اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الغجر جزء من المكًون الاجتماعي العراقي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

الغجر جزء من المكًون الاجتماعي العراقي

    الغجر قبائل  جاءت من غابر  الزمن , من الهند وأفغانستان وإسبانيا إلى منطقة الشرق الأوسط قبل ثلاثة  آلاف سنة, وتجمعت على شواطيء الهند , كانوا يعرفون أسرار المعادن وصناعة البرونز والسحر, حيث بدأو بالهجرة إلى العراق حوالي 1000 سنة ق.م بسبب الغزوات البربرية . يعدهم البعض من شمال غرب أوربا وقيل من كابل , لهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم , والبعض يعدهم من شعوب جبال القوقاز السمراء حيث التصنيف العرقي.    يطلق عليهم في العراق (الكاولية) وفي بلاد الشام الفوًر وبعض المدن الدوم والسبابجة والقرباط والفجار والزط  بسبب لون بشرتهم السمراء الداكنة , ولكن في العراق لهم دور بمساعدة الجيش البريطاني عند دخول العراق , حيث عملوا كشرطة وحراس للسجون .  يُنسب الغجر إلى الملك( كاول) ملك الهند , لأن من عادات الشعوب الغابرة تنذر النساء  التمتع مع رجال الدين الكهنة  في المعابد عند طلب ذلك  أو لقاء أجرة بعض الأحيان, كما كان يحصل في معابد بابل وسومر وأكد.أما تهمة السرقة  للغجر فلها حكاية: عند صلب السيد المسيح فقد رقً قلب جدهم الأول للمسيح فسرق أحد المسامير التي دخلت في جسدهِ لتخفيض الألم , ومن يومها هم يسرقون وهكذا قد يكون من الحكايات القديمة التي توعز لأسباب السرقة.ويعقب السيد لطفي الخولي علي تسمية كاول بقوله: إن كلمة كاولي في اللغة التركية تعني(مهجوم) وهي كذلك من هجًم بيته وبقي متجولاً , والبعض يوعزها مشتقة من التكول بمعنى التجمع والكول  قرية بفارس , أو النسبة إلى كابل عاصمة أفغانستان. أما أصلهم فيرى  الباحث اللغوي مصطفى جواد : إن أصل الغجر من جبال الهند في أفغانستان , وقد نزلوا العراق في الألف الأول ق.م , وقد امتهنوا الرقص والغناء . فقد اعتمدوا في تنقلهم على الحمير .    الغجر أشبه بالبدو الرحل الذين لا مقر لهم , يستعملون الحمير في تنقلاتهم عوضاً عن الجمل وعلى اتصال بالمدن لعرض بضاعتهم, ومن أعمالهم صناعة الخناجر والأسنان الذهبية,والتنجيم والطب القديم , والشعوذة وفن السحر وهي وراثة عن آبائهم, وبيع الخواتم والأقراط وبقية أدوات الزينة النسائية لغرض العيش بكرامة.   أما زواجهم فيتم بين الطرفين بموافقة شيخ الغجر , إذ لا يوجد لهم فقه ديني معلوم , ولكنهم  يحبون الشعائر الحسينية  ويعظمونها كثيراً , واعتقادهم الكبير بالسيد أحمد بن هاشم بن الامام موسى الكاظم ,لهُ مزار في ناحية عين التمر القريبة من الأخيضر.   لغتهم:     عرفت لغتهم باللغة العصفورية  أو الدوماري وهي لغة غير مكتوبة أي شفوية  وتكاد تندثر,وهي خليط بين الفارسية والتركية والهندية والعربية, لكنهم يتحدثون اللغة العربية التي غالباً  ما تميل  إلى اللهجة البدوية , وقد لا تفهم شيئاً عند الحديث معهم.     تتراوح أعداد الغجر في العراق بين(50-200) ألف نسمة , ينتشرون في جماعات صغيرة في عموم العراق في تجمعات خارج المدن, إذ يتواجدون في بغداد والبصرة والناصرية والمثنى وبابل ,ويذكر الباحث عبد الرضا عوض في صفحات بابلية ص115: إن قرية الطهمازية تقع غرباً في  أرض زراعية تعود لرجل من أهالي الحلة اسمهُ( زنكاح) ولا يعرف السبب الذي جعل هؤلاء الغجر يكثرون من المعاودة على هذا الموقع , حتى إن تسميتهم غلب عليها( عرب زنكاح) نسبة  إلى تلك البستان التي يحيطون رحالهم فيها.   أما غجر الديوانية في منطقة  قرية الفوارة التي تبعد عن الديوانية (50كم) عن الديوانية , قد أنشأت عام1973, فقد واجه  غجر المنطقة العزلة الاجتماعية وانعدام الخدمات في مناطقهم , والنظرة الحاقدة من قبل المجتمع الديواني والقرى المجاورة لهم. لكن في الفترة الأخيرة اتجهت نسائهم لتعلم الخياطة وممارستها لكسب العيش منها , والبعض اتجه للتسول في مركز المدينة بسبب منعهم من مزاولة الرقص والغناء والدعارة ,ولكن نظرة المجتمع للغجر خارج إطار الإنسانية مما يسبب جرح كرامتهم وهم ليس الذنب ذنبهم ولكن كانت مهنة آبائهم وأجدادهم من ممارسة الرقص والغناء وغيرها من الأعمال التي يرفضها المجتمع الشرقي .   مطاردة عيون المجتمع لهم تشعرهم بالغضب , كونهم  يجبرون على العيش بهذا الوضع , وهاربين ومطاردين من بلدهم , فقد تعرضوا لعمليات انتقامية بعد عام2003  في أنحاء متفرقة من العراق,من قبل ميليشيا إسلامية , ومن الطرافة بعد أحداث  آذار 1991 ذهب مجموعة من شباب الديوانية , يترأسهم شاب يدعى يعرب حسن سوري, طلب من كل فرد من منطقة الفوارة , باسم السيًد الذي بعثهُ ,وبواسطة التهديد بالسلاح ,أن يدفع لهُ ما بحوزتهم من الأوراق النقدية التي تحمل صورة صدام حسين  , وكانت فئة 25 دينار تحمل هذه الصورة, فاستولى على كل أموالهم بهذا الأسلوب الرخيص,أما بعد عام2003 فقد  تم محاربتهم من قبل الميليشيا المتنفذة في المحافظة , بتهديم دورهم ومنعهم من مزاولة الغناء والرقص والدعارة , مما سبب إلى سلوكهم التسول في مركز المدينة للحصول على قوة يومهم بسبب الفقر والعوز والخوف.    الكثير من أطراف المجتمع العراقي تدعوا للمحبة والتسامح والألفة والعيش المشترك , ولكنه الغجر وضعوا لهم حزاماً أمنياً يمنع التعايش معهم.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.