اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزب الثوري : أسسه – مبادئه - سمات برنامجه - حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي كنموذج - صفحة 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

و هكذا نخلص إلى ما هو أساسي و مركزي في الحزب الثوري، ذلك انه لا يعرف العمل الفردي أبدا، كما لا يعرف الرؤيا الأحادية الجانب. و بذلك تنتفي فيه القيادة الفردية، و القرارات الفردية، و التنفيذ الفردي حتى و إن كان المنتمون إليه هم عبارة عن أفراد. فالقيادة لا تكون إلا جماعية، و القرارات تتخذ في إطار هيآت تمثل مجموع أفراد الحزب قمة و قاعدة. و التنفيذ ملزم لجميع المنتمين إلى الحزب الثوري، و القيادة الجماعية محليا و إقليميا و وطنيا هي التعبير الفعلي عن ثورية الحزب لأنها تقطع الطريق أمام تضخم الأنا الذي يعد مرضا مزمنا يصيب قادة أحزاب البورجوازية و البورجوازية الصغرى و المتوسطة، و حتى قادة اليسار المغامر، و تفسح المجال أمام جميع المناضلين للتمرس على القيادة من الخلية، إلى لجنة القطاع إلى مكتب الفرع، فالكتابة الإقليمية فاللجنة المركزية، لأن الضوابط هي نفسها، و لا يميز بينها إلا طبيعة المهام الموكولة لكل جهاز. فالقيادة الجماعية هي تكريس للثورة الدائمة على الأفراد المصابين بالنزوع نحو الاستبداد بأمور التنظيم، و على مختلف أشكال التحريف التنظيمي و الأيديولوجي و السياسي. و إذا كانت المهمة الموكولة إلى القيادة هي الإشراف على تنفيذ القرارات الحزبية، فإن أسلوب التنفيذ يتيح لهذه القيادة أن تكون هيئة مقررة في إطار المهمة المركزية الموكولة إليها. و بذلك تكون القرارات المتخذة في هذا الإطار جماعية أيضا. بالإضافة إلى إمكانية توزيع المهام بين الأفراد القياديين مما يسهل عملية التنفيذ، و يسرع بوتيرة العمل الحزبي في مختلف المجالات، و كافة القطاعات المنتظمة في الحزب. و القيادة الجماعية تكون المفاوض الجماعي لدى مختلف الجهات التي يصارعها الحزب الثوري و خاصة أجهزة الطبقة الحاكمة مما يحول دون سقوط القيادة في فخ المساومة الذي يسقط فيه القادة الانتهازيون، و من شروط القيادة الجماعية :

 

1) امتلاك الرؤيا الشمولية للأمور الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والسياسية على المستوى الإقليمي و القومي و العالمي. و هذه الرؤيا لا تتأتى إلا بالتشبع بالفكر العلمي و التمرس على توظيف المنهج العلمي.

 

2) القدرة على امتلاك آليات الصراع في مختلف مستوياته، لأنه بدون امتلاك الآليات لا تستطيع القيادة إدارة الصراع الطبقي في المجتمع، كما لا تستطيع قيادة الحزب في اتجاه قيادة الشعب الكادح نحو انتزاع حقوقه.

 

3) القدرة على إحباط مختلف المؤامرات التي تدبرها الطبقة الحاكمة، و أحزاب البورجوازية الصغرى، و اليسار المغامر ضد الحزب الثوري، و القدرة على كشف ممارسات المتآمرين أمام الجماهير الكادحة لاشراكها، و لجعلها تساهم بشكل فعال في حماية حزبها الثوري حتى لا يبقى هذا الحزب مفصولا عن جذوره الطبقية.

 

4) القدرة على امتلاك احترام و تقدير المناضلين الحزبيين الذين يقفون وراءها، و هذا الاحترام و التقدير لا يتأثر إلا بالتزام القيادة بالقرارات المعبرة عن إرادة و رغبة المناضلين مما يشعر كل عضو في الحزب انه ليس تابعا لتلك القيادة بقدر ما هو عضو في الحزب يساهم في التقرير و التنفيذ.

 

5) الحرص على تعميم الإعلام الحزبي على جميع المناضلين حتى تسود المكاشفة بين جميع المناضلين، و حتى لا يبقى هناك احتكار للمعرفة.

 

6) الحرص على امتلاك أداة أو أدوات إعلامية حزبية جماهيرية تمكن الحزب من امتلاك مكانة مرموقة بين الجماهير، و تجعل مواقف الحزب من مختلف القضايا معروفة في أوساط الجماهير الكادحة.

 

7) القدرة على ضبط التنظيم و تحريك مختلف الأجهزة بصفة مستمرة و تجنيدها في الشروط الموضوعية الدقيقة التي تقتضي عملية التجنيد تلك حتى يستطيع الحزب الاستفادة من مختلف المحطات النضالية التي تقوم بها الجماهير الكادحة.

 

8) العمل على تصريف البرنامج المرحلي عن طريق خلق الشروط الموضوعية، أو إنضاج ما هو موجود منها بهدف استنفاذه، و الوصول بالحزب إلى ضرورة صياغة برنامج مرحلي آخر يناسب الشروط الجديدة، و يكون أرضية لتحريك الجماهير الكادحة و التسريع بنضالاتها نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي.

 

سمات البرنامجين الاستراتيجي و المرحلي :

فما هي سمات البرنامجين الاستراتيجي و المرحلي ؟

 

إن البرنامج، أي برنامج هو عبارة عن مجموعة من الأهداف التي يسعى التنظيم للوصول إليها على المدى البعيد أو القريب أو المتوسط، يعني أن منها ما لا يتحقق إلا بعد نضالات مريرة و طويلة، و بعد تقديم تضحيات عظيمة، و ما يمكن تحقيقه على المدى القريب وفق برنامج مدقق و محدد، و في شروط ذاتية و موضوعية تساعد على تنفيذه.

 

و الشق الأول من البرنامج هو الشق الاستراتيجي، و هو بالنسبة للحزب الثوري : تحقيق المرحلة الاشتراكية بعد تحطيم الهياكل الرأسمالية أو الرأسمالية التبعية أو الإقطاعية أو الاستعمارية. و أهم سمات المرحلة الاشتراكية :

 

1) سيادة هيمنة الطبقة العاملة و حلفائها على السلطة عن طريق سيطرة الحزب الثوري سيطرة نهائية على هذه الأجهزة حتى يمتلك القدرة على توظيف الجهازين التشريعي و التنفيذي للقضاء نهائيا على علاقات الإنتاج الرأسمالية، أو الرأسمالية التبعية، و إحلال علاقات الإنتاج الاشتراكية محلها، و هو ما عرف، و يعرف في أدبيات الاشتراكية العلمية بدكتاتورية البروليتاورية الذي يعتمده البعض للنيل من النظام الاشتراكي باعتباره نظاما يتنافى و الممارسة الديمقراطية. و الواقع غير ذلك فالطبقة العاملة عندما تصل إلى مرحلة المجتمع الاشتراكي لا تكون ممارستها إلا ديمقراطية، و إلا فإن التفاف الكادحين حول هذا النظام و حمايتهم له و دفاعهم عنه سيضعف و سيصبح انهيار التجربة الاشتراكية اكثر ورودا. و على خلاف ما حدث في الاتحاد السوفياتي السابق، فإن ممارسة الديمقراطية الحقيقية هي السبيل إلى تحصين المجتمع الاشتراكي من الانهيار، لأن النظام الإمبريالي لا يمكن أن يطمئن على وجوده في ظل وجود دولة اشتراكية قوية. و عندما نقول الديمقراطية الحقيقية، فإننا نعني بها إشراك الجماهير الكادحة عن طريق ممثليها الحقيقيين في التقرير و التنفيذ، و مراقبة الحاكمين. و عملية الإشراك هذه لا تأتي إلا بتوفير الحريات العامة، السياسية، و النقابية، و حرية التعبير و الانتماء و لكن إلى جانب هذه الحريات لابد من تمتع مجموع أفراد الشعب الكادح بمختلف الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية حتى تبقى الأمور واضحة أمام الجميع، و بمساهمة الجميع، لأنه بذلك الوضوح سيعمل الجميع على محاصرة المد البورجوازي بطريقة ديمقراطية لا مجال فيها للممارسة الستالينية التي أساءت إلى التجربة الاشتراكية. لأن الستالينية في عمقها تعني سيطرة الفرد على الحزب و على السلطة. و بذلك تكون متناقضة مع دكتاتورية البروليتاريا التي تعني سيطرة طبقة مع حلفائها على أجهزة السلطة، و هذه الطبقة هي الطبقة العاملة، و هؤلاء الحلفاء هم الفلاحون الفقراء و المعدمون، و المثقفون الثوريون، و شرائح البورجوازية الصغرى المتضررة، و العاطلون و كل من له مصلحة في التغيير، و هؤلاء هم مجموع أفراد الشعب الكادح الذين يستحيل أن يكونوا غير ديمقراطيين، لأن استمرار عيشهم الكريم، و تمتعهم بمختلف الحقوق لا يكون إلا في إطار الديمقراطية، أي أن الطبقة العاملة عندما لا تكون ديمقراطية فإنها تكون ضد نفسها، و ضد سائر أفراد الشعب الكادح، و بذلك تفقد مبرر سيطرتها على السلطة.و لذلك فقطع الطريق أمام ظهور الممارسة الستالينية يقتضي الحرص على تكريس مبدأ القيادة الجماعية الذي ينقل من مستوى قيادة الحزب إلى مستوى قيادة الدولة.

 

2) الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، ذلك أن الغاية من السيطرة على الأداة الطبقية ليس هو وصول الحزب الثوري إلى السلطة كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب الانقلابية اليمينية المتطرفة أو اليسارية المغامرة، بل إن الغاية من الوصول إلى السلطة هو توظيفها في تقويض علاقات الإنتاج الرأسمالية، أو الرأسمالية التبعية أو الاستغلالية بصفة عامة، و تعويضها بعلاقات الإنتاج الاشتراكية، و ذلك بتحويل وسائل الإنتاج من ملكية الخواص إلى الملكية الجماعية.

 

فما هي الملكية الجماعية ؟ إن هذا المفهوم يسلط عليه من قبل البورجوازية  الكثير من التضبيب، و لذلك فهي تطلقه على ملكية الدولة، أو ملكية الهيآت ذات الطابع المحلي أو الوطني. و ملكية كهذه لا نستطيع أن نفرق بينها و بين ملكية الخواص، لأن الغاية منها هي تحقيق المزيد من الأرباح عن طريق الحصول على اكبر قدر ممكن من فائض القيمة. و لذلك فهي تؤكد ما يصطلح على تسميته في أدبيات الاشتراكية العلمية برأسمالية الدولة التي تكون في قبضة حزب يدعي تبنيه الاشتراكية العلمية كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الأحزاب التي حكمت الأقطار العربية. و موقف الجماهير الشعبية و خاصة الطبقة العاملة من هذه الملكية كموقفها من ملكية الخواص، لأنها تعاني في الحالتين معا من كافة أشكال الاستغلال. و لذلك فالملكية الجماعية يتحدد مفهومها من خلال اشراك الجماهير ذات المصلحة في التغيير في هذه الملكية حتى يتم قطع الطريق على جهاز الدولة الذي قد يلجأ في يوم من الأيام إلى بيع تلك الوسائل إلى الخواص كما يحصل في العديد من الدول و خاصة منها الدول الاشتراكية السابقة تلبية لرغبة المؤسسات الإمبريالية الدولية. و الوسائل التي تشملها هذه الملكية هي الوسائل التي لا تقطع أمام المبادرة الفردية و الخلاقة  التي تدفع بالعديد من الناس إلى العمل لحسابهم الخاص دون الانخراط في مؤسسة من المؤسسات.و هؤلاء الأشخاص يشكلون قطاعا عريضا من المجتمع تجب حمايتهم عن طريق تنظيمهم في تعاونيات حرفية أو تجارية، أو زراعية أو مهنية، أو خدماتية، و إلا فإن النظام الاشتراكي إذا قضى على هؤلاء و حولهم إلى طبقة عاملة فإنه سيعمل على إنتاج نقيضه كما حصل في دول أوربا الشرقية. إن الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج يجب أن تنبثق عن حوار معمق داخل الحزب و خارجه، و في إطار المنظمات الجماهيرية المختلفة، و من خلال المؤسسات التمثيلية، و المحلية لتحديد الصيغة التي يجب اتباعها لاشراك الجميع، و بطريقة ديمقراطية، و دون إلحاق الضرر بأي فئة من فئات الكادحين، و دون أن تكون الهيمنة لفئة دون سائر الفئات على أن يكون المبدأ : "على كل حسب قدراته، و لكل حسب حاجته" لأنه بهذا المبدأ تقطع الطريق أمام تبرجز ذوي الكفاءات العليا في الوقت الذي يلزمون فيه بالقيام بواجبهم تجاه المجتمع.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.