اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكليبتوقراطية ونفاخات يزيد بن معاوية -//- ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

اقرأ ايضا للكاتب

ذياب مهدي آل غلآم

الكليبتوقراطية ونفاخات يزيد بن معاوية

مقال لصاحبه كما وصلني ......

مرت عشر سنوات على الأحتلال الامريكي للعراق ، حمل لنا هذا العام الكثير من المقالات.. يستوقفني مقال دافيد كوكبورن في صحيفة الاندبندنت وعنوانه " كيف تحولت بغداد الى مدينة للفساد".. كوكبورن زار العراق مؤخرا وهو يقول ان في بغداد اليوم حكومة "كليبتوقراطية".. لم افهم كلمة كليبتوقراطية.. بحثت عنها في القاموس الانكليزي ووجدت ما يلي :"الحكومة التي تستخدم السلطة من اجل سرقة موارد البلد".. "كليبتوقراطية" من اليونانية تعني حكم الحرامية.. حكومة الحرامية!! الصورة هنا نشرتها الاندبندنت مع مقال كوكبورن لاعطاء فكرة عن عراق حكومة الحرامية.

في الاسبوع الماضي شاهدت تقريرا عن العراق بثته احدى المحطات الفرنسية.. هذا التقرير ترك حيزا كبيرا للكاميرا لكي تصور شوارع بغداد.. شوارع بغداد بدون تعليق.. صور معممين بلحاهم القبيحة.. ماركات تجارية في قمة الابتذال.. جدران الفصل الطائفي.. بغداد مدينة للكونكريت.. عشر سنوات وليس هناك مَعْلم واحد جديد غير الكونكريت.. الكاميرا تستمر بالتصوير.. الكاميرا تقترب من ساحة الفردوس.. وهنا تظهر لافتة سوداء وعليها عبارة مكتوبة باللون الاصفر:"الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن"!

احسست بسعادة وانا ارى هذا الشعار.. سعادة من يرى الواقع يعري الاسطورة.. عشر سنوات منهج حسيني والنتيجة هو حكومة حرامية..عشر سنوات ومنهج الحسين في الحكم وبميزانية تقارب ترليون دولار..اي ما يقارب حاصل جمع ميزانيات العراق خلال ثمانين عاما.. والنتيجة ان زخة مطر تُغرق "عاصمة الثقافة العربية"!! عشر سنوات من الفساد المالي والسياسي الذي يضع البلد اليوم على حافة الانهيار.. وكل ما تملكه حكومة الحرامية هو شعار "الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن" !!

"الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن" ..مفارقة مضحكة مبكية.. ففي العراق اليوم ليس هناك مواطن وبالتالي ليس هناك وطن.. الاصل اللغوي لمصطلح المواطن مصدره القانون الروماني وهو يعني "الرجل الحر".. اما "الفرد" الذي بناه "منهجهم" خلال عشر سنوات والذي نراه اليوم امامنا فهو فرد يتحرك بفتوى.. ينكح بفتوى.. يتظاهر بفتوى.. ينتخب بفتوى.. لانهم علموه ان "المواطنة" هي طاعة السيد اوالشيخ اوالمذهب !.. وطاعة ( السيد او الشيخ ) تعفيه من كل مسؤولية وطاعتهم فوق الوطن والناس .. ( التقليد : أن ترجع الى فقيه ؟ فتفعل ما أنتهى رأيه الى فعله ؟ وتترك ما أنتهى رأيه الى تركه ؟ من دون تفكير! وإعادة نظر ! وتمحيص ! ) كن حمار مربوط بيد الفقيه !؟ " اجلكم الله " وهذه الفكرة الاتكالية في المذاهب الاسلامية ، هي من مخلفات مشايخهم وساداتهم وفرقهم ، التي تعتبر الدين مجرد طاعة الامام وان طاعة الناس للامام تبطل التمسك بقواعد الاسلام كالصلاة والصوم الخ ( لآنها فروض كيفية ) تُأجر ان نفذتها وتعاقب عكس ذلك ما بعد الحياة !.. وهذا الاعتقاد الاتكالي ينتج "ايمان" شكلي لايكترث بجوهر المعتقد.. لا غرابة ان ترى اليوم "عبد السادة" يسرق ويذهب بعد ذلك للبكاء امام شباك الحسين نافحا للسيد خمس ما سرق ، ويخرج ضاحكا مرتاح الضمير.. انها ثقافة مفاتيح الجنة ، وهذا عبد الله واخوه في الدين عبد علي ، يجز رؤوس الناس بأسم الله اكبر او بكاتم للصوت وهو يبتسم ، كطفل نزل توا من ارجوحة.. انها ثقافة مراجيح الجنة.. وعبد الصمد يفجر نفسه ويقتل الناس لايهم صغيرهم من كبيرهم رجل كان ام امرأة ، وهذه من ثقافة نكاحوا حوريات الجنة ، التي يسلمها لهم النبي "ص" ببابها بدل رضوان خادمها!.. حيث "المواطن" هو زعطوط ابدي. وهؤلاء المتنفذين ارباهم وقادة ضرورية لقيادة القطيع المدجن بالخرافة والبدعة والشعوذة ( هكذا اعتقد ) !.

ماكيافلي هو رائد الفكر السياسي الحديث لانه علّم اوربا درس الواقعية السياسية.. وفحواه انك اذا اردت ان تحكم على شخصا حاملا شعار فلا تعر اهمية للشعار.. انظر الى رافع هذا الشعار.. شاهد كيف يتصرف في حياته اليومية.. انظر الى انجازاته ودعك من كل خطاباته الاخلاقوية الكاذبة.. من هنا فان "منهج الحسين" هو ليس مقولات مفبركة تتحدث عن الصدق والشجاعة و"هيهات منا الذلة" الى اخره من الاسطوانة الروزخونية المشروخة.. الفكرة الكاذبة تقتل كما يقول البير كامو.. تريد ان تعرف ما هو منهج الحسين.. انظر لمن يدعي تطبيقه.. تريد ان تعرف نوعية المواطن الذي بناه "منهج الحسين".. شاهد كيف يتصرف "عبد الحسين" في حياته اليومية.. في معاملاته مع الناس.

قبل تسعة اشهر تقريبا وبالتحديد في نهاية شهر تشرين الثاني من عام ٢٠١٢.. قام مئات الشيعة باقتحام شركة بتروناس الماليزية النفطية العاملة في الناصرية وتخريبها.. هل تعرفون لماذا.. لان عمال مطعم الشركة علقوا بضعة بالونات في سقف قاعة المطعم خلال وجبة عشاء ذلك اليوم الذي صادف في عاشورا.. الشيعة الذي يعملون في الشركة نقلوا واقعة البالونات الى سكان المنطقة المحيطة بالشركة وقالوا لهم ان الماليزيين يحتفلون بذكرى انتصار يزيد بن معاوية على الحسين في كربلاء!! تصورا .. هذا هو "المواطن" الذي بناه منهج الحسين.. بضعة نفاخات علقت سهوا في ذكرى وفاة الامام تجعله يقتحم شركة ويخربها ويهدد حياة العاملين فيها.. اما مليارات الدولارات التي تسرقها حكومة الحرامية فلا تحرك فيه شعره.. "المواطن" عبد الحسين يقطع مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام لزيارة قبر الحسين.. ولكنه لا يحرك ساكنا لرفع الازبال المتراكمة على مسافة بضعة امتار من بيته.. هذا هو الواقع.. ليس بالشعارات وحدها تبنى الاوطان.. ماكيافلي ينتصر .. نفاخات يزيد بن معاوية تنفجر بوجه الحرامية.. الحسين يُقتل من جديد !! ودائما بسبب زعاطيط السياسة ! ومراجعهم المذهبية ، والمتنفذون الذين يوجههم الاحتلال ودول السور البغيضة ، من اجل مصالحه ...  وللكليبتوقراطية مآربهم الآخر ...؟

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.