اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد.. !!..34

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

 الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد.. !!..34

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

 

الحزبوسلامي والتعبير عن الانتماء الطبقي:.....9

 

8) الدين الإسلامي لا يصح إلا بقيام الأركان، والحزبوسلامي لا يصح إلا بوجود الأيديولوجية، والتنظيم، والموقف السياسي.

 

والأركان التي يقوم عليها الدين الإسلامي: (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج لمن استطاع إليه سبيلا)، تلعب دورا كبيرا في بث القيم بين المسلمين، الخاصة منهم، والعامة، وتعمل على تطهير المجتمع من الكثير من الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتساعد على تطهير الأفراد منها. وبدون تلك الأركان، لا يكون هناك إسلام.

 

أما الحزبوسلامي فيستحضر تلك الأركان، من خلال الممارسة السياسية استحضارا أيديولوجيا، ويوظفها توظيفا سياسيا، ويستحضر تنظيماته القيادية، والقاعدية، لإحسان استغلال أوقات الصلاة، وجمع الزكاة، وصوم رمضان، وأداء مناسك الحج، لتقريب مسافة إقامة الدولة الإسلامية، التي تأخذ على عاتقها تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

9) الدين الإسلامي واحد، والحزبوسلامي متعدد.

 

ذلك أنه ما دام الدين الإسلامي لله، لا يمكن أن يكون إلا واحدا، كما جاء في القرءان الكريم: "إن الدين عند الله الإسلام"، منذ عهد آدم، ومرورا بإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (ص) إلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها، وإلى يوم القيامة.

 

أما الحزبوسلامي، فإنه يخضع للتعدد، بسبب اختلاف القيادات الحزبوسلامية، وانتماءاتها الطبقية، واختلاف تأويلاتها الأيديولوجية، التي تقتضيها مصلحة كل طبقة على حدة، مما يؤدي إلى الإقرار بوجود عدة أحزاب حزبوسلامية، بدل الحزبوسلامي الواحد، كما هو حاصل في كل بلد من بلدان المسلمين، بما فيها المغرب. وهو ما يجعل بسطاء الناس يعتقدون أن الإسلام متعدد. والواقع غير ذلك.

 

فالذي يتعدد هو التأويلات الأيديولوجية للدين الإسلامي، والتي استمرت منذ مقتل عثمان وإلى الآن، وإلى جانبها التأويلات الفقهية، التي لا تخلوا، في معظمها، من الأيديولوجية. وهو ما يجعلنا نجزم بأن الدين الإسلامي واحد، لا وجود فيه لشيء اسمه اليمين، أوالوسط، أو اليسار. وهذا ما يمكن أن نستنتجه من ممارسة الرسول (ص) تجاه الذين يعتنقون الدين الإسلامي، ومنذ أمره الله بالجهر بالدعوة، وقبل ذلك، أي منذ أن نزل عليه الوحي. وهو يستقبل الأغنياء (أبوبكر) إلى جانب الفقراء، والعبيد (بلال).

 

أما التأويلات التي تستهدف النصوص الدينية، فتعبر عن مصالح المؤولين، الذين قد ينتمون إلى الإقطاع، أو إلى البورجوازية التابعة، أو إلى البورجوازية التقليدية، أو إلى البورجوازية الصغرى. وداخل كل طبقة توجد توجهات يمكن التعبير عن مصالحها بواسطة ذلك التأويل. وهو ما ينتج تعددا في أوساط الأحزابوسلاميين لا يمكن نكرانه، ويمكن ان يقوم بين أطرافها صراع، هو في ظاهره بين إسلام، وإسلام، وفي باطنه هو صراع بين الطبقات، كما يحدث في العديد من المناطق، وفي مختلف بلدان المسلمين.

 

10) الدين افسلامي قديم، والحزبوسلامي رهين بالظرفية السياسية.

 

فالدين افسلامي قديم قدم الوحي، وقدم الأنبياء، والرسل؛ ل "أن الدين عند الله الإسلام"، كما ورد في القرءان الكريم. فجميع الأنبياء، والرسل، وجميع من آمن بهم مسلمون. وقد ترسخ ذلك منذ عهد إبراهيم عليه السلام، الذي سمى المومنين بدعوته بالمسلمين "هوسماكم المسلمين من قبل"، كما ورد في القرآن الكريم أيضا. وليس الإسلام رهينا بنزول الوحي على محمد (ص)؛ لأن كل ماحصل هو الربط بين مرحلة محمد (ص) ومراحل سابقة.

 

والديانات التي تحمل اسم المسيحية، أو اليهودية، وقع فيها تحريف خالف جوهر الإسلام: "وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله". لذلك لا يصح تسميتها بالدين الإسلامي، فسميت بذلك بنص القرآن الكريم، تمييزا لها عن الدين الإسلامي، وإظهارا للتحريف.

 

أما الحزبوسلامي فهو حزب حديث، بالنسبة إلى قدم الإسلام، نظرا لارتباطه بالظرفية السياسية في مراحل تاريخية محددة، توفرت فيها شروط انفراز الحزبوسلامي لتحقيق أغراض سياسية محددة. ومنذ مقتل عثمان بن عفان والأحزابوسلامية تتناسل، وبمسميات مختلفة، وفي مختلف بلدان المسلمين، وستبقى متناسلة إلى ما شاء الله، مادم هناك استبداد، وتخلف، ومادامت الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية منعدمة. فلكل زمان أحزابوسلامية، ولكل مكان آخر أحزابوسلامية. وهكذا... ولا فرق في ذلك بين الأحزابوسلامية التي وصلت إلى السلطة، والأحزابوسلامية التي تسعى إلى الوصول إلى السلطة.

 

فهل يمكن استمرار الحزبوسلامي كما يستمر الدين الإسلامي؟

 

ولعل طرح هذا السؤال يعتبر من باب الفضول، ولكن السياق يقتضي طرحه من أجل استفزاز الأذهان.

 

وفي رأينا فإن الدين الإسلامي يملك بقيمه النبيلة، التي تتحول إلى قوة مادية، قوة الاستمرار بتلك القيم، التي تخالط سلوك الناس، وأفكارهم، ووجدانهم، سواء كانوا مسلمين، أوغير مسلمين، نظرا للتأثير الفاعل لقيم المسلمين في النفوس.

 

أما الحزبوسلامي، فإن أدلجته للدين الإسلامي، سرعان ما تنكشف، خاصة إذا كانت هناك حركة تنويرية رائدة، تمتلك القدرة على كشف الأباطيل المترتبة عن التأويل الأيديولوجي للنص الديني، سواء طال الزمن، أم قصر، مما يؤدي إلى الانصراف عنه، وانحساره في المنتمين إليه، الذين يشرعون في مراجعة أنفسهم، ليعرفوا، بتلك المراجعة، انقسامات لاحدود لها أفقيا، وعموديا ،لا يقوى بعدها الحزبوسلامي، ولا يصير قويا كما بدأ.

 

والتاريخ المليء بأداجة الدين الإسلامي، يحفل بشرذمة الأحزابوسلامية، التي تؤكد ما ذهبنا إليه.

 

وبذلك نرى أن استمرار الحزبوسلامي بأدلجة الدين الإسلامي، باعتبار تلك الدلجة وسيلة لتضليل الكادحين، سيكون غير وارد، خاصة وأن الكثير من الأقلام التي تحترم نفسها قد خرجت عن صمتها، وشرعت في تفكيك الخطابوسلامي، الذي ينتجه المنتمون إلى الحزبوسلامي، ولا بد، في يوم ما، أن يصبح ذلك التفكيك مستساغا من من قبل عامة المسلمين، وخاصتهم، ولا بد أن يواجه الحزبوسلاميون بذلك التفكيك، ولا بد أن يجدوا من يفحم أتباعهم فيتراجعون عن الترجيع، والترديد، ليبقى الحزبوسلاميون منحسرين بخطابوسلامهم المؤدلج للدين الإسلامي.

 

وهل يمكن أن يكون الحزبوسلامي لجميع الناس، كما يدعي ذلك الحزبوسلاميون؟

 

إن إصرار هؤلاء على تطابق خطابوسلامهم، المؤدلج للدين الإسلامي، مع الدين الإسلامي، جعلهم يتوهمون عن قصد، أو عن غير قصد، أن خطابوسلامهم مطابق للدين الإسلامي. وبناء على هذا الوهم، فإنهم يتحولون إلى متنبئن جددا، فيدعون، بناء على ذلك، أن ما يتفوهون به هو من عند الله، ويعطون لأنفسهم الحق في اختلاق أي كلام، ومهما كان بذيئا، ومنحطا، وينسبونه إلى الرسول الذي ننزهه عما يختلق باسمه.

 

لذلك لا يمكن الأخذ بذلك التطابق، كما لا يمكن القول بأن الحزبوسلامي لجميع الناس، ومهما كان ما يدعيه في مصلحة الناس الدينية، ومهما كثر أتباعه في مرحلة معينة، فإن الحزبوسلامي هو حزب للمقتنعين بأدلجة الدين الإسلامي الذي قد تختلف الطبقات التي ينتمون إليها، ولا يمكن أبدا أن يكون حزبا لجميع المسلمين، مهما كانت التسميات التي يحملها، حتى ولو كان الإسم الذي يحمله هو "حزب الله" الذي يقابلونه ب"حزب الشيطان" الذي يطلقونه على الأحزاب المخالفة لحزبهم.

 

وهل تطابق أيديولوجية الحزبوسلامي الدين الإسلامي؟

 

ولعل هذا السؤال قد يكون من باب لغو القول، إلا أننا، عندما صغناه، كان هدفنا التخصيص في إعمال العقل، وفي أدلجة الدين الإسلامي، من أجل النظر في أباطيلها، ومقارنتها بحقيقة الإسلام الساطعة، التي تجعلنا ننكر كل ما تبثه الأدلجة القائمة على استغلال الدين الإسلامي في الأمور السياسية.

 

وقد كان من اللازم الوقوف على ضرورة إعمال العقل العلمي، الذي لا يعني إلا دراسة الواقع دراسة عينية، تقودنا إلى معرفة حقيقة الإسلام، وحقيقة الأدلجة، وبيان الفرق بينهما، والغاية من الإسلام، والغاية من أدلجة الدين الإسلامي، وانعكاسها على واقع شعوب المسلمين من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب.

 

وكف أن الإسلام لا يحتاج إلى قوة الحديد ليصل إلى عمق النفوس؟

 

وكيف أن أدلجة الدين الإسلامي تفرض على المجتمع بقوة الحديد والنار؟

 

ودراسة الواقع في أبعاده التاريخية، والعقائدية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تساعد إلى حد كبير على فهم ما يقوم به مؤدلجوا الدين الإسلامي، وما يجب عمله لجعل الدين الإسلامي بريئا من الأدلجة، وانخراط المسلمين في حماية الإسلام منها، عن طريق التمييز بين مالله "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا"، وما للبشر"وامرهم شورى بينهم".

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.