كـتـاب ألموقع

تسوية تاريخية ولصوص تاريخيون// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسن الخفاجي

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 18 كانون1/ديسمبر 2016 13:12

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 2647

الموقع الفرعي للكاتب

تسوية تاريخية ولصوص تاريخيون

حسن الخفاجي

التسويات التاريخية بحاجة الى قادة تاريخيين، من يرى في نفسه الكفاءة ليكون قائدا تاريخيا يجب يبدأ خطواته بالقضاء على الفساد والمفسدين، لانه مطلب لكل العراقيين، باستثناء اغلب الساسة. من يقضي على الفساد يصبح حبيب قلوب العراقيين ويمنحونه ثقتهم، غير ذلك فلا أهمية للتسوية بعراق منهوب من ساسة  اغلبهم فاسدين ولصوص. التسوية مع من اتهموا بالفساد واللصوصية تصبح ضحكا على ذقون العراقيين.

التسوية بشكلها الحالي هي مصلحة مشتركة لساسة الشيعة والسنة، لان الطرفين  فرغت جعبتهم ولا مشروع لديه، ويريدون أشغالنابالتسوية كي لا يحاسبهم الشعب على فشلهم خلال ثلاثة عشر عاما.

التسوية والمصالحات دائما يسعى اليها المهزوم وليس المنتصر. وما يحصل في العراق هو العكس ولا نعرف السبب!.

التسوية تكون بين أطراف متخاصمة معروفة.

من هي أطراف التسوية ولماذا لم يصرح القائمون عليها بأسماء الجماعات المشمولة بها؟.

التسويات والمصالحات تعقد بعد ان يقر المذنب بذنبه ويطلب الصفح فمن أقر بالذنب وطلب الصفح.

تعقد التسوية بين أطراف متخاصمة تملك القرار الوطني بالصلح والتسوية.

هل تملك أطراف التسوية قرارها المستقل بمعزل عن  دول الجوار والإقليم؟

من يضمن الا تنقلب أجنداتهم بعد حين؟.

التسوية تعقد مع من يعترف بالعملية السياسية ويقر بنتائجها. بعض من طرحت عليهم ورقة التسوية ورفضوها، هم شركاء في السلطة منذ إطاحة صدام، البعض الاخر مع الحكومة في الصباح ومع الدواعش في ألليل، واخرون اعلنوها صراحة انهم ضد العملية السياسية، بعضهم ارهابيون، وبعضهم تعامل مع الإرهابيين بعناوين مختلفة، اغلب هؤلاء لا يريدون تقاسما للسلطة ولا يقبلون باقل من السلطة كاملة.

زاد مشروع التسوية ساسة السنة والشيعة أنقساما فوق انقسامهم.

من يملك سلطة اعلى من سلطة القضاء ليعفوا عن القتلة والارهابيين؟.

بتاريخ ٢٠١٦/١١/٣٠ كتبت مقالا بعنوان لا تسوية الا باستفتاء شعبي. في حال اصرار التحالف الوطني ومن معه على طرح التسوية، عليهم الرجوع الى العراقيين باستفتاء شعبي، كي تنال تسويتهم المشروعية من العراقيين او ترفض. البحث عن مباركة دول الجوار والإقليم وحتى الامم المتحدة لا تعطي للتسوية المشروعية، لان مشروعية الخارج دون مشروعية العراقيين لا قيمة لها.

ما قيمة التسوية دون أخذ رأي وموافقة الحشد الشعبي وكل فصائل المقاومة وهذا الفصائل هي من تدافع عن العراق وتقدم الشهداء.

التسوية التاريخية ان تمت فإنها ستأكل رؤوس المشتركين بها سياسيا والانتخابات القادمة ليست بعيدة وستكون خير برهان على افلاس اغلب الساسة، ان حصلت الانتخابات دون تزوير وصوبات وبطانيات ووعود بقطع أراضي وتعينات ومبالغ مالية.

 المعارك ضد الاٍرهاب متشابه، لكن ثمة فوارق بين معركتنا ضد الاٍرهاب ومعركة سوريا، اهم هذه الفوارق: ان سوريا لم تفرط بانتصاراتها العسكرية على الاٍرهاب وتلازم مسار نجاحها العسكري بنجاحها السياسي والدبلوماسي، واستعملت الباصات الخضراء لنقل الإرهابيين اكثر من استخدامها لاوراق تسوية ونجحت نجاحا باهرا بتجنيب الكثير من المناطق السورية الدمار. لاتنفعنا التسوية دون تطبيق تجربة سوريا في الباصات الخضراء، ان لم نحتاجها لنقل الإرهابيين فإننا نحتاجها حتما لنقل دواعش السياسة، بدل ان نقدم لهم أوراق تسوية بمثابة أطواق نجاة، بعد ان رفضهم جمهور ناخبيهم لما سببوه من كوارث لمناطقهم. ان لم تستخدموا الباصات الخضراء على دواعش السياسة، ربما سيضطر الشعب لاستخدامها، لنقل كل  الطبقة الساسة الى الخارج، بعيدا عن العراقيين كي ينعم شعبنا بالهدوء والاستقرار والامان وكي نعيد بناء البلد ونستعيدما سرق منا.

  وأخيرا  من حقنا ان نسأل اذا كانت التسوية تاريخية، لماذا لا تبدأ بمحاسبة اللصوص ام تتركهم ليصبحوا لصوصا تاريخيين ؟. 

"العفو عن الذئاب عقوبة للخراف"

• < السابق
• التالي >