عزيز الحافظ

مقالات اخرى للكاتب

الطب الالماني يقّوم  مجانا  عمليات

العمود الفقري لمواطني افقر محافظة عراقية

تستمر متابعة العراقيين لمسلسلات غير التركية التي لها جمهور غريب انأى بنفسي ان اكون احدهم ولكن هذه المرة مسلسلات طبية واقعية لاإفتراضية وبلا قصص ولاسيناريو ولاإخراج وموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية... وأقصد هو موسم متباعد الزمنية لزيارت وفود طبية عالمية من دول صديقة تقوم بإجراء عمليات جراحية مجانية اكرر مجانية في القلب خاصة في ذي قار او الشفة الارنبية عن طريق لاأفهمه هل هو حكومي عن طريق وزارة الصحة التي تنوء تحت ظل ميزانية لم اجدها في خدمة الناس ساطعة البروق عبر عزوف الالاف عن الطب الحكومي ومستشفياته التي هي هياكل أبنية ومصائب تفاصيلها تؤلم حتى إصبع الاشارة إليها.. والسفر الشبه يومي صوب الاردن والهند وتركيا أو حتى الصومال المتقدمة بالقرصنة بحثا عن علاجات وادوية فلايوجد حصار ظالم! يمنع توفرها مع الآسف،أو عن طريق منظمات دولية كاليونيسيف أو منافذ أخرى تعتمد على علاقات شخصية شديدة الانسنة تجلب هذه الفرق الطبية لمحافظات الوطن بما يشكل بصمة مستمرة قد يقتنصها الفقر قبل فرصة النجاة للمريض الذي بلاحول ولاقوة,

فقد أعلنت دائرة صحة الديوانية عن إجراء فريق طبي عراقي ألماني ( الجمع اكبر من الفرد) سبع عمليات جراحية معقدة ونادرة مجاناً في مركز المحافظة لأول مرة، مؤكدة أنها اتفقت مع الفريق المشترك على إجراء المزيد من العمليات المماثلة في المدة المقبلة. فقد وردإن "فريقاً طبياً يقوده الأخصائي الألماني في جراحة العمود الفقري،  البرفسور الدكتور گيتر سباستيان، وعضوية طبيبين عراقيين، أجرى سبع عمليات جراحية نادرة في مستشفى الديوانية التعليمي"، مشيراً إلى أنها "توزعت على مفصلي الركبة والورك وأجريت مجاناً" مع صعوبة تقنية هذه العمليات وفوز المصابين بها بنصيبهم من المجانية لهذا النوع الغالي التكاليف والذي يقود للعوق لامحالة.وهذا النوع من العمليات نادر ومعقد ويحتاج توفر مواد خام بديلة مناسبة لهذه المفاصل   فقد اجرى صديق لي هذه العملية في الهند الشقيقة لانها صارت للمرضى كخط سيارات علاوي الحلة- باب الشرقي! وخيرّوه في نوعية المفاصل والاوراك حسب جودتها ونوعيتها وثمنها ومدة بقائها ونجحت عمليته دون ان اتطرق لإختياره الشخصي للورك الصناعي المزروع. وظهر لي أن الفريق وصل أفقر محافظات العراق قاطبة وقد كانت المحافظة الاولى في العراق بتصدير الرز العنبر حتى للبرازيل والآرجنتين مع التآسي على ذكريات الأمس.. أن زيارة الفريق جاءت بدعوة من الحكومة المحلية للديوانية ودائرة صحتها دون الإشارة هل الطبيبين العراقيين مهاجران ام محليان؟ وإن "اتفاقاً تم مع الفريق الطبي العراقي الألماني على إجراء عمليات جراحية مماثلة مستقبلا.ويشير الخبر بغرابة لي؟إلى إفتقار الديوانية، التي تقع 180كم جنوب العاصمة بغداد، إلى التخصصات الجراحية النادرة، كجراحة الدماغ والأوعية الدموية والعمود الفقري، وتضم المحافظة مستشفيان تم إنشائهما نهاية ثمانينات القرن الماضي، هما مستشفى الديوانية التعليمي ومستشفى النسائية والأطفال ! وكإن بغداد حاضرة الدنيا  محسودة على وجود مستشفى الجملة العصبية المبني قبل الثورة الفرنسية! أو إن مستشفياتها كعاصمة تفوق مستشفيات باريس ولندن وزنجبار وعدن وجزر القمر.. وتريد من متابع مثلي أن يتفائل بالصحة ؟  آه لو تتحدث المقابر عن الامراض التي قتلت الآلآف من العراقيين وأذكر نموذجا واحدا حقيقيا لعملية قلب مفتوح لشخص أعرفه نجحت عمليته تماما وأبلغه النطاسي العراقي البارع أني اخاف عليك الموت من تلوث الجرح لامن تبعات العملية ولكم تصور حجم الآفق التآلمي بموضوع المستشفيات العراقية والطب المحلي مع إعتزاز كبير جدا بالاطباء وجهدهم الخلاّق المتواصل ولكن بلا  نظام تامين صحي حكومي مدعوم لايمكن للفقير حتى بعملية اللوزتين إلا أنْ!فمتى تكون هذه الزيارات الطبية المجانية بصدق متاحة للالاف الذين لايملكون ثمن عيادة دكتور تتبختر ب25000 ألف دينار بل واكثر واكثر؟ متى يستفيد كل الناس من وجود من يتحسس معاناتهم مع الموت؟ لااملك قبسا من نور التفاؤل.

عزيز الحافظ