اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عرض مسرحي في القوش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 مقالات اخرى للكاتب

عرض مسرحي في القوش

 

رغم الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا الجريح ورغم تكالب الأشرار والطامعين على خيراته وثرواته ، ورغم ما تعصف به من أزمات سياسية واجتماعية وثقافية مهددة وحدته وسيادته واستقلاله ، لم تتوقف نشاطاتنا الثقافية والفنية والاجتماعية عن تسجيل تألقنا في سماء القوش فإنها في حراك وعطاء دائم ، فقد اثبت أصحاب الشأن في هذه المجالات التي ذكرتها أنهم يتحدون الظروف القاهرة ، لا بل برهنوا بمقاومتهم لها إنهم أقوى واصلب منها ، لم يتلكئوا يوما عن عطاءات وإبداعات جديدة لأغناء أرشيفنا العامر على مر السنين  .      ففي عصر يوم تشريني زاهي ، ومحمل بأريج الشذى وبعطر أنسام القوش ، تهافتت جموع غفيرة من كافة أحياء بلدتنا المعطاءة إضافة إلى السادة الضيوف القادمين من الموصل ومن أماكن متعددة أخرى لتؤطر وتزين بحضورها قاعة منتدى شباب ورياضة القوش ، لقد جاءوا متلهفين تغمرهم البهجة والفرحة لمشاهدة انجازات أبناء وبنات القوش من النتاجات الرائعة وفي شتى المجالات ، خصوصا للاستمتاع بما سيقدمه براعم الأمل والمستقبل أحبة القوش وهم يرتقون مسرح المنتدى لتقديم منجزا مسرحيا متميزا يحمل  عنوان ( عيد ميلاد ) إضافة إلى فقرات متنوعة أخرى كالشعر والغناء  . وكان هذا النشاط ضمن مشروع برنامج منتديات الجذب الذاتي الذي أشرفت عليه وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع منتدى شباب ورياضة القوش ، ورصدت له مبالغ مالية لتغطية مصاريفه ، ولم يقتصر هذا النشاط على المسرح فقط بل تنوع في مجالاة عدة  منها  ( دورة في فن الخياطة والحلاقة والحاسوب والإسعافات الأولية وغيرها من النشاطات ) حيث شارك في هذه الدورات الكثير من الإخوة والأخوات نساء ورجال ، فتيات وفتيان وكان المنتدى قد هيأ مجموعة من كوادره ذات الاختصاصات الأكاديمية للأشراف على هذه الدورات ، اما مسك الختام لمنهاج هذه النشاطات عموما  فكان عرض مسرحي شارك في بطولته وجسد أحداثه مجموعة من الأطفال ومن فئات عمرية مختلفة قدموا المسرحية باللغة العربية الدارجة التي كتبها وأخرجها الفنان باسل شامايا . استهل عريف الاحتفالية البرنامج بكلمة ترحيبية بالحضور ثم دعى المشرف الفني في المنتدى الى المسرح لتقديم فقرات المنهاج ، فكانت أولى الفقرات قصيدة للموهوب سنار ساهر وتلتها أغنية ثنائية للمبدعين اونيل وراما اما الملائكة الصغار فقد قدمو لوحة شعرية بعنوان   ( علمتني المعلمة ) وبعد ذلك أعلن العريف عن تقديم العرض المسرحي الجميل الذي انسجم الجمهور مع أحداثه انسجاما تاما  حيث تناول موضوع المسرحية وضع العراق ومعاناة شعبه الرازح تحت نير الخوف والقتل واللاستقرار والمصير المجهول الذي يعصف بشعبه الأبي .. لقد كان عرضا محملا بالهم العراقي ومعاناة الإنسان النهريني والذي عولج بلغة الأطفال المحببة عند الجمهور الذين تمكنوا من خلال أدائهم الرائع في تجسيد الأحداث وتقمصهم للأدوار المناطة بهم من دغدغة مشاعر الحضور ، وكان ذلك التجسيد ومعايشة الشخصية خير ترجمة لمعاناة الطفل العراقي الذي مزقه الخوف والرعب من الإرهاب وزبانيته الأشرار . لقد تفاعل الحضور مع أحداث هذا العرض الممتع  خصوصا الأمهات اللاتي ذرفن الدموع بما جسده المبدعين من الهموم التي يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما ، وأكثر من مرة اشتعلت القاعة بالتصفيق للانسجام  الكبير الذي أبداه الجمهور مع الموضوع ومجسدوه براعم الأمل أطفالنا الأحبة ، الذين تمكنوا من الضربة الأولى أي في المشهد الاستهلالي للمسرحية أن يفرضوا سيطرتهم على صالة العرض ، تمكنوا من خلال عرضهم انتشال الحضور من قسوة الواقع المرير والعودة بهم إلى أيام الطفولة البريئة ..  فكانوا هؤلاء الصغار القا على مسرح المنتدى وبقوا بذات الألق حتى اللحظات الأخيرة التي كادوا يخترقوا الجدار الرابع وهم يتقدمون صفا واحدا متراصا لتقديم تحيتهم إلى الجمهور الذي عاش معهم أحلى نصف ساعة من العرض وبدوره صفق لهم بكل حرارة وشجعهم وشكرهم على ذلك المجهود الكبير .   ومن الملفت للنظر حضور عدة فضائيات مع كادرها الى صالة العرض لتغطية هذا النشاط الجماهيري . وقد بادر الاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش الذي كان في مقدمة الحاضرين لألقاء كلمة شكر فيها القائمين بهذه النشاطات واخص بالذكر هؤلاء الاطفال الذين ابدعوا في عطائهم الرائع .. هكذا اعتاد أطفالنا الرائعين أن يتألقوا في تقديم مسرحياتهم ونتاجاتهم الأخرى لجمهورهم المحب ،  وهذا يعود الى وجود من يحتضن ويصقل هذه القابليات ، فطالما هناك أياد مخلصة شريفة تحملهم وترعاهم وتوجههم توجيها صحيحا في طريق الإبداع فأنهم سيكونون بناة المستقبل يشاركون من خلال إبداعاتهم في عملية بناء بلدهم الجديد وبلدتهم الغالية القوش ، سيبقون دوما متألقين في عطائهم وسيأخذون مكانهم الطبيعي ليكملوا طريق المبدعين الذي بدأوا قبلهم المشوار . لقد كانت التفاتة طيبة من منتدى شباب ورياضة القوش حينما قدم لهؤلاء البراعم هدايا تقديرية للجهود التي بذلوها من اجل إنجاح هذا النشاط الجماهيري الكبير وباعتقادي إن الهدية مهما كان نوعها وثمنها لا تساوي جزءا من جهودهم الحثيثة التي يقدمونها لكي ينالوا رضا واستحسان الجمهور  .. كما تم توزيع الهدايا على المشاركين والمشاركات في الدورات التي أنجزت  خلال هذا البرنامج أي ( الجذب الذاتي ) وكانت الهدايا التي قدمت لهم مخصصة من وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع مديرية شباب ورياضة نينوى ، وأخيرا اطلب رعاية هؤلاء المبدعين في بنايات مخصصة لهم كمنتدى شباب ورياضة القوش لتنمية مداركهم وقابلياتهم وابتعادهم عن الشارع الذي لا ينالون منه غير المتاعب والمشاكل لعوائلهم وشكرا .    

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.