حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

  (اللهم انصر بوش) !

 لم تكن الحاجة فخريه  سياسية , ولا متابعة للأخبار, ولا تعرف ماذا يدور في العالم , ولا يربطها مع أمريكا من رابط . لم تعرف عن بوش شيئا قبل دخول قواته العراق, وإطاحته صدام ونظامه . لم تكن الحاجة غير امرأة عراقية مظلومة حد النخاع , اعدم صدام أولادها الأربعة , فارقها زوجها من شدة حزنه على أولاده , ظلت الحاجة تنتظر يوما ترى فيه نهاية لصدام ونظامه .

جاء ذلك اليوم , فرحت الحاجة وهللت وصامت شكرا لله . فيما بعد عرفت ان وراء نهاية صدام رجل اسمه بوش . سمعها  جارها , تدعو قائلة (اللهم انصر بوش على كل الحكام العرب) . حاول ممازحتها قائلا: (حجية حرام عليج , تدعين الله ينصر بوش على حكام العرب المسلمين . بوش مو مسلم , وهذا حرام) . أجابته قائلة: (أتروح لو أدعو الدعوة الجبيرة , لان بعدني ما كَايلتها , قال لها (كَولي) قالت: ((اللهم انصر بوش على امة محمد)) !.

ربيع  ثورات وانتفاضات الشعوب العربية , التي تعيش في نصف الكرة الشرقي صادفه خريف في الغرب . هبت من الغرب ريح محملة بروائح المصالح والنفط , حملت هذه الريح أوراق شجر الحكام المتساقطة وحمتها من سحق أقدام الثوار. ساقت ألينا رياح الغرب غيوم خوف أولاد العم سام على مدللتهم إسرائيل من صعود الحركات الأصولية المتطرفة , أو الأحزاب الإسلامية المتشددة , على أكتاف ثورات الشباب العربي المنتفض حينها يقع المحذور, ومنهم من برز خوفه جليا من صعود نجم تنظيم القاعدة.

لذلك ظل ربيع الثوار العرب محاصرا , برياح: النفط , والمصالح , والخوف , والريبة والتشكيك . بعد الموقف المخزي والمريب للغرب , مما جرى ويجري في: ليبيا واليمن والبحرين من مذابح , ترتكبها السلطات ضد شباب يطالب بالتغيير, لابد لنا ان نضع ملايين علامات الاستفهام على مواقف وتحركات بعينها !.

ما معنى ان تدعو أمريكا المعارضة اليمنية في ان تتفاهم مع حاكم اليمن حول مبادرته, التي ختمها بمجزرة على الشبان المعتصمين !؟.

أين مسؤولية أمريكا الأخلاقية في حماية الشعوب وتطلعها نحو الديمقراطية؟.

ما معنى التردد الأمريكي والموقف المتذبذب من الثورة في ليبيا لغاية الان ؟.

لماذا ظل الموقف البريطاني والفرنسي وحيدا في تبنيه الشدة ضد القذافي ؟.

حكام اليمن وليبيا والبحرين , اندفعوا بقوة للأمام , وفتكوا بالمتظاهرين المطالبين بالتغيير , بعدما لمسوا الوهن في الموقف الغربي !.

حتى صاحبنا (الشيخ) اوردغان , أصبح له وجهان .هو من دعا مبارك للتنحي وذكره بيوم الحساب , لكنه نسى الآخرة ويوم الحساب , وتذكر مصالح تركيا والشركات التركية , بعدما ساوى بين  جلاد ليبيا القذافي , وبين ضحاياه من الشعب الليبي!.

الجامعة العربية , موقفها الحاسم والقوي من نظام ليبيا لم يكن وليد موقف صحوة شرف متأخرة, أو إنساني واخوي وتضامني مع الشعب الليبي , بل هو موقف عداء مكشوف, وتصفية حسابات , قادتها السعودية ضد خصمها اللدود القذافي .

من يفسر لنا قوة موقف الجامعة العربية ضد ليبيا , وسكوت الجامعة العربية على مذابح اليمن والبحرين وعلى التدخل الخليجي في البحرين ؟.

هي نفس الجامعة , بنفس الرموز والوجوه الكالحة , الذين دعوا أمريكا وتحالفوا معها, لطرد جيش صدام من الكويت !.

نفس تلك الوجوه الكالحة , التي تآمرت على انتفاضة العراقيين في آذارالعام 1991, تتآمر ألان على شعب البحرين .

مما رشح من مواقف وأحداث نستنتج: ان الغرب عموما , وأمريكا خصوصا في عهد اوباما , ليست صاحبة قرار حاسم بالوقوف مع الثوار المنتفضين .

ما حدث في مصر وتونس حدث بإرادة شبابها وليس بفعل قوة خارجية .

ربما يغض الغرب وأمريكا الطرف على الانتفاضات والثورات , التي تحصل في البلدان الفقيرة غير النفطية مثل تونس ومصر , أما إذا حدثت في بلدان نفطية , أو مناطق مجاورة للبلدان النفطية , فخير دليل على  ذلك موقفهم المريب ما جرى ويجري في البحرين وليبيا واليمن !.

على الشعوب العربية والثوار معرفة حقيقة تدعمها وقائع التاريخ , لا إرادة فوق إرادة الشعوب.

قد تطيل حقن التجميل وعمليات الشد الغربية من عمر الأنظمة , لكنها لا تستطيع ان تمنعها من السقوط ..

هل الحاجة فخرية نموذج عراقي بسيط أم هي نموذج  تمثل الكثير من العرب؟.

لا قوة  تستطيع ان تمنع شلالا من السقوط

2011-3-16

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">'+addy_text69922+'<\/a>'; //-->  h