اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية...7

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

 

اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية...7

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

الطبقة العاملة في عيدها ألأممي فاتح مايو

 

اليسار والطبقة العاملة:.....2

 

وما دمنا نقف أمام تعدد الأحزاب اليسارية، فإننا نجد أنه يمكن أن يصير للطبقة العاملة دور سياسي معين، ورائد. وذلك بالحرص على قيادتها لحزبها اليساري، الذي لا يلغي أحزاب اليسار الأخرى، وفي إطار الانخراط معها في منظومة من العمل المشترك، التي لا تتناقض إيديولوجيا، وبرنامجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وأهدافا، مع الحزب اليساري العمالي.

 

ذلك أنن المرحلة التي تعرف تراجع اليسار إلى الوراء، وضعف ما تبقى منه، تقتضي البحث العميق عن السبل المؤدية إلى:

 

1) إعادة الاعتبار للحزب العمالي اليساري. والحزب العمالي لا يكون إلا يساريا بإيديولوجيته، وبتنظيمه، وببرنامجه، وبمواقفه السياسية، وبأهدافه القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.

 

2) إعادة الاعتبار للطبقة العاملة إيديولوجيا، وتنظيميا، وبرنامجيا، وسياسيا، عن طريق إشاعة الوعي الطبقي في صفوفها، والنضال إلى جانبها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، حتى يتأتى القيام بالمساهمة الفعلية في تفعيل الحزب السياسي اليساري العمالي.

 

3) التقريب بين أحزاب اليسار، عن طريق الحيلولة دون تحويل الصراع الثانوي / الديمقراطي فيما بينها إلى صراع رئيسي، والدفع بها في اتجاه قيام قواسم إيديولوجية، وتنظيمية، وبرنامجية، وسياسية فيما بينها.

 

4) العمل على إقامة تنظيم مشترك، ينظم، ويوجه، ويقود العمل المشترك، على أساس القواسم المشتركة، التي لا تتناقض مع أسس قيام الحزب اليساري العمالي.

 

5) الحرص على الدور الفاعل للطبقة العاملة في العمل المشترك، من أجل ان يصير لها دور في تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية، ومن أجل أن يثبت ذلك الدور الفاعل، والدور القيادي، والطليعي، للطبقة العاملة.

 

6) الانطلاق من أن نجاح أي عمل مشترك، وفي أي مستوى من مستوياته، يرجع فيه الفعل بالدرجة الأولى إلى الحزب اليساري العمالي، وإلى مساهمة الطبقة العاملة.

 

ومساهمة الحزب العمالي اليساري في إنجاح العمل المشترك، المنسق، والمفعل لجهود أحزاب اليسار، وفي ظل سيادة عولمة اقتصاد السوق، يعتبر مسألة مهمة، وأساسية في هذه المرحلة لإثبات:

 

1) وجود اليسار العمالي المرتبط بإيديولوجية الطبقة العاملة، والساعي إلى تنظيم الطبقة العاملة، وقيادتها، في أفق تحقيق طموحاتها في الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

2) حرص هذا اليسار على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

3) حرصه على تجميع الأحزاب اليسارية للعمل في أفق بناء الدولة المدنية الديمقراطية، والعلمانية، باعتبارها دولة للحق والقانون.

 

4) الارتقاء باليسار إلى مستوى اعتماد الممارسة الديمقراطية في البناء الإيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي المشترك، وفي تفعيل العمل المشترك، الذي يعتبر خير وسيلة لتربية الجماهير الشعبية الكادحة على الممارسة الديمقراطية.

 

5) الدخول في صراع لا هوادة فيه مع الإيديولوجيات الإقطاعية، والبورجوازية، واليمينية المتطرفة، باعتبارها متاريس إيديولوجية، تحول دون انتقال الوعي الطبقي الحقيقي إلى الكادحين.

 

6) العمل على تفعيل المنظمات الجماهيرية، وفي مقدمتها النقابات، سعيا إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، وشروط العمل للطبقة العاملة، وسائر الأجراء، وباقي الجماهير الشعبية الكادحة.

 

7) إدخال النضال الجماهيري، والسياسي، في صيرورة لا تعرف التوقف، أو التراجع، أو مهادنة الطبقات الحاكمة، حتى تحقيق الأهداف المسطرة، والانتقال إلى نضال أرقى.

 

8) التفاعل مع الواقع في تجلياته المختلفة، سعيا إلى تطوير أداء اليسار، في إطار العمل المشترك، وتطوير الواقع في نفس الوقت، سعيا إلى قطع الطريق أمام إمكانية العودة إلى الوراء.

 

ذلك، أن دور الحزب اليساري العمالي يبقى واردا في هذا الإطار؛ لأنه هو الحزب الوحيد الذي يقوم فيه الانسجام بين مستوياته الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، وما عليه إلا لحرص على هذا الانسجام بين هذه المستويات المذكورة، حتى يستمر في القيام بدوره لصالح وحدة اليسار، التي تعتبر شرطا لتحقيق أهداف اليسار الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.

 

ونحن عندما نتحدث عن الدور السياسي للطبقة العاملة، نجد أنفسنا مضطرين إلى مناقشة مفهوم الطبقة العاملة.

 

إن المفهوم التقليدي للطبقة العاملة، هو مفهوم يجعلنا نقر بان الطبقة العاملة هي الواسطة بين البورجوازية المالكة لوسائل الإنتاج، وبين الإنتاج، وهذه هي  العقدة التي كانت، ولا زالت تعامي منها البورجوازية، التي تسعى، بكل الوسائل، إلى مكننة الإنتاج، من اجل تعويض العمال بالآلات التي تقوم مقامهم، من اجل تكديس الثروات التي تقف وراء إفقار الشعوب.

 

ونظرا للتحول الذي يعرفه مسار الإنتاج، فإن الطبقة العاملة تعرف أيضا تحولا له علاقة بالتكوين المعرفي، والتكنولوجي، والمعلوماتي، ليصير المفهوم ممتدا إلى المجال التأهيلي، الذي له علاقة وثيقة بمعرفة مجال العمل، وبالتقنيات المرتبطة بطبيعة الإنتاج، وبنوعيته، وبمستواه، وبمردوديته، وبانخفاض مستوى تكلفته، وبتوزيعه، وبأثر ذلك التوزيع على مستوى عيش المواطنين. وهذه العلاقة تجعل المفهوم يتسع ليشمل جميع القطاعات الاجتماعية المساهمة في عملية الإنتاج من بعيد، أو قريب. فالمعلم، والمهندس، والتقني، والمدرب على امتلاك المؤهلات المطلوبة، يساهمون جميعا بطريقة غير مباشرة في عملية الإنتاج.

 

وهذا التنوع في التطور المعرفي، والتكنولوجي، والعلمي، والمعلوماتي، أدى إلى التطور في عملية الإنتاج، التي لم تعد الطبقة العاملة المشغلة لوسائل الإنتاج هي وحدها الواسطة بين البورجوازية، وبين الإنتاج، بل أصبحت هناك وسائل أخرى، إلى جانب الطبقة العاملة، تساهم بشكل كبير في جودة الإنتاج، وفي تنوعه، وفي قيمته. وهذا التنوع في المساهمة في عملية الإنتاج كنتيجة للتطور المتنوع المشار إليه، يصير من اللازم إعادة النظر في مفهوم الطبقة العاملة، حتى يشمل كل المساهمين الوسطاء بين البورجوازية مالكة وسائل الإنتاج، وبين الإنتاج.

 

وانطلاقا من إعادة النظر تلك، فإن الطبقة العاملة تشمل كل العاملين الذهنيين، والعضليين، في عملية الإنتاج من البداية، إلى النهاية، بصيرورة الإنتاج معروضا في السوق بقيمة معينة، تعكس التطور القائم في المعرفة، وفي العلم، وفي التكنولوجية، وفي المعلوميات. ذلك التطور الهائل الذي يقف وراء الأرباح الهالة، التي تحصل عليها البورجوازية.

 

وهذا التحول المؤدى إلى التنوع في مفهوم الطبقة العاملة، هو الذي أضاف الحديث عن الطبقة العاملة المؤهلة، والطبقة العاملة غير المؤهلة، مما يجعل البورجوازية تساهم في خلق تفاوت بين العمال  الذهنيين، والعمال العضليين، تحت يافطة التأهيل، وعدم التأهيل، في الأجور، وفي تقديم المزيد من الامتيازات كرشاوى إلى الأرستقراطية العمالية، التي تصير حاملة للأيديولوجية البورجوازية، ومدافعة عنها.

 

ورغم هذا التحول في المفهوم، الذي أتينا على ذكره، وبسبب التمييز بين العمال المؤهلين، وغير المؤهلين، ونظرا للامتيازات المقدمة إلى الأرستوقراطية العمالية، فإن الطبقة العاملة، بمفهومها التقليدي، تبقى  حاضرة في الصورة، مع إمكانية مراعاة تنوعها بين الطبقة العاملة المؤهلة، والعضلية. وهذا الحضور المستمر، هو الذي يقتضي العمل على مدها بوعيها الطبقي، الذي يعتبر شرطا لتحقيق ذاتها، وللتحرر من الاستلاب الذي يطالها.

 

والطبقة العاملة لا تصير كذلك، إلا بامتلاكها لوعيها الطبقي، وبالعمل المتواصل الذي لا يتوقف أبدا على تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية،  عن طريق الانخراط في المنظمات الجماهيرية المعنية بذلك، وقيادة تلك المنظمات في أفق تحقيق الأهداف الجماهيرية المسطرة، والعمل على الالتحاق بحزب الطبقة العاملة، أو بأحزاب اليسار، أو بتنظيم العمل المشترك بين أحزاب اليسار، من أجل المساهمة الفعلية في تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.