اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد.. !!!..29

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي،

والانشداد إلى تأبيد الاستبداد.. !!!..29

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

الحزبوسلامي والتعبير عن الانتماء الطبقي:.....4

 

وإذا كان الحزبوسلامي يستغل الدين الإسلامي للنفاذ إلى عمق الفلاحين الفقراء، والمعدمين، لجعلهم ينساقون وراءه، فإن نفس الحزب يلجأ إلى نفس الممارسة، للنفاذ إلى صفوف المعطلين، والعاطلين، لإيهامهم بمواقفه السياسية، التي يعتبرها جزءا من الدين الإسلامي، حتى يعتقدوا أن "الإسلام هو الحل"، ويدعمون سعي الحزبوسلامي إلى إقامة "الدولة الإسلامية"، التي لا يمكن نكران دورها في تطبيق "الشريعة الإسلامية"، التي تفرض على الأغنياء إيجاد عمل للفقراء، والساعين، والمعوزين، أو تقديم الصدقة إليهم، كما ورد في القرآن الكريم، وكأننا لا زلنا نعيش في عهد "الكفاف والعفاف والغنى عن الناس". غير ان العاطلين الذين يكتوون بنار العطالة، التي تدمى أرجلهم من البحث عن العمل، سرعان ما يكتشفون وهم الإيديولوجية، التي يوظفوها الحزبوسلامي، لجعلهم ينساقون وراء أوهامه الإيديولوجية، فيتجيشون لتحقيق أهدافه في فرض الاستبداد على جميع المستويات، ليتمكن من رقبة المجتمع، ويفرض سيطرته عليه. ووسيلته في ذلك المعطلون، الذي قد يتقاضون مقابلا من الحزبوسلامي، لقاء قبولهم عملية التجييش وراءه.

 

وما قلناه عن العاطلين، والمعطلين، يمكن أن نقوله عن بقية المهمشين، ومنهم التلاميذ الذين لا قيمة لهم في سلم الطبقات الاجتماعية. والحزبوسلامي يدرك جيدا مدى تقبل التلاميذ للشحن، والتجييش، فهو يدفع بالمنتمين إليه من المعلمين والمتعلمين إلى التركيز على عملية الشحن، والتجييش، حيث تداخل الإيديولوجية مختلف المفاهيم عند التلاميذ، ويتوهمون أنهم أصبحوا دعاة، ويعملون على المساهمة في تجييش المجتمع، ويتحولون إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة يختارها الحزبوسلامي، ليحول المؤسسات الجامعية إلى معسكرات لتجييش الطلبة، وحشرهم في الخطاب الحزبوسلامي المؤدلج للدين الإسلامي، وسوقهم إلى محاربة كل الذين يخالفونهم الرأي على مستوى الجامعة، مستغلين في ذلك الوافدين من خارج الجامعة، ومن قطاعات لا علاقة لها بالجامعة، لا من قريب، ولا من بعيد. والغاية هي السيطرة على الجامعة، من أجل تأميم الطلبة، وجعلهم وسيلة لتأميم المجتمع، لفرض استبداد الحزبوسلامي على الجميع، والشروع في إنجاح الحزبوسلاميين، وإعادة إنتاجهم عن طريق قولبة المجتمع وفق ما تقتضيه أدلجة الدين الإسلامي؛ لأن الطلبة، باعتبارهم حاملين للوعي الحزبوسلامي، يستطيعون إيصال ذلك الوعي إلى عموم المواطنين، انطلاقا من الأسر ومن العلاقات العامة، ومن التنظيمات الجماهيرية، حيث يقبل الجميع عملية التأميم، ويتجيش لفرض استبداد الحزبوسلامي على المخالفين، وإلزامهم بارتداء لباس معين، وإطلاق اللحى، باعتبار ذلك قبولا باستبداد الحزبوسلامي، الذي يسمونه "تطبيق الشريعة الإسلامية"، التي يعطونها بعدا شموليا، يثمل كل العبادات، والمعاملات، والحدود، ومختلف العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

 

وانطلاقا من تأميم الحزبوسلامي للمجتمع ككل، يحق لنا أن نتساءل:

 

لماذا سعى الحزبوسلامي إلى أن يكون حزبا للجميع؟

 

هل يرجع ذلك إلى كونه وصيا على الدين الإسلامي؟

 

أم أنه يعتبر نفسه خليفة الله في الأرض؟

 

أم لأنه هو وحده القادر على تأويل النصوص الدينية تأويلا صحيحا؟

 

إن الاجابة على هذا التساؤل المركب، تقتضي منا ان نبحث في الأسباب التي تجعل المجتمع يقبل من يفرض نفسه على الناس باسم الدين. تلك الأسباب التي تكمن في انتشار الأمية، والفقر، والمرض في صفوف الغالبية من الناس، واعتبار الدين وسيلة للخلاص من الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؛ لأن تلك الأمراض، لا يمكن التخفيف من حدة آلامها إلا بالاستغراق في أداء الطقوس الدينية المختلفة، التي تتخذ، في بعض الأحيان، طابعا خرافيا، لكون الأميين أكثر قابلية للفكر الخرافي.

 

ولذلك لا نستغرب إذا وجدنا قبول الناس بوصاية الحزبوسلامي على الدين الإسلامي. وهذه الوصاية هي التي تخلق في أذهان الحزبوسلاميين أن حزبهم هو حزب الجميع، فكأن كل من قال "اشهد أن لا إلى الله وأن محمدا رسول الله"، يصبح عضوا في الحزبوسلامي.

 

ويتعمد الحزبوسلاميون وصايتهم على الدين الإسلامي، لجعل الناس ينخرطون في حزبهم طمعا في الجنة، تماما كما يفعل رهبان الكنائس، والأديرة، ليتحول الإسلام، على أيدي الحزبوسلاميين، دينا للرهبان، ويصير الانخراط في حزبهم بمثابة صك للغفران، تماما كما كانت تفعل الكنيسة في العصور الوسطى.

 

وبالإضافة إلى الوصاية عل الدين، نجد أن الحزبوسلامي يركب مركب اعتبار تأويلاته الإيديولوجية للعقيدة، والشريعة، هي الصحيحة، وما سواها يعتبر مجانبا لحقيقة الإسلام، وإقناع الناس بهذا الوهم الإيديولوجي، هو الذي يعد الناس للارتباط بالحزبوسلامي، على أساس أن ما يقوله هو الإسلام الحقيقي.

 

وانسجاما مع وصاية الحزبوسلامي على الدين الإسلامي، واعتبار تأويلاته هي الصحيحة، نجد أن الحزبوسلامي يعتبر رؤيته للواقع لا طبقية. لذلك يسعى إلى إزالة طبقية الحزب من الأذهان، باعتبار جميع الأحزاب المعيرة عن الانتماء الطبقي غير موجودة أصلا، وغير مشروعة، حتى وإن كان بعضها يتفق مع الحزبوسلامي، فيما يخص أدلجة  الدين الإسلامي، كما هو الشأن بالنسبة للحزب الإقطاعي، والحزب البورجوازي التابع، والحزب البورجوازي، وحزب البورجوازية الصغرى.

 

ولذلك فالحزبوسلامي يحارب الجميع، وينفيه، ليبقى وحده سيد الموقف على جميع المستويات، حتى يستبد بالساحة الجماهيرية، ويؤمم الجماهير الشعبية الكادحة، التي تدخل في عداء مطلق مع جميع الأحزاب، وخاصة ذات الطابع التقدمي، وبالأخص حزب الطبقة العاملة.

 

وعلى هذا الأساس، فالحزبوسلامي لا يؤمن بالأحزاب المعبرة عن التعدد الطبقي، ولا بالطبقات الاجتماعية. فما يؤمن به هو انقسام الناس إلى فقراء، وأغنياء. والفقر، والغنى من عند الله. وعلى الأغنياء أن يحسنوا إلى الفقراء؛ لأن الإحسان، بالنسبة إليهم، يعتبر قضية مركزية، ويعتبر وسيلة لربط الفقراء، والأغنياء بالحزبوسلامي، الذي يأخذ من الأغنياء، ويمد الفقراء، حتى يذيب الصراع بينهم من جهة، ويعتبره وسيلة من الوسائل التي تشد الجميع إلى الانتظام فيه، أو التعاطف معه، على الأقل من جهة أخرى.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.