اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مسؤولية النظام السعودي والإدارة الأمريكية في استمرار المجزرة باليمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حامد الحمداني

مقالات اخرى للكاتب

 مسؤولية النظام السعودي والإدارة الأمريكية

 في استمرار المجزرة باليمن

08/04/2011

 

منذُ مطلع شهر شباط الماضي والشعب اليمني يخوض نضالاً سلمياً من أجل الحرية والديمقراطية في اليمن الذي ابتلى بنظام حكم دكتاتوري عشائري متخلف منذُ 32 عاما، حيث قاد الضابط المغمور علي عبد الله صالح انقلاباً عسكرياً، واستطاع الاستيلاء على الحكم في تشرين الأول عام 1979 ليؤسس هذا النظام الفاشي الجاثم على صدور الشعب اليمني التواق للحرية، ومارس كل الوسائل والسبل لتزييف إرادة الشعب اليمني كي يستمر على رأس السلطة، مدعوماً من قبل أبنائه وأقاربه الذين بوأهم أعلى المناصب العسكرية والأمنية والإدارية، حتى تحول نظامه إلى نظام حكم العائلة، كما فعل سلفه صدام في العراق تماماً. لقد مل الشعب اليمني من وضعه المأساوي، وضاق ذرعاً بعصابة علي عبد الله صالح، مطالباً بالتغيير، وفسح المجال لإقامة نظام حكم ديمقراطي في البلاد، متخذاً من التظاهر السلمي وسيلته الوحيدة لتحقيق التغيير المنشود في البلاد.

 

لكن الدكتاتور صالح بدلاً من يستجيب لإرادة الشعب المتمثل بالمظاهرات التي عمت كافة مدن البلاد،وضمت ملايين الشباب اليمني الذي يعاني من البطالة والتهميش والفقر، والهادف لتأمين مستقبل آمن يحقق له حياة كريمة في ظل نظام قائم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وقد أرعبته تلك المظاهرات الشبابية لجأ إلى استخدام القوة في محاولة لفض المظاهرات والاعتصامات.

 

لكن محاولات النظام باءت بالفشل في ثني الشباب، بل زادت من عزمهم وتصميمهم على تحقيق التغيير مهما عظمت التضحيات، وتصاعدت أعداد المنظمين للتظاهرات والاعتصامات في مختلف المدن اليمنية لتثير قلق النظام الذي أخذت أركانه تتزعزع، وبادر العديد من أعوان النظام يتخلى عنه، ويعلن انضمامه إلى الحركة الديمقراطية للتغير، مما جعل الدكتاتور يفقد أعصابه، ويدفع بأجهزته القمعية للتصدي لانتفاضة الشعب، باستخدام السلاح، وغاز الأعصاب السامة، التي حصدت أرواح المئات من الشباب، وإصابة الألوف بجراح، وبالتسمم.

ورغم استمرار نظام صالح في التصدي لاتنفاضة الشباب، وتصاعد أعداد الشهداء والجرحى فإن الإدارة الأمريكية والنظام السعودي يقفان حائلا دون إسقاط نظام صالح بحجة تعاون صالح مع الولايات المتحدة في محاربة القاعدة التي اتخذها صالح ذريعة لدعم نظامه الذي يوشك على الانهيار.

 

لكن الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن الانتفاضة التي يقودها الشباب لا علاقة لها مطلقاً بالقاعدة، والكل يدرك أن القاعدة صناعة أمريكية بتمويل سعودي، وكل عناصر القاعدة تخرجوا على أيدي منْ يسمون أنفسهم برجال الدين!! الذين يتولون إدارة المدارس الدينية، المرتع الخصب لعناصر القاعدة التي نشروها في مختلف بلدان العالم، بما عرف بالأفغان العرب، والبوسنيون العرب، والشيشانيون العرب، والكوسوفيون العرب، وغيرها من بلدان العالم التي لا تأتمر بإرادة الولايات المتحدة الأمريكية. والكل يدرك العلاقة التي ربطت زعيم القاعدة أسامة بن لادن بعائلة الرئيس الأمريكي السابق بوش، ومشاريعهم الاستثمارية المشتركة في الولايات المتحدة.

 

إن السبب الحقيقي لموقف حكام السعودية من انتفاضة الشعب اليمني هو الرعب الذي ينتابهم من قيام نظام حكم ديمقراطي عند حدودهم الجنوبية، وخوفهم على نظامهم الخارج من العصور الوسطى، والغارق في الرجعية والاستبداد، حيث لا برلمان ولا دستور ولا قوانين مدنية، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة التي تدعي برغبتها بنشر الديمقراطية والحرية في مختلف بلدان العالم، والتي تدرك تماماً طبيعة هذا النظام المتخلف عن العصر، ما زالت تدعمه وتحميه منذ جرى اللقاء بين الرئيس الأمريكي روزفلت ومؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود على ظهر الطراد الأمريكي [كويني ] في البحيرات المرة، وسط قناة السويس.

 

وكان الرئيس روزفلت قد بعث بلجنة رئاسية إلى الشرق الأوسط برئاسة [هارولد أكس] زارت كل من السعودية والعراق وإيران والكويت والبحرين وقطر، وعند عودتها قدمت تقريرها إلى الرئيس والذي بدأ بالعبارة التالية:

{ إن بترول الشرق الأوسط هو أعظم كنز تركته الطبيعة للتاريخ، وأن التأثير الاقتصادي والسياسي لهذا الكنز سوف يكون عظيماً.

وخلص التقرير للقول:

إن الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول البترول، لا يعرف أحد نظيراً لها في الدنيا، وأن السعودية هي شمس هذه المجرة، فهي أكبر بئر بترول في الشرق الأوسط، وأن الظروف فيها مناسبة، حيث فيها الملك عبد العزيز آل سعود يريد شيئين، المال وحماية العرش، وإن على الولايات المتحدة أن تقوم بتأمين ذلك.

وبالفعل فقد تم ترتيب الأمر مع الملك عبد العزيز عندما التقى به الرئيس [روزفلت] على ظهر الطراد الأمريكي [كويني] في البحيرات المرة، وحصلت أمريكا على نفط السعودية بموجب الاتفاق بين الملك وشركة[أرامكو] المؤلفة من أربعة شركات نفطية هي [نيوجرسي] و[تكساسكو] و[سوكال ] و[سكسوني] بنسب متساوية.

 

لقد وقف رئيس أكبر شركة نفط أمريكية [سكسوني فاكوم ] عام 1945 ليقول بالحرف الواحد :

{ إن إدارة شؤون البترول تختلف عن إدارة شؤون أية سلعة أخرى، ذلك أن شؤون البترول في 90 % منها سياسية، و10 % منها فقط بترول، وإذا كان محتّماً على الولايات المتحدة أن تدير شؤون البترول في العالم، فإن عليها أن تدرك طوال الوقت بأنها مطالبة بأن تفعل ذلك حتى خارج حدود سياستها الإقليمية، وخارج قيود القانون الدولي إذا دعا الأمر ذلك}.

 

إذا من أجل البترول تجد الولايات المتحدة نفسها ملزمة بحماية النظام في السعودية، وتلبية كل مطالبه، لأن هذا الموقف يتعلق بالمصالح الأمريكية، ولهذا السبب بالذات نجد الولايات المتحدة تقف هذا الموقف المتردد من دعوة الدكتاتور علي صالح للرحيل عن السلطة كي لا تزعج النظام السعودي الذي ينتابه القلق على مستقبل نظامه على الرغم من استمرار المجزرة التي اقترفها وما يزال نظام صالح للتشبث بالحكم ولو على جماجم الشباب اليمني المناضل من أجل مستقبل أفضل.

 

إن الولايات المتحدة مدعوة إلى الضغط على النظام السعودي لأجراء إصلاحات جذرية في البلاد تستجيب لمطالب الشعب السعودي التواق للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وان تمارس الضغط الحقيقي على الدكتاتور علي صالح للرضوخ لإرادة الشعب والرحيل عن السلطة، والكف عن سفك دماء الشباب اليمني التي تراق كل يوم، فلا مفر من الرضوخ لإرادة الشعب الذي عقد العزم على إسقاط هذا النظام مهما غلت التضحيات.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.