اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....6

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....6

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

الطبقة العاملة في عيدها ألأممي فاتح مايو

 

اليسار والطبقة العاملة:.....1

 

وبوقوفنا على علاقة اليسار بالعمل المشترك، التي لا تخدم، في نهاية المطاف، إلا مصالح الكادحين، نتقل إلى الكلام عن علاقة اليسار مع الطبقة العاملة، متسائلين:

 

هل يمكن الحديث عن يسار بدون حديث عن الطبقة العاملة المحرك الأول لعملية الإنتاج؟

 

وهل يصير للطبقة العاملة دور سياسي معين بدون قيادتها للحزب اليساري؟

 

وما هو المفهوم الحقيقي للطبقة العاملة؟

 

وهل يمكن أن نعتبر أن كل الأجراء جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة؟

 

أم أنهم مجرد حلفاء لها؟

 

وهل يقوم للطبقة العاملة وجود سياسي بدون سيادة إيديولوجية الطبقة العاملة؟

 

وهل يمكن أن يحسب على اليسار حزب لا ياخد بإيديولوجية الطبقة العاملة؟

 

وهل يكون للحزب اليساري دور سياسي بدون تأطير الطبقة العاملة؟

 

وما طبيعة العلاقة القائمة بين الحزب اليساري وبين الطبقة العاملة؟

 

هل هي علاقة تطابق؟

 

هل هي علاقة تبعية الحزب للطبقة العاملة؟

 

هل هي علاقة تبعية الطبقة العاملة للحزب؟

 

هل هي علاقة جدلية؟

 

ما مصير الحزب اليساري إذا لم يعتنق إيديولوجية الطبقة العاملة؟

 

ما مصيره إذا لم يصر حزبا للطبقة العاملة؟

 

ما العمل من أجل حماية الحزب اليساري من التحريف؟

 

ما العمل من أجل وعي الطبقة العاملة بذاتها؟

 

ما دور النقابات في رفع مستوى وعي العمال والأجراء من مجرد الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، إلى مستوى الوعي السياسي الذي يؤهلهم للانتظام في الحزب اليساري؟

 

وما دور الجمعيات الثقافية في تنوير عموم الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، وتأهيلهم للشروع في امتلاك الوعي الطبقي؟

 

وهل يمكن للحزب اليساري أن يسيد إيديولوجيته بدون الدفع بمناضليه إلى التغلغل في صفوف المنظمات الجماهيرية؟

 

هل قيام الطبقة العاملة ببناء حزبها يعتبر ضرورة تاريخية؟

 

أم انه مجرد وهم لا علاقة له بالواقع؟

 

وهل تنظيم الحزب اليساري للطبقة العاملة يعتبر ضرورة تاريخية، وتنظيمية؟

 

أم أن ذلك ليس إلا قفزا على الواقع؟

 

وهل تسمح شروط عمل الطبقة العاملة بامتلاكها لوعيها، وبتنظيمها لحزبها، أو بانخراطها في حزب يساري معين؟

 

أم أن كل ذالك ليس إلا تجاوزا للواقع الذي يقتضي تكريس استلاب، وغربة الطبقة العاملة عن نفسها؟

 

إننا عندما نرتبط بالواقع، كان يجب أن يكون حزب اليسار في جميع أنحاء العالم رديفا للطبقة العاملة، لأنه كان يفترض أن يكون الحزب اليساري: أي حزب يساري، مقتنعا بإيديولوجية الطبقة العاملة، وكان يفترض أن هذا الحزب، أيضا، يعتبر تنظيما سياسيا للطبقة العاملة، باعتبارها نقيضا للطبقة البورجوازية مالكة وسائل الإنتاج، وباعتبارها، أيضا، مشغلة لتلك الوسائل، في الوقت لا تحصل فيه من عائدات الإنتاج إلا على جزء يسير، لا يمكنها إلا من تعويض طاقتها، التي تصرفها في تشغيل وسائل الإنتاج.

 

غير أن انقسام المجتمع إلى طبقة بورجوازية، وطبقة عاملة، كطبقتين رئيسيتين، وإلى طبقات وسطى، وأخرى آتية من التاريخ، فإن الطبقات الوسطى تلجأ إلى تشكيل أحزاب تدعي اليسارية، وتعتنق خليطا من الإيديولوجية الضاربة في عمق اليمين، وفي عمق اليسار في نفس الوقت. وهو ما يفرض علينا القول بوجود أحزاب يسارية عمالية، وأخرى بورجوازية صغرى، وأخرى مستنسخة عن تجارب حزبية مختلفة، ومتنوعة.

 

وهذا التعدد في الأحزاب اليسارية، وفي كل بلد من بلاد الكرة الأرضية، لا تجمعها إيديولوجية واحدة، بقدر ما نجد أن لكل حزب إيديولوجيته الخاصة، ولكن هذا التعدد الإيديولوجي المترتب عن تعدد أحزاب اليسار المعبر عن شرائح البورجوازية الصغرى، القريبة من الطبقة العاملة، أو القريبة من البورجوازية، وعن وجود إيديولوجية الطبقة العاملة التي تفترض قيام حزب الطبقة العاملة، يقتضي قيام تقارب في الأيديولوجيات، وفي التصورات التنظيمية، وفي المواقف السياسية.

 

وهذا التعدد في الإيديولوجيات، وفي التنظيم، وفي المواقف السياسية، هو الذي دفعنا إلى القول بوجود أحزاب اليسار التي تجمع بينها قواسم مشتركة: إيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، تقود إلى القيام بإنشاء تنظيم مشترك، يقوم على وجود قواسم مشتركة بينه وبين أحزاب اليسار.

 

وبناء على هذا الاستنتاج، يمكن القول:

 

1) بأنه يمكن الحديث عن يسار لا علاقة له بالطبقة العاملة، وعن يسار مرتبط بالطبقة العاملة.

 

2) بأن اليسار الذي يتشكل من صفوف شرائح البورجوازية الصغرى، يتعدد بتعدد شرائح هذه البورجوازية، مما يؤدي إلى تشكيل حزبي يساري متعدد.

 

3) بأن إيديولوجيات البورجوازية الصغرى التوفيقية، والتلفيقية، تتعدد بتعدد أحزاب البورجوازية الصغرى، التي تحاول أن تأخذ ببعض ماهو قائم من ضمن إيديولوجية الطبقة العاملة.

 

4) بأن برامج أحزاب البورجوازية الصغرى تتأرجح بين اليمينية المتطرفة، واليسارية المتطرفة، والوسطية. وقلما تنحاز إلى التعبير عن مصالح الطبقة العاملة.

 

5) بان أحزاب الطبقة العاملة نفسها، قلما تكون قياداتها من العمال، مما يجعلها تحت طائلة تسلط البورجوازية الصغرى التي قلما تخلص إلى الطبقة العاملة.

 

6) بأن الطبقة العاملة نفسها، غالبا ما تصير مجالا لإشاعة الإيديولوجيات المتخلفة، مما يجعلها غريبة عن نفسها، ولا تستطيع استيعاب إيديولوجيتها.

 

7) بان الأصول الزراعية للعمال، والأجراء، تجعلهم أكثر قابلية للأخذ بإيديولوجيات البورجوازية الصغرى، وأكثر مرضا بالتطلعات الطبقية.

 

8) بأن الحصار الذي تعاني منه أحزاب اليسار بصفة عامة، وأحزاب بالطبقة العاملة بصفة خاصة، يؤدي الى إضعاف هذه الأحزاب.

 

والواقع الذي صار قائما، لا يمكن الارتفاع عليه أبدا، ولا بد من أخذه بعين الاعتبار، عن طريق الإقرار بقيام يسار متعدد، حتى يتأتى لنا دعوة هذا اليسار إلى التأسيس لقيام عمل مشترك، لمواجهة همجية الاستغلال الرأسمالي العالمي، ولترسيخ قيم العمل المشترك في صفوف الكادحين، ولإعادة الاعتبار لليسار بتنوعه، والحرص على أن يصير إفراز العمل المشترك لصالح قوة اليسار، ولصالح الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك.

 

ومن باب الإقرار بتعدد اليسار، يمكن  القول أيضا بأنه يمكن الحديث عن يسار يمثل الطبقة العاملة، وعن يسار متنوع منبثق عن شرائح البورجوازية الصغرى.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.