اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

14 تموز ونصب الحرية -//- عبدالكريم العامري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

عبدالكريم العامري

14 تموز ونصب الحرية

نصب الحرية لجواد سليم يتكون من أربع عشر مجموعة نحتية نفذها وأتم سبكها في فلورنسا، تحكي قصة الثورة كما براها الفنان بأسلوب يبتعد عن التجريد. للوهلة الأولى تبدو الرمزية الحيوانية، ثم تنتهي بالتقدم الصناعي، الذي ينعكس إيجابا على المجتمع في 14 عنصرا يحتمل تأويل ثورة 14 تموز أو حروف اسم الزعيم ناقصة لعدم رغبة الفنان في ذكره ورغبة الزعيم في ذلك، أو غير ذلك مما يراه النقاد والكتاب . لخص فيها جواد سليم أفكاره وأحلامه في هذه المجموعة النحتية. لم يكن موت الفنان سوى نهاية لجسده اما فنه فقد بدا حياة عريضة خصبة من ذلك التاريخ والى الآن.

1ـ يبدأ بالحصان في أقصى اليمين حيث يبدو هائجا يحاول التخلص من الرجال الثلاثة الذين تشبثوا به.  يسجل الفنان مشهدا حفر في ذاكرته، رآه صباح 14 تموز 1958 عندما تجمعت المظاهرات في بغداد حول تمثال الجنرال مود راكبا جواده كان مقاما خارج السفارة البريطانية وتمثال الملك فيصل على حصانه قرب دار الإذاعة. اقتلعت الجماهير الثائرة التمثالين وحطمتهما. صور الفنان هذا المشهد حيث الرجال الأربعة يمثلون المتظاهرين، ثلاثة يحاولون إسقاط الحصان بينما يرفع الرابع يديه يهم بنشر لافته تعلن بدأ ثورة 14 تموز 1958.

2ـ المجموعة الثانية: تمثل رواد الثورات الذين رفعوا أيديهم بالاحتجاج على كل أشكال الظلم منذ الثورة الفرنسية حتى ثورة العراق، يمثلهم رجل وامرأة في حركة عنيفة.

3ـ الباكية: وقفة يعرفها العراقيون عندما تحدث نكبة او كارثة، في التقاليد، العادات الشعبية تجعل المراة العراقية ترفع عباءتها وتلف بها رقبتها ونصفها الأعلى ثم تندب وتصيح(يبوه)، تماثلات في الفلكلور(النخوة).

4ـ  تمثال الأمومة يؤكد ان الثورة تتولد بلا انقطاع جيلا بعد جيل.

5ـ مجموعة(الشهيد)الأم تحضنه، تبكي عليه، من حولها النساء معزيات، هي مشحونة بتعبير مأساوي عنيف.

6ـ المجموعة السادسة منحوتة الأمومة، يعيد الفنان التوازن الى عين المشاهد، يحيي الأمل في نفسه بعد تأمل فجيعة الأم في ابنها الشهيد، حتى تكون (الأمومة) و(الطفولة) على جانبي الأم الثكلى وأم الشهيد صوت الماضي القريب(يا ما هزيتي ولوليتي)وقفتين قبل الوصول الى منتصف اللوحة.

7ـ المجموعة السابعة للسجين. هنا تداخل القضبان مع الرجل المفكر وهو يطلق افكاره من خلف القضبان فينفذ منها فكرة عدم جدوى مصادرة حرية الفكر.

8ـ ترتبط مجموعة السجين السياسي بتمثال(الثورة)التي عبر عنها بجندي يقفز قفزة جبارة بعضلات مفتولة تحطم قضبان السجن، يدوس بقدمه ترس الشر.

9ـ يفتح الطريق لتمثال الحرية التي تبدو في شكل امرأة تحمل المشعل عاليا. لم يجعل لها قدمين !؟.. ان القدمين تلصقانها بالأرض، الفنان يريدها ان تحلق عاليا.

10ـ انتهت الأجزاء العنيفة الحركة لتبدأ التماثيل الهادئة حيث تؤدي الثورة الى السلام على شكل امراة جالسة تمد يديها بالخير، كأنها تصلي بينما تنبت من جسدها وملابسها أغصان الشجر، تحط على كتفيها حمامتان.

11ـ الحادي عشر يعبر الفنان عن دجلة والفرات بامرأة يضللها النخيل تمثل دجلة، أخرى حبلى بالخير، محملة بالسنابل تمثل الفرات، بينهما صبية تحمل على رأسها خيرات الأرض، ترمز الى روافد دجلة والفرات. النهر هو المبتلع الأقدم والأعظم، هو اللجة الأنثوية والأموية التي تشكل بالنسبة لثقافات عديدة أنموج الهبوط والعودة الى ينابيع السعادة الأولى والخصب الرافديني.

12ـ المجموعات الثلاث الباقية تعبر عن الازدهار الفكري، الزراعي، الصناعي بعد استقرار الثورة. التعبير عنها فلاحان يقفان متماسكين يرمزان للعرب والأكراد رأسهما على النمط الآشوري.

13ـ خلف العنصر 12 الثور أحد رموز العراق الأسطورية.

14ـ الصناعة؛ العامل ممسكا مطرقته.

لخص فيها جواد سليم أفكاره وأحلامه في هذه المجموعة النحتية. لم يكن موت الفنان سوى نهاية لجسده اما فنه فقد بدا حياة عريضة خصبة من ذلك التاريخ والى الآن.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.