اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كلام معرفي وعرفاني بالنص القرآني -//- ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كلام معرفي وعرفاني بالنص القرآني

ذياب مهدي آل غلآم

يقول النبي عن الله  (ص) في القرآن الكريم :

( ان الله وملائكته يصلون على النبي ،يا ايها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما،الاحزاب آية 56 ) . والمقصود هنا بكلمة يصلون هي الصلة بين الله والمؤمنين وليست الصلاة الاعتيادية المعروفة لدينا كما يفهمها البعض ، لان الله لا يصلي على احد بل ان الاخرين هم الذين يصلون عليه . هنا اختلط الامر على الفقهاء في التفسير . لان القرآن يؤول ولا يفسر ، ( ولما لم يأتهم تأويله،يونس 39) ، ولم يقل الله جلت قدرته تفسيره وبين اللفظتين فرق كبير، فالتفسير يعني تفسير النص لغويا ، بينما التآويل هو تأويل النص علميا . وهناك فرق بين الفقهاء والعلماء ، فالفقهاء هم الذين يفقهون الناس في علم الشريعة

(وما  كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ،التوبة 122) . اي ليكونوا فقهاء فيه . وليس في العلوم البحتة التي أحتوى جزء منها القرآن كما في نظريات جدل الكون والانسان ، يقول الله : ( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثلٍ وكان الانسان اكثر شيء جدلا ، الكهف 54 ) . وآيات اخرى كثيرة تتطرق الى الجبال والامطار والحركات الكونية وتكوين الاجنة ، كلها بحاجة الى تأويل علمي بحت بعيدا عن عاطفة الفقهاء ورأي الاخرين . ولا زال التفسير عاجزا عن اعطاء الحقيقة المطلقة لها لعجز المفسرين عن أدراك الحقيقة القرآنية . واذا كان كذلك فهل نحن الآن نقرأ قرآنا ناقصا في المعرفة والتأويل ؟ , اذا كان كذلك فكل اسلامنا اليوم تدجيل .

اذا تتبعنا الآيات القرآنية وتعمقنا في دراستها نجد ان القرآن الكريم هو كتاب هداية وعقيدة أساساً ، وليس كتابا في العلوم النظرية او التطبيقية ، ولا يَقصد ان يضع نظريات او حقائق علمية مجردة ، وأنما يسوقها في معرض الهداية والارشاد . لذا لايصح ان يحشرالقرآن الكريم حشرا في تفسير الاتجاهات العلمية المختلفة ، لان العلم في تطور مستمر قد يضع القرآن في موقف الحرج غداً عندما تتغير القناعات العلمية رغم ثبات النص وحركة المحتوى . كما في آيات الأماء والمتعة وحقوق النساء التي جاءت ناقصة عند الفقهاء ورجال الدين ، الذين نظروا اليها بأعتبارها ناقصة عقل ودين ؟. وحتى يتهربوا من فعلتهم ، الصقوها بالامام علي(ع) وهو بريء منها وجاءت بلا سند ثبت أكيد .

ان القرآن الكريم يفتح لنا مجال الحرية التامة في الفكر والاعتقاد ( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا،الكهف 29) . كما اننا نرفض القول بأنه توجد آيات في الكتاب غير قابلة للفهم كما يدعي بعض فقهاء التفسير ، والا لو كانت كذلك فلا داعي لورودها في القرآن ، او لاصبح القرآن حشوا لا لزوم لبعض اياته ، وحاشى ان يكون القرآن كذلك . فكل آية وردت في القرآن لها تفسير . فنظرية الترادف اللغوي في التفسير لم تبقِ لنا من رأي،فأين الحقيقة ؟ .

وهل نستمر ان نقبل تفسير القرآن على علاته دون تحقيق ..؟ وهل يبقى المقدس مقدسا حتى لو حصل فيه التدليس؟

فالعلماء هم المتخصصون في العلوم البحتة (انما يخشى الله من عباده العلماء،فاطر 28 ) .

فأذا علمنا ان القرأن هو كتاب الوجود المادي والتاريخي  والمقيد بقواعد البحث العلمي والتفكير الموضوعي ، رغم كونه ليس كتابا في النظريات العلمية ، فهل تنطبق عليه عبارة "هكذا اجمع الفقهاء اوما قاله السلف الصالح كقاعدة في التفسير" ومن هم هؤلاء الفقهاء ؟ ومن هم السلف الصالح ؟ فهل نبقى في المجهول ، ليعتمد تفسيرهم في النص القرآني بشكل شمولي دون حق لنا في التفصيل ؟.هذا غير جائز ابدا لكون القرآن حقيقة موضوعية خارج الادراك الانساني . من هنا فقد ترك التأويل مفتوحاً للعلماء مجتمعين لا منفردين ، وليس للفقهاء الذين من حقهم التحدث بنص الاية الكريمة ،(وما يعلم

تأويله الا الله والراسخون في العلم،آل عمران آية 7). والاية جاءت بصيغة الجمع للعلماء وليست بصيغة المفرد ، اذ ليس بأستطاعة العلماء تأويل القرآن الا مجتمعين لاحتواء الاية الواحدة على تخصصات علمية متعددة ، وهذا ما يتعذر على الفقهاء فهمه ، لذا فهم اساؤا الى

النص اكثر من ان احسنوا اليه ، وهذه اشكالية كبيرة لابد لنا من الالتفات اليها لحلها لنتخلص من التفسير القرآني الاحادي وفق نظرية الترادف اللغوي الخاطئة الذي بنيت على الحدس والتخمين وبه أضاعوا المعنى العلمي واللغوي للنص القرآني وجعلونا في تيه لا نعرف له من نهاية ، فاعطوا لأنفسهم التقديس دون دراية . فهل ستبقى العقيدة لمجرد الترديد ؟ ام لينتفع منها الناس اجمعين ؟ وهل تبقى المذاهب الاجتهادية

عبر الزمن وسيلة من وسائل التخلف والتفرقة والتهديد أم وسيلة من وسائل الجمع والتعضيد ؟ ومن قال لك ان المذاهب الاجتهادية ملزمة التنفيذ او هي جزء من الدين ؟ بعد ان راح زمانها وتبدلت لغتها ومقاصدها فعلام التشدق بالماضي الميت السحيق . كل الدول التي تقدمت تطورت بفعل تطور عقيدة الدين الا نحن ، فهل نحن نختلف في الخلقة عن الأخرين ، والديانت السماوية كلها جاءت من رب العالمين ؟ أفتونا يا فقهاء التفريق ؟

الاسلام ليس دينا للعبادة والشعائر كما يتصور البعض ، بل دين عبادة وثورة فكرية للانسانية جمعاء وتطبيق ، نأمل ان يُقرأ ويُفهم ويُطبق لنتخلص من كل ما لحق بنا من شوائب وأدران عوقت مسيرتنا الحضارية كل هذا الزمن الطويل . وليس له وكلاء على الأرض فهو لا يعترف برجال الدين ولا يخولهم حق الفتوى على الناس ولا يمنحهم ملبسا خاصا كما عند رجال العهد القديم ، أذن لماذا احتكار الدين وهيبة ونفوذ مرجعيات الدين ،فالقانون أولى بالتنظيم .

:- ان معوقاتنا واضحة للعيان ، هي

الخروج من المنهج التقليدي والتقيد بمنهج البحث العلمي الموضوعي الذي عدوه حراما مطلقا .

فلا حرام في المنهجية العلمية . وليس لدينا نصا في التحريم  وعدم اصدار الاحكام المسبقة قبل البحث فيما نريد بحثه ، لذا فالبحوث كلها جاءت اما ناقصة او مشوشة . كما في حقوق المرأة في الاسلام . حين عزلت عن المجتمع وعاشت بلا حقوق في الارث والوصية وحقوق الزواج والطلاق وقدم المساواة مع الرجل كما اراد لها الاسلام ، ولا زالت هي ناقصة عقل ودين كما يدعي الفقهاء متهمين الامام علي (ع) بها ، وهم الخاطئون .

عدم اهمال الفلسفة الانسانية لتحديد الحرية المطلقة ، حتى وصل الحد بهم الى تحريم علم الفلسفة التي هي اصل العلوم ، وما علومنا التي نتغنى بها اليوم الا من نتاج افكار فلاسفتنا العظام امثال الكندي وابن سينا وأبن رشد والاخرين .

ايجاد وتحقيق نظرية في اسلامية المعرفة الانسانية مأخوذة حصرا من القرآن الكريم . وشطب الاتهام بالزندقة والهرطقة والكفر والالحاد لكل فكر نير يريد الاصلاح . ان ليس كل فكرانتجه الانسان هو عدو للاسلام بالضرورة . ان المشكلة تكمن في غياب المنهج المعرفي في التعيين .

الازمة الفقهية ، نحن بحاجة الى عصرنة الراي الفقهي والدخول بمناقشة اراء وطروحات الفقهاء الخمسة المعتمدين في الاسلام ،( الفقه الشيعي ، الفقه الحنفي ، الفقه الحنبلي ، الفقه المالكي ، الفقه الشافعي ) واعطاء البديل ، للذي يستحق من اجتهاداتهم من تغيير بعد ان ابتعدنا عن عصورهم كثيرا ًوان كانوا هم الاساس الذي يجب ان لا يهمل . فهي بحاجة الى تحديث ؟ .

هكذا لخصت ما قرأت آخيراً ....

كما جاء في بحث الدكتور عبدالجبار العبيدي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.