اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال ؟

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

زكي رضا

 اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال ؟

 

 كان العديد من السياسيين والمحللين والمراقبين للوضع السياسي العراقي الهش ، يتوقعون تدهور الاوضاع الامنية بشكل تراجيدي ، ما ان تعلن الولايات المتحدة الامريكية عن مغادرة آخر جنودها العراق . ولكن اكثرهم تشاؤما لم يكن يتوقع ان ينتهي زواج المتعة السلطوي ، بكسرعظم سياسي ( بالسرعة التي تمت بها ) ، طالما بقى اسير تفاهمات سرية ، بين قوى سياسية مارست البلطجة وسرقة المال العام منذ الاحتلال ولليوم . بعد ان تقاسمت السلطة والنفوذ على اساس طائفي – قومي ،تحت يافطة مهللة يسمونها زورا " حكومة شراكة وطنية " ، والتي يسميها المواطن العراقي اليوم بحق ( حكومة شراكة حرامية ) .

 

ان حصاد سنوات ما بعد الاحتلال ولليوم ، لاتحتاج منّا الى فطنة سياسية ، كي نتعرف من خلالها الى الاساس الخاطيء لمجمل العملية السياسية ، لان ثمار تلك العملية لم تكن الا ضياعا لتلك السنوات الثمينة من عمر الوطن والشعب ، واللذين اصبحا اليوم اكثر من اي وقت مضى على كف عفريت . فهل هذا العفريت سني أم شيعي أم كردي ؟ أم انه عفريت خرافي له اكثر من يدين، وكل يد تدفع بحصان طروادة خاص بها  الى داخل العملية السياسية ، لكي يستمر الشد الطائفي - القومي ، لان استمرار هذا الشد هو الذي يمنح ، اقطاب العملية السياسية مقومات الحياة .

 

ان الغالب على المشهد السياسي العراقي منذ اولى ساعات الاحتلال ولليوم ، هو قرع طبول الطائفية كي تعتاش هذه القيادات السياسية على اصواتها النكرة ، تاركة شعبا كاملا بلا مستقبل ، ووطنا قد يتشظى اذا لم يسارع الحكماء الى انقاذه ، ولكن هل بين ساسة المحاصصة المتربعين على عرش العراق اليوم حكماء !؟ وان كان هناك من بينهم حكماء وحريصون على الوطن فاين هم ؟ وماذا كانوا يفعلون خلال كل سنوات الدمار التي طالت الانسان قبل الارض ؟ اليس من حقنا نحن المحرومون من خيرات بلدنا التي نهبها لصوص المحاصصة ان نفكر بصوت عال ، ونشير لهم قائلين ، انكم قتلة تتلذذون برؤية شعبكم ، عفوا شعبنا وهو يجلس على فوهة بركان طائفي – قومي ، بركان قد ينفجر في اية لحظة نتيجة حماقاتكم ورعونتكم وصبيانيتكم .

 

اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال لنشير بجرأة ودون مجاملة ، على ان العديد من غيلان القائمة العراقية ، ليسوا سوى عيون البعث واذانه في العملية السياسية . وانهم ادخلوا حصان طروادة بدوي ، يتلذذ بدماء العراقيين باسم العروبة والاسلام . وهدفهم اعادة عقارب الساعة العراقية المنهكة ، الى سنوات الحروب والحصارات والانفالات . بل وصل الامر ببعض هذه الغيلان ان تصرح علانية ، من انها دخلت العملية السياسية بامر " المقاومة ".

 

اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال لنشير بجرأة ودون مجاملة ، على ان العديد من غيلان الائتلاف الشيعي ، ليسوا سوى عيون ايران واذانها في العملية السياسية . وانهم ادخلوا حصان طروادة دولة ولي الفقيه ، كي يجعلوا من بلدهم ، عفوا بلدنا حديقة خلفية لنظام التخلف الديني في قم ، ولينتقموا في نفس الوقت من شعبنا بجريرة الحرب الصدامية الخمينية .

 

اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال لنشير بجرأة ودون مجاملة ، على ان موقف القيادات الكردية من مسألة الوطن  اصبحت انتقائية ، وتستند في مجملها الى الصراع الشيعي السني للاستفادة منه الى ابعد الحدود . متناسين ان ما يحافظ على النظام الفدرالي هو ليس هذا الصراع الغبي . بل بناء الدولة الاتحادية المدنية الديموقراطية ، الذي سيكون الصراع فيها صراعا بين احزاب سياسية ،بعيدة كل البعد عن الشحن الطائفي الذي لم يجلب لبلدنا الا الموت والخراب .

 

اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال ودون مجاملة ، طالبين من كل القوى الخيرة في هذا الوطن الذي سار به الافاقين نحو المجهول . ان يتركوا كل خلافاتهم ونرجسيتهم ومصالحهم الضيقة ، لانقاذ شعبنا ووطننا من كارثة ، ستكون كل كوارث العراق السابقة امامه نزهة . بعد اوصل هؤلاء الافاقين البلد والشعب والعملية السياسية الى مفرق طرق خطر ، الانزلاق فيه لايعني الا ان نقول للعراق وداعا .

 

اليس من حقنا ان نفكر بصوت عال ، ونقسوا على شعبنا في ان ننثر ملح الوطن وآلام ضحاياه على جروحهم ، عسى ان يفيقوا من نومتهم التي ان طالت اكثر مما مضى ستكون فيها  نومتهم الابدية . علينا ان نرشدهم الى جادة الحقيقة بكل السبل المتاحة ، علينا ان نعمل بجد كي نحررهم من شباك الطائفيين .

 

كلمة اخيرة : من الذي يستطيع منع الطائفيين من اغتيال العراق ؟

 

زكي رضا

الدنمارك

31 / 12 / 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.