخل , عبثاً يحاول , فهي لا تستسيغه اصلاً , وفي روتين بليد , تغلف نفسها بقشرة مؤسساتية عصية على الأختراق , لهذا نرى ضرورة عقد ندوات حوارية في الخارج ثم الداخل لتستخلص نموذجها الوطني المشترك , عليها ايضاً تفكيك النشاط الأعلامي المأجور, لوبيات تجندها وتستعملها قوى خارجية وداخلية  .

توجد في الخارج ثلاثة لوبيات , تمارس نشاطاً مدمراً , لا يحرجها الحاق الأذى بوطن وشعب يفترض انتمائها اليهما , معبأة بشعور شاذ , وقناعات ملوثة ويمكن تقسيم تلك اللوبيات الى :

1 ـــ اللوبي البعثي .

2 ـــ اللوبي الكوردي :

3 ـــ اللوبي اليساري :  

العراقيون في الخارج , يعرفون جيداً مهام وارتباطات تلك اللوبيات , فقط اكتفي باشارات شديدة التلخيص .

1 ــــ اللوبي البعثي : كان يمكن الأكتفاء بأشارة (بدون تعليق) , زمر من الحثالات سافلة ضالة, لوبي عريق بالتلون والخداع والغدر , وصاحب خبرات ومهنية في قلب الحقائق وتشوية الوقائع, يمتلك شبكة علاقات معقدة مع اهم المؤسسات الأعلامية العربية والأقليمية والعالمية, وخيوط مائلة خطيرة داخل اغلب اطراف العملية السياسية الراهنة, ودعم مادي ومعنوي غير محدود, يقف الآن ـــ ككل البعث ـــ في نقطة شراسة النفس الأخير , اما قاتل او مقتولاً .

2  ـــ اللوبي الكوردي : يتصرف كمكون لا علاقة له في جسد الأمة العراقية مستهلكاً عافيتها, مشحوناً بالأحقاد والكراهية تجاه العراق وشعبه, نفسياً واخلاقياً يبرر ابشع الخيانات , كمهام واهداف قومية , يشتم العراق في وقت تتعرض قراه الى قصف تركي, لديه قناعة, ان مستقبله القومي, يبدأ من حيث خراب الأمة العراقية وتقاسمها, لا يوجد ما يمنعه عن الأستعمال المتبادل مع  شياطين دولية اقليمية, يأكل من سفرة العراق ويقرأ الفاتحة على ارواح مجرمي داعش والبعث .

3  ـــ اللوبي اليساري : لا اعني بالتحديد ـــ الحزب الشيوعي العراقي ـــ مع انه ليس بعيداً عن المرمى, المقصود حصراً اسراب اليسار التي اجترتها وبصقطتها التحالفات والجبهات والأنحرافات والخيانات, جسوراً لمرور الخطوط المائلة, قيحاً اسوداً في تاريخ الحركة الوطنية العراقية, مستهلكات لم تغادر بزارات العرض والطلب وانتاج القطعة, نشهد لها قدرتها على نسج وفصال الأكاذيب والأشاعات وتطوير فبركة التسقيط .

بين تلك اللوبيات الثلاث لون رمادي , يجمع البعثي مع الكوردي , يتوسطهم اللوبي اليساري, ثلاثي معاناة الوطن وتاريخ اوجاعه , انها اخطر موجة قراد تعرضت له عافية العراق, المواجهة هنا مهمة ليست سهلة ـــ بذات الوقت ـــ من المعيب ان نبق بلا مهمات او نعتمد سلبية الترقب  .

الأعلام الوطني في الخارج , من حيث الكوادر والخبرة والمهنية والمخزون المعرفي , يشكل نسبة عالية بين الجاليات العراقية , لكنه مع الأسف مشتت محبط متردد ضعيف المبادرة يفتقر الى ابسط الروابط التنظيمية , محاصر بين ضغط اختراقات واغراءات اللوبيات الثلاثة , وبين الرفض غير المنطقي من قبل مؤسسات الدولة العراقية , او خشيتها من الأندماج مع اعلام الخارج في كيانات ـــ لوبيات ـــ اعلامية وطنية من داخل وخارج العراق .

التضحية بكوادر الخارج أمر مؤسف, وهي اقرب الى التطوع الوطني في عرض طاقاتها ومبادراتها وخدماتها تحت تصرف العراق , على المؤسسات الأعلامية الحكومية ان تخلع ثوب الأنانية والخطوط العقائدية, لتفتح صدرها في لقاءات وندوات وحوارات ومبادرات مشتركة , تتصدرها خطة عمل وتنسيق بين كوادر الداخل والخارج , الحكومة ـــ ومن اجل الوطن والناس ـــ عليها ان تتحلى بالرؤيا الوطنية, تحترم حرية المبادرات ومرونة الأبداع ووطنية المنجز, فبدون حرية واستقلالية العمل المحكوم بالضوابط والثوابت الوطنية , لا يمكن الحصول على ما هو ايجابي ومثمر في التصدي لهجمة اللوبيات اللاوطنية .

ندوة لندن , نقطة تحول في وعي مثقفي الخارج , حالة تغيير جذري  احدثها عنف ارتجاج الوجدان الوطني على اثر انتكاسة 10 / 06 / 2014 الموجعة .

تلك المبادرة , يجب ان تجد صداها استجابة اعلامية وطنية واعية في عواصم مهاجر العراقيين الأخرى , ندوات حوارات حالات تنسيق متواصلة , تتبلون عنها حالة عراقية تعبر عن نفسها لوبي وطني يتنفس برئة المصالح العليا للشعب والوطن , الفعل لم يكن مستحيلاً , فقط اذا حاولانا ان نتحسس ارضية البداية التي تستوعب جهدنا المشترك , تتسع لمبادراتنا بعيداً عن جاذبية الأحتواء الرسمي وغير الرسمي , استقلالية واعية , فعل وطني ناضج , تماسك تنظيمي حر , تجربة يجب ان نخوضها مهما كانت الحصارات والصدمات التي ستواجهها من عنف اللوبيات الفاسدة .

 

ندعو الخيرين من داخل الدولة والمجتمع والحكومة بشل خاص , ان تقترب من مياه الجاليات العراقية في الخارج , انها الآن لم تعد راكدة , لتساعد نفسها وتساعدهم على بلورة لوبي وطني يدافع عن الحقيقة العراقية .

الأنتكاسة ابتدأت بهزيمة اعلامية , وعلينا ان نغير المعادلة بنصر اعلامي , لنجرب مرة , سنجد العراق مترجماً الى الضمير العالمي .

 

03 / 08 / 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.