كـتـاب ألموقع
• ألحربُ الرابعه -//- شعر: زهير كاطع الحسيني
زهير كاطع الحسيني
ألحربُ الرابعه
أنتَ مُهددٌ
تلاحقكَ اللعنةُ
بالأبيض ِ والأسودْ
أنتَ مُهددٌ
ليس بالحربِ النوويةِ
أو القنابلِ العنقوديةِ والجرثوميةِ
أنتَ مُهددٌ بحربٍ أخرى
بين الجَزرِ.. وبين المَد ْ
بعيدةٌ جداً هذي الحرب
عن الزارين َ والتابون َ
والرصاص المُنضّد ْ
أنتَ مُهدد
مِن كلِ جهةٍ ..
تنام على سرير ٍ هاديءٍ
محمولٍ فوق موجاتِ الأنترنيتْ
وتَستقبِل شُعاعا ًغير مُسالم ٍ
عَبرَ هاتفك ألجوالِ
في كلِ بيتْ
تَحمِل مَعكَ حقيبةَ سَفر ٍ
لا تخلو مِن أشياء ٍ
هي مصدر رعبٍ
ومخزن أورامٍ
تشرب مِن حليبِ الجاموسِ الهندي
وتأكل لحما ً أسترالياً وبرازيليا ً
أقسى عليكَ من لَحمِ الخنزيرِ
وأكثر غرابةً
مِن لَحم الضفادعِ والبزازين ْ
أنتَ مُهددٌ يا صديقي
بحبوبِ الفياكرا والأسبرين ْ
وعلاجاتِ الضغطِ والسكرِ
وكبسولةِ الفيتامين ْ
أنتَ مُهددٌ
بأمراضِ العصرِ
وتفتك بكَ الأخبارُ
مِن حين ٍ الى حين ْ
عن عالمٍ موحشٍ
أقل ما فيه ألدم والسكين ْ
وتذرف دموعَهُ أنتَ
الإنسان المسكين ْ
تستمع يوميا ًإلى أغانٍ موجعة ٍ
رخيصةٍ جدا ً
تنقصها المضامين ْ
أنتَ مُهددٌ
بالمسلسلِ التركي
والعشقِ الممنوعِ
وأصدقاءِ مُهندَ وكاترين ْ
أنتَ مُهددٌ
بربيعكَ العربي
وصيفكَ الساخنِ
وخريف مجلسِ نوابكَ
ومستنقعِ شتاءِكَ المُهين ْ
أنتَ مُهددٌ بما تأكلَ
مِن السمكِ المُجمَدِ
وعلبِ السردين ْ
وعبواتِ الكولا
المثقلة بالغازاتِ والسكرين ْ
أنتَ مُهددٌ
ما بين هذا وذاك
بمواكبِ المسؤولين
وزحامِ الطُرقِ
وزعيقِ السياراتِ
ومخلفاتِ البنزين ْ
أنتَ مُهددٌ
شئتَ أم أبيّتَ
بتصريحاتِ الوزراءِ
وبعض رجالِ الدولةِ
والدِين ْ
أنتَ مُهددٌ
بموادِ الحصةِ التموينيةِ
والسمنِ الفاسدِ
و الشاي المخلوطِ بنشارةِ الخشب ِ
وما تكدسَ منذ سنين ْ
أنتَ مُهددٌ في الآخرِ
بذاكرتِكَ التي أجهشها التعبُ
والأحداثِ الساخنةِ المنزلقةِ
بين ألألغامِ اللاصقةِ
وكواتم الأسلحةِ الناريةِ
وصورٍ أخرى أتعبتكَ كثيرا ً
في نقاطِ التفتيشِ
أو مَن يطرق بابكَ بعد منتصفِ الليلِ
يبحث عن مطلوبين ْ
أنتَ لستَ مُهدَداً بحربٍ عالميةٍ ثالثة ٍ
على وشكِ التفجيرْ
ولستَ ضحية ً
تحت غطاءِ التكفيرْ
لكنكَ مُهدَدٌ أيضا ًبحربٍ رابعةٍ
تدفع ثمنهاعلى نارٍ هادئةٍ
وبالتقسيطِ
تستحق الوقفةَ مِنكَ..
والتفكيرْ !
زهير كاطع الحسيني
المتواجون الان
678 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع