اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هل نبدل مسلة حمورابي ببعير إعرابي؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
حسن الخفاجي

هل نبدل مسلة حمورابي ببعير إعرابي؟

                                      حسن الخفاجي

 

العراق جوهرة الشرق ، درة الماضي المشرق ،سلم الحضارة الإنسانية ، مسلة أول القوانين البشرية . العراق بلد الحرف الأول في التاريخ ، بلد النور ، عراق الحضارات ، بلد لا يحتاج من سكنه للحفر عميقا كي يبحث عن تاريخه وحضارته ، لا حاجة للبحث في الكتب عن دوره في كتابة تاريخ البشرية ، لا حاجة للنظر في خرائط العالم لتعرف أهميته الجغرافية . عراق تضم تربته دماء الثوار ، وشخصيات انحنى لها عظماء العالم ، عراق تنتصب فيه هامة علي ، وقامة الحسين ، و غيرة العباس ، وصبر الكاظم ، وحكمة أبو حنيفة النعمان ، و صوفية عبد القادر الجيلاني . عراق الواسطي والمتنبي والجواهري ، عراق القرامطة والحلاج ومعروف والكرخي. عراق الرافدين ، والاهوار ، والجبال ، والصحارى ، والسهول . عراق تقاتلت جيوش الزعماء والقادة الطامعين لضمه لممتلكاتهم . عراق التنوع السكاني الديني والمذهبي والقومي . عراق العدل حين حكم علي ، عراق الظلم حين حكم الحجاج وصدام . عراق الأولياء ، والأنبياء ، والقادة ، والكتاب ، والمفكرين ، والعلماء . عراق الشمس والنخل ودجلة والفرات والنفط . عراق الشبع حد البطر والجوع حد الموت !. عراق الفن والحياة ، عراق الحروب والموت بالجملة والمفخخات والكواتم ، عراق الزهور والمسارح والكتب وريش الرسامين ، وغناء المطربين . عراق "الريل وحمد ودجلة الخير".  يعرف الغرباء قيمته وحضارة شعبه ونبوغهم ، ولا يعرف قيمته وقيمة شعبه اغلب من حكموه !!.

 

العراق جوهرة نفيسة لكن اغلب من امتلكوها لا يعرفون قيمتها !

 

اغلب من قادوا العراق لا يعرفون قيمة العراق جيدا !. لذلك تجد ان اغلب من حكموا العراق كان قرارهم مرتبط بأجندات الخارج ، والغريب ان بعض الساسة أصبحوا دمى بيد الإغراب . منهم من كان صاحب نزعة فردية مريض لا يقدر الخارج ، ولا يعرف قيمة الداخل، لذلك تعامل مع شعبه بالقمع والتجاهل وفضل الإعراب والإغراب على العراقيين!.

 

شرعية الحكومة في العراق نالتها بالانتخاب ، وشرعية الانتخابات لم تمنحها دول وأنظمة دكتاتورية ، شرعية الانتخابات العراقية منحتها: الجماهير العراقية التي عانقت الصناديق تحت التهديد وتحت دوي الانفجارات ، الذي منح الانتخابات شرعية إضافية هم: ممثل المنظمة الدولية ، وممثل الجامعة العربية ، والمراقبون الدوليون . مع كل هذه الشرعية ومع قوة موقف من سيصبح حاكما على العراق في الفترة القادمة ، مازلنا نسمع من أعضاء في اغلب القوائم المرشحة للفوز لغة استجداء المواقف ، ولغة التوسل بالملوك المتهرئين ، أو بأنظمة حكم عائلية ، وأنظمة أخرى (منغلة) لاهي ملكية ولاهي جمهورية . مازال بعض ممثلي الكتل التي ستفوز يطلب من الآخرين تغيير نظرتهم للعراق واحترام إرادة العراقيين !!!!!!!.

 

بودي ان يجيبني هؤلاء على سؤال محدد.

 

كيف نطلب من الذي لم يحترم إرادة شعبه ان يحترم إرادة العراقيين ؟

 

نحن استغربنا كما استغرب الشاعر الشعبي العراقي قبلنا حينما قال: "حرامي يحلف المبيوك والمبيوك يتعذر من الباكه" .

 

كيف للساسة ان يطلبوا الشرعية من لصوص وطغاة تحكموا على رقاب شعوبهم ؟.

 

هل حكومتنا المنتخبة هي من يجب ان تهاب وتخاف وتحرص على إقامة علاقات مع أنظمة قمعية أم العكس ؟

   بعد أعوام من مقاطعة اغلب الأنظمة العربية لحكومتنا الشرعية. هل قتلنا الجوع ،أم ضربنا الجفاف ؟ لأنهم شحوا علينا بالماء والمطر. العراق بلد خيرات ، العراق بخير، فقط لو كفوا أذاهم عنا "ابخيرهم ما خيرونه ابشرهم عموّا علينه".

 

على ساسة العراق ان يعرفوا قيمة تجربتهم وقيمة العراق ، ويتركوا الآخرين بخوفهم وقلقهم من هذه التجربة وتأثيرها على شعوبهم .

 لماذا لا يبادروا ولو مبادرة ويكسروا جليد طائفيتهم البغيضة ؟ .

 هل مطلوب من الساسة الجدد ان يقدموا الطاعة والولاء لساسة دول الجوار، وكأنهم يريدوا أن يستبدلوا شموخ العراق وتاريخه بمواقف ورضا العربان والجيران عنا .

 

أراهم يقايضوا مسلة حمورابي ببعير إعرابي !.

 لماذا يطلبون منا دائما الحفاظ على هويتنا العربية ؟

 

هل عرضنا عروبتنا بسوق نخاسة ، أم منحنا الجنسية العراقية للهنود، والباكستانيين، والبلوش ، والأقوام الأخرى؟ مثلما فعل بعضهم لغرض موازنة التركيبة الطائفية في بلدانهم!.

 

لماذا لا يكون العراق أولا شعارنا ؟ مثلما فعلت وتفعل الكثير من الدول العربية .سمعنا عن مصر أولا، وسمعنا عن الأردن أولا ، ومع إننا لم نسمع عن السعودية ، أو سوريا ، أو المغرب أولا، إلا ان واقع حال وقوانين هذه البلدان تعطي الأولوية لشعوبها .

 

أليس من المفروض ان نفعل مثلهم وتصبح الهوية العراقية أولا ؟ وبعدها تأتي الهوية العربية ،لان التنوع العراقي يحتم ذلك.

 

لماذا نحن من يجب ان نطمئن قلوبهم المرعوبة منا؟ .

 هل يملك العراق الحالي الكيمياوي المزدوج ، أم جيش صدام ، أم السياسة التي تخيف الآخرين؟

 

مع ان العراق الحالي بلد مسالم إلا ان وزير خارجية الكويت قال: " عن تخوف الكويت من العراق" !.هو لم يعني تخوفه من قوة العراق العسكرية ، هو يخاف مما ستنتجه تجربة العراق الديمقراطية على كافة الأصعدة: السياسية، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية . لا يريدوا للعراق ان ينفذ المشاريع الإستراتيجية العملاقة والاستثمارات . ، خائفون من شفافية عقود النفط ومواردها التي ستفضح سرقاتهم والتي ستعيد للعراق مكانته الاقتصادية والسياسية بين الدول .

 

اغلب دول الجوار والإقليم تخاف وتخشى على أنظمة الحكم فيها من عدوى التجربة العراقية ، وفيهم من يرغب بأن يجلس على كرسي الحكم في العراق حاكم ضعيف ، دمية يحركونها حسب رغباتهم !

 

الكل لا يحب ان يبرز في العراق قائد تاريخي مستقل القرار تفرزه انتخابات ديمقراطية ، لان هذا القائد سيؤثر حتما على مستقبل هذه الأنظمة !.

 

لذلك تسلط بعض الدول الضالعة في التأمر على التجربة العراقية الضوء على أقزام إتباع ، يريدوا ان يخلقوا حولهم هالة إعلام لتلميع صورتهم البائسة كقادة ، حتى تظل هذه الدول تخلق الأزمات ، وتمرر مؤامراتها على التجربة العراقية عبر هؤلاء الأقزام الذين يثيرون الأزمات والتشرذم دائما.

 أين أصبح رهان دول الجوار عن الحرب الطائفية التي أشعلوها ؟.

 من الذي اخمد نيران الحرائق الطائفية ، أين أمراء حروب الطوائف؟.

 أين استقر من هرب منهم؟.

 ما هو مصير من ظل ممسكا بطائفيته دون عراقيته ؟.

 وكم نسبة الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات الأخيرة؟.

 لترتفع قامة الساسة العراقيين حتى تصل لمستوى هامة ناخبيهم ، الذين لقنوا أمراء الطوائف ، و أقزام دول الجوار وإذنابهم أمر الدروس .

 

متى يفهم ساستنا ان دول الجوار ودول العرب يعملون لمصالحهم أولا ؟ هم لا يرغبون بعراق ديمقراطي يحكمه من يمثل الأغلبية . لان هذا يؤثر سلبا على الأسر الحاكمة والأنظمة الجمهورية القمعية ،هي ليست مسالة أمزجة ، هي قناعات لقد بانت ملامح هذه القناعات ، عبر طلب أكثر من مرشح بان يكون الرئيس عربيا ، كي يخرقوا أهم بند من الدستور وإذا نجحوا في ذلك فسيكون كل الدستور في خبر كان ، وتلحق به كل التجربة الديمقراطية ، و"تعود حليمة لعادتها القديمة "

 

"قزم واقف خير من عملاق راكع"

 

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.