اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟ (2)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟ (2)

محمد الحنفي

 

مفهوم 8 ماي:

إن مفهوم 8 ماي، مفهوم عميق، وواسع، ودلالته لا حدود لها. فهي تاريخية، راهنية، مستقبلية، ليست محدودة، لا في الزمان، ولا في المكان. واستفادتها من التاريخ حاضرة، كم أن استفادة التاريخ منها حاضرة، يمتد تأثيرها إلى المستقبل، الذي ينهل منها باستمرار، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. هدفها:

 

1 ـ تثبيت الاشتراكية العلمية، في فكر، وفي ممارسة الحركة، وجعل الالتزام بالمنهج الاشتراكي العلمي، من بنية المناضل اليساري، أنى كان، وكيفما كان، وأينما كان، في هذا الوطن، وفي غيره من الأوطان؛ لأن اليساري الحقيقي، لا يمكن أن يكون إلا متمرسا على الفكر الاشتراكي العلمي، وعلى المنهج الاشتراكي العلمي، ولا يمكن أن يكون إلا مستوعبا للاشتراكية العلمية، في تاريخيتها، وراهنيتها، ومستقبليتها، كفلسفة، وكعلم، وكمنهج، ولا يمكن أن يكون إلا مساهما في تطور الاشتراكية العلمية، لا على قاعدة التخلي عنها، والتخلي عن مبادئها، وعن قيمها، وعن عدم السعي إلى تحقيق أهدافها، بل على قاعدة الاقتناع بالاشتراكية العلمية، والالتزام بمبادئها، وبفكرها، وبممارستها، وبمنهجها العلمي، وبالأيديولوجية المبنية على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وباعتبار تلك الأيديولوجية، أيديولوجية الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

والاشتراكية العلمية، عندما تصير أساسا، في إيجاد أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تصير، في نفس الوقت، مؤسسة للمستقبل، ولصيرورة المستقبل محتضنا للتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وموجهة للوعي بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تصير مسترشدة بالمنهج الاشتراكي العلمي، في التعامل مع تحولات الواقع، في تجلياته المختلفة، حتى يستطيع الوصول بها إلى تحقيق الأهداف، التي تسعى إليها، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، وعلى مستوى التغيير المنشود، المتمثل في تحقيق أهداف: التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

2 ـ بناء الحركة، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، التي تعتمد في بناء أيديولوجية الطبقة العاملة، التي تصير أيديولوجية للحركة، التي تعتمدها في إيجاد تصور تنظيمي، ينسجم مع تلك الأيديولوجية، وفي بناء المواقف السياسية، التي تعكس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالأيديولوجية القائمة على أساس الاقتناع بها، سعيا إلى التميز عن باقي الحركات القائمة في الواقع، أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وعلى مستوى البرامج المفعلة، وعلى مستوى الأهداف المتحققة، أو التي تسعى الحركة إلى تحقيقها.

 

3 ـ إيجاد برنامج، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، قابل للتفعيل، يستهدف:

 

ا ـ تكوين المناضلين، تكوينا علميا صحيحا، حتى يقوم على مواجهة كافة أشكال التحريف، التي تستهدف الحركة: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

 

ب ـ تفعيل الإطارات الجماهيرية، التي يتواجد فيها المناضلون، أو التي ينشئونها، حتى يتم الارتباط، عن طريقها، بالجماهير الشعبية الكادحة.

 

ج ـ الحرص على توسيع التنظيم الاشتراكي العلمي، أفقيا، وعموديا، وتفعيل مختلف التنظيمات القائمة، في أفق تسييد الاشتراكية العلمية، في الواقع المغربي، وعلى جميع المستويات التنظيمية، والجماهيرية، من بنية المجتمع المغربي.

 

د ـ الحرص على الارتباط بالإطارات الجماهيرية، باعتبارها هي المدخل، للارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، وكذلك الحرص على الارتباط بالنقابات، باعتبارها مدخلا، للارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وباعتبارها إطارات جماهيرية. والارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعتبر تأكيدا للاقتناع الفعلي، والفكري، والممارسي، بالاشتراكية العلمية، التي تعتبر أساسا، لإيجاد أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يعملون على تمثل أيديولوجيتهم، والنضال من أجل إشاعتها في المجتمع، حتى تصير أيديولوجية للمجتمع ككل.

 

4 ـ تفعيل البرنامج، القائم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، من أجل جعله مفعلا، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، التي تتفاعل معه، في أفق تطويره، من أجل التعامل مع الأوضاع الاقتصادية، والأوضاع الاجتماعية، والأوضاع الثقافية، والأوضاع السياسية، التي يجب الحرص، على أن تصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

وهذه الأهداف، التي أتينا على ذكرها، لا ترضي البورجوازية، والإقطاع، كما لا ترضي البورجوازية الصغرى، المريضة بالتطلعات الطبقية، التي سرعان ما تغير مواقفها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تبعا للجهة التي تسرع بتحقيق تطلعاتها الطبقية. والاشتراكية العلمية لا تسعى إلى ذلك، ولا تعمل على تحقيقه، بقدر ما تعمل على تحقيق طموحات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

والبورجوازية الصغرى، المنتحرة طبقيا، تعتبر جزءا لا يتجزأ من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ينالهم ما ينال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وإذا كانوا يدعون أنهم يعتنقون الاشتراكية العلمية تظاهرا، مع الحرص في الواقع، على تحقيق التطلعات الطبقية، ومن موقع الانتماء إلى الحركة.

 

5 ـ بناء الحركة، القائمة أيديولوجيتها على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، تنظيميا، وسياسيا، حتى تصير قادرة على الفعل، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لتصير، بذلك، متميزة اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وقادرة على تجاوز مختلف معيقات التقدم، والتطور، الذي يجعلها مقصد الشباب المتحرر، من قيود الرأسمال، مهما كان نوعه، سعيا إلى تقوية الحركة المقتنعة بالاشتراكية العلمية، الساعية إلى تحرير الإنسان، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروات المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، لتصير الحركة، على منهج الشهيد عمر بنجلون، مبدع الترسيمة التي عرف بها، وعرفت به، والمتمثلة في:

 

التحرير ـ الديمقراطية ـ الاشتراكية.

6 ـ الحرص على إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي في المجتمع، سعيا إلى تسيير السعي إلى التحرير، وإلى تحقيق الديمقراطية، وتحقيق الاشتراكية، من أجل جعل المجتمع متحررا، وديمقراطيا، واشتراكيا، لقطع الطريق، أمام الاستمرار في نمو، وتجدد الرأسمالية الهمجية، والمتوحشة، التي لا تتقن إلا النهب: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وحرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الحقوق الإنسانية، والشغلية، لتعتبر تلك الحقوق، جزءا لا يتجزأ من الرأسمال، الذي يشغل به المحرومين من تلك الحقوق الإنسانية، والشغلية، مما يجعل القهر، بدلالته المختلفة، يلاحق الكادحين، مهما كان لونهم، مما يجعل إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، تقوم بدور أساسي، في محاصرة الحرمان، الذي يتعرض له العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

7 ـ العمل على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، انطلاقا من المنهج الاشتراكي العلمي، الذي فرضه الشهيد عمر بنجلون، في إطار الحركة الاتحادية الأصيلة، وسار على نهجه الفقيد أحمد بنجلون، القائد الطليعي، والأممي، الذي فقدت الحركة، بموته، الكثير، ليصير المجال مفتوحا للانتهازيين، الذين عاثوا في الحركة الطليعية فسادا، وعملوا على تذويبها، في إطار ما صار يعرف بحزب فيدرالية اليسار، الذي لا وجود لأي أثر لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في التقارير الصادرة عن المؤتمر.

 

8 ـ الاستماع إلى الحركات المقتنعة بالاشتراكية العلمية، وطنيا، وقوميا، وعالميا، من منطلق أن الحركات المقتنعة بالاشتراكية العلمية، تتقوى ببعضها البعض، من أجل أن تتسع دائرة شيوعها وطنيا، وقوميا، وعالميا، لتصير الحركات المقتنعة بالاشتراكية العلمية، أكثر قوة، في فلسفتها، وفي علمية فكرها، وفي منهجيتها، مؤثرة، بالخصوص، في صفوف الشابات، والشباب، وفي صفوف جميع أفراد المجتمع، مع الاحترام التام، لجميع المعتقدات، التي تجرنا إلى تسفيه أفكارها، بل إلى إهمال الدخول معها في نقاش غير منتج، وغير مطور، لا للفكر، ولا للممارسة، لأن ما يهم الحركات المقتنعة بالاشتراكية العلمية، هو إقناع الناس جميعا، وفي مقدمتهم المثقفون، المنتجون للوسائل التثقيفية المختلفة، التي تساهم بشكل كبير، في إشاعة الفكر العلمي، من مستهلكي تلك الوسائل، التي لا تدخل، أبدا، في تسفيه الغيبيات، التي لا داعي إلى مناقشتها، أصلا، حتى لا نعطي الفرصة للتوجهات الظلامية، من أجل الرد على تسفيه الفكر العلمي، للفكر الغيبي.

 

وهكذا، نكون قد وقفنا على السمات العامة لدلالة 8 ماي 1983، تلك السمات، التي تجعل محطة 8 ماي، لا تتكرر، أبدا، حتى وإن عرف بعض منجزيها، الانسياق وراء أوهام حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لا علاقة لعقد مؤتمره التأسيسي، بما هو علمي، أبدا، وهو ما يمكن اعتباره ارتدادا إلى ما قبل 8 ماي 1983، وطعنا في فكر الشهيد عمر بنجلون، والفقيد أحمد بنجلون، الذي قضى، وهو يحرص على أن تكون الاشتراكية العلمية، مصدر الفكر الاشتراكي العلمي، والممارسة العلمية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.