اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لاحوار بين الأطراف السیاسیة في إقلیم کوردستان بدون خلفیة فلسفیة سلیمة!!// د. سامان سوراني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لاحوار بين الأطراف السیاسیة في إقلیم کوردستان بدون خلفیة فلسفیة سلیمة!!

الدکتور سامان سوراني

 

في هذه الحقبة التاریخیة الهامة من حقب تطورنا الحضاري، التي يمر بها إقلیم كوردستان ، أصبح لزاماً علینا أن نفسح المجال للحوار الفکري بين الأطراف السیاسیة المختلفة وأن ندعو المفکرين الی مطارحة الآراء الحرة، واثقین من أن کل محاولة للتحکم في العقول، لابد من أن تکون أسوأ بکثیر من أیة محاولة للتحکم في الجسوم.

فإختلاف الآراء في حد ذاته لیس شراً، بل الشر أن یقوم الرأي علی الجهل و التعصب و ضیق الافق.

فعن طریق الحوار الفکري الصحیح یمکن أن یولد مجتمعاً مستنیراً واعیاً، شعاره‌ التواصل العقلي و قوامه الانفتاح علی شتی التجارب الحیة.

والحق أنه لایمکن أن تکون ثمة فلسفة، (للعلم، الفلسفة لیست تعقیدا لما هو واضح، بل توضیحا لما هو معقد، فلفظ الفلسفة أصبح وللأسف "منبوذا" و علینا أعطاءه "حق المواطن" في عالمنا اللغوي المعاصر) مالم یکن هناك أولا شعور بالحریة، و إیقان بأن الحق فوق القوة، والاعتراف بأن العلاقات البشریة ینبغي أن تقوم علی التفاهم و التسامح، لا علی التخاصم و التنازع.

للفلسفة الیوم القیام بدور فعال في مجتمعنا الكوردستاني المعاصر و لابد لکل منا- کائناً ما کان وضعه ‌في المجتمع- أن یفهم بأنه‌ مواطن حر، و أن حریته لا تعني الانطواء علی نفسه، أو قطع وشائج الاتصال بینه و بین الآخرین، بل تعني الحوار مع غیره‌ من ابناء المجتمع العراقي وتحقیق المزید من أسباب التفاهم بینه و بین الآخرین.

نحن في المجتمع الكوردستاني المعاصر أحوج مانکون الی  النزعة "العقلانیة" الاصیلة، فقد سیطرت علی نفوسنا و منذ عهد بعید نزعات عاطفیة متطرفة و اتجاهات وجدانیة هوجاء، حتی أصبح المحرك الأوحد لکل أفکارنا و أفعالنا

الحوار الفکري الصحیح لایمکن أن یقوم بین أطراف لایملکون أیة خلفیة فلسفیة، بل هو یستلزم بالضرورة إلماماً واعیاً بأهم قضایا الفکر و شتی اتجاهات الفلسفة قدیما و حدیثاً، و کثیراً ما نجد أناساً ینادون بالحوار، و یدعون الی المناقشة، دون أن یفطنوا الی أن الحوار الذي یقوم بین الاطراف لا علم لها بموضوع المناقشة، هو حوار عقیم لا جدوی منه‌ ولاطائل تحته‌.

ومادامت الفلسفة حدیث الانسان مع الانسان، و حوار المواطن الحر مع المواطن الحر، فلا یمکن للروح الفلسفیة الحقة أن تقترن بالتحزب و التعصب أو العداء أو الاستبداد بالرأي، بل هي لابد أن تکون حلیفة الحریة و التسامح و الانفتاح و سعة الافق.

لنتسلح بسلاح العقلانیة ونستخدمها في معترك الحیاة ومعارك البناء الانساني، فمن غیر الحوار و فلسفة الحوار المبنیة علی الاعتراف بحق الآخر ووجود الآخر کعضو فاعل في رسم ملامح المستقبل بریشة الحاضر لایمکن مواجهة تحدیات العصر. 

وختاما نقول مع فیلسوف اللغة لودفیغ فیتجنشتاین (1889-1951) :

"ان ما لایستطيع الإنسان أن یتحدث عنه، ینبغي أن یصمت عنه."

 

الدکتور سامان سوراني

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.