حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

عروس الدجيل وعريس زيونة

 (إذا لم تستجب لطلبنا فإمامك خياران، الأول الاستقالة المبكرة، الثاني الاجتثاث من الدنيا، وقد اعذر من انذر) .هذا نص رسالة تهديد بعثها مفوض شرطة محتال ومزور , يعمل في مركز شرطة زيونة إلى الدكتور رهيف  ناصر العيساوي معاون عميد كلية التربية ابن رشد. مختصر القضية:ان للمفوض المذكور شهادة مزورة , طلب من الدكتور تمريرها , لم يوافق الدكتور الشجاع على طلبه , أرسل المفوض سيلا من التهديدات منها ما ذكر في بداية المقال , النتيجة ان الدكتور اعتقل وعذب من قبل المزور بتهمة كيدية وفق المادة 4 إرهاب!! .

للدكتور رهيف , الذي لم أتشرف بمعرفته سجل حافل بالاقتصاص من المزورين , فهو كشف لغاية قبل اعتقاله 240 شهادة مزورة , وضعت هيئة النزاهة يدها عليها , منها شهادات دكتوراه وماجستير. منحه أمين العاصمة تكريما لكشفه الكثير من الشهادات المزورة , نفس السبب دعا أمين العاصمة للإشادة بالدكتور العيساوي وشجب ورفض الإجراءات القمعية والتعسفية التي اتخذت ضده .

سمع السيد رئيس الوزراء بقضية الدكتور العيساوي , أمر بإطلاق سراحه واعتقال المفوض وعصابته , بعد ان نال الدكتور رهيف المقسوم من التعذيب والاهانات !!.

كل هذا والحكومة متسامحة  لان المزورين (أصحاب عوائل  اضطرتهم الظروف للتزوير )هكذا قال بعضهم عن المزورين!.

بالأمس القريب أقمنا الدنيا ولم نقعدها , لان احد أفراد عصابة التاجي  اندس ومارس جرائمه تحت مسمى وظيفي هو ناشط في حقوق الإنسان !!.

اليوم يقوم مفوض عمله الأساس الحفاظ على الأمن و صيانة كرامة المواطن وحماية القانون .قام هذا المفوض بانتهاك القانون والإساءة المتعمدة لمواطن شريف وشجاع .

فما الفرق بين الاثنين ؟

لو وافق الدكتور رهيف تحت الضغط والتهديد ومرر شهادة المفوض المزور شاكر كريم حمود , وأصبح هذا المفوض المحتال والمزور ضابطا  بفضل شهادة مزورة.

كم عدد من سيظلمون تحت يده, ما هو حجم الفساد الذي سيمارسه , كم سيتقاضى ليطلق سراح الإرهابيين ويحبس الأبرياء؟ .

التزوير علة العلل , هو بمثابة وباء , هو اقوي مرتكزات الفساد, على الحكومة والبرلمان تشديد العقوبات على المزورين الجهلة , الذين يسرقون جهود المتعلمين ووظائفهم !!.

 ان حبس هذا المفوض وجماعته غير كافيين , ولم يرد الاعتبار للدكتور رهيف ولا لعائلته , مثلما فعلنا بفراس الجبوري وعصابته علينا فعل الشيء نفس بالمفوض وعصابته . يجب عرضهم في الفضائيات والتشهير بهم , هي دعوة للزملاء الكتاب لتسليط الضوء على القضية باعتبارها قضية رأي عام

 أتذكر قضية  حدثت في زمن البكر , قام طالب بقتل عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة . ذهبت لجنة تحقيق من بغداد ومعها موافقة البكر التحريرية على بياض , في حالة صدور حكم بالإعدام.  تشكلت المحكمة وحكم الطالب بالإعدام , ونفذ الإعدام في مكان الحادث , في اليوم التالي .مثلما حل بفراس الجبوري وعصابته يجب ان يحل بالمفوض وعصابته.  يجب ان تأخذ القضية بعدها الإعلامي.

عروس الدجيل استشهدت وهي مظلومة , الدكتور رهيف الذي احضر الى مركز شرطة زيونة بموكب يشبه زفة العرس , خطف من أهله كما خطفت عروس الدجيل من موكب عرسها.

(عريس زيونة) الدكتور رهيف حبس واهين واعتدي عليه , وهو مظلوم  كما عروس الدجيل ولا فرق بين  الجريمتين !.

المضحك المبكي ان المزورين يطاردون عددا من التدريسيين بتهمة كيدية منها تحرير شيكات مزورة بأسماء الأستاذة بمبالغ كبيرة .يودع الاساتذة السجون لفترات طويلة , قضية التأكد من تزوير التوقيع لا تتطلب الكثير من الوقت , لكن وراء الأكمة ما وراءها .

 يبدو ان ما يحصل في العراق ألان يشبه إلى حد بعيد تلك الأيام السوداء , التي عاشها العراقيون في ظل تجاوزات البعثيين , والتي ألهمت الشاعر الكبير والخطيب المفوه الدكتور الشيخ الوائلي رحمه الله لان يكتب قصيدته العصماء المعنونة بغداد , التي يقول في بعض أبياتها :(بغداد يومك لا يزال كأمسه

صور على طرفي نقيض تجمع

ويد تكبل وهي مما يفتدى

ويد تقبل وهي مما يقطع)

2011-6-17

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.