اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خليل(القسم الثالث والأخير)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خليل

(القسم الثالث والأخير)

حامد الحمداني

5/8/2013

8ـ كيف تقرأ دور العشائر في العهدين الملكي والجمهوري

الجواب

لقد كان شيوخ العشار في العهد الملكي العوبة بأيدي الشخصيات الرئيسية الحاكمة بدأ من نوري السعيد، ورشيد عالي الكيلاني، وصالح جبر، وجعفر العسكري، والوصي على عرش العراق عبد الإله، وكثيراً ما استخدمت تلك العشائر في حسم الصراعات السياسية بينهم كما جرى في ثورة العشائر  في الفرات الأوسط ، وثورة العشائر في الرميثة، وثورة العشائر في سوق الشيوخ على عهد الملك غازي، وبالإمكان العودة إلى تلك الثورات في الصفحات 174- 189 في الجزء الاول من كتابي [صفحات من تريخ العراق الحديث].

أما في عهد ثورة 14 تموز فقد تغير الحال على أثر صدور قانون الاصلاح الزراعي وسحب الأراضي من كبار الشيوخ الاقطاعيين، وتوزيعها على الفلاحين، حيث تم سحب البساط من تحت اقدم شيوخ العشائر الاقطاعيين، وفقدوا السلطة التي كانوا يتمتعون بها  في أجهزة الدولة، وسلطتهم المطلقة على الفلاحين الذين كانوا يقودونهم طعاماً للثورات التي جرت آنذاك تنفيذاً لأطماع الشخصيات الحاكمة المتصارعة على السلطة.

إلا أن انتكاسة ثورة 14 تموز بسبب انقلاب القوى البعثية والقومية على سلطة عبد الكريم قاسم من جهة، والخلافات التي حلت بين سلطة عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وانشقاق الحزب الوطني الديمقراطي، كل ذلك قد ادى إلى اضعاف موقف عبد الكريم قاسم.

وهذا ما ساعد القوى القومية والبعثييين على انتهاز الفرصة لتجميع كل المعادين لثورة 14 تموز وأجراءاتها التقدمية وفي مقدمتها قانون الاصلاح الزراعي، وقانون الاحوال الشخصية الذي انصف المرأة، وقد التفت هذه القوى الرجعية وفي مقدمتها السيد محسن الحكيم الذي لعب دورا بارزاً في التآمر على حكم عبد الكريم قاسم، ودعم انقلابيي 8 شباط الفاشيين.

9ـ و ما دور الحزب الشيوعي في العهد الجمهوري، و ما هو سبب ضعف هذا الحزب في الحاضر؟

الجواب

لم يرق للمحتلين الامريكان أن يجدوا في اي بلد حزب شيوعي قوي يلعب دوراً  اساسيا في البلاد، فكيف يروق لهم وجود حزب شيوعي قوى في العراق، وهم  الذين حاربوه بكل ما أوتوا من قوة.

لقد اشركوا السكرتيرؤ الام للحزب الاستاذ حميد مجيد موسى في مجلس الحكم  من أجل تحييد الشيوعيين، لكنهم لم يفسحوا له المجال لدور بارز في شؤون  الحكم، وفي اعتقادي أنه ما كان لقيادة الحزب الاشتراك في تلك العملية السياسية البائسة، ولو وقف الحزب خارج العملية السياسية، وسعى لتقوية تنظيماته، والعمل على تطويرها كماً ونوعا، ويقف مؤيداً لأي أجراء يخدم قضايا الشعب، ويرفض ما يضر بمصلحة البلاد، لكان وضعه اليوم اقوى بكثير وكسب جماهيرية واسعة، ولف حوله الاعداد الغفيرة من الشيوعيين القدامى الذين آثروا الابتعاد عن الحزب نتيجة  لاختلاف نظرتهم لسياسته، ولكان اليوم في وضع افضل بكثير .

10ـ   ماهي قراءتك للوضع السياسى الراهن؟ خصوصا هناك مخاوف من تقسيم العراق؟

الجواب

الوضع العراقي الحالي على اسوأ ما يكون جراء العملية السياسية الفاشلة التي قادها الحاكم الامريكي بريمر، والتي اعتمدت مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية، والتي اوصلت العراق إلى الحرب الأهلية الطائفية عامي 2006 و2007 ، وعزل الطائفة السنية عن المشهد السياسي، مما مكن البعثيين وحلفائهم القوميين إلى اللجوء للأعمال الارهابية من تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات، والتي قابلتها ميليشيات الطائفة الشيعية بالمثل لتغرق العراقيين في نهر من الدماء، وما تزال الصراعات بين الطرفين تجري على قدم وساق مهدةً بنشوب حرب طائفية جديدة لا تبقي ولا تذر إذا لم تعالج الأمور قبل فوات الأون.

أن اية محاولة لتقسيم العراق لا تعني إلا بداية للحرب الأهلية، وعلى الساعين لتقسيم العراق إن يفكروا بعمق وبعد نظر فإن النتائج لن تكون بصالحهم على اية حال، وانا يحدوني الأمل أن تعود اواصر الأخوة بين العراقيين عرباً وكرداً، شيعة وسنة، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين، فإن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، والعراق يتسع الجميع أذا ما توفر له حكومة و طنية صادقة ونظيفة، وبما يتوفر له من امكانيات مادية وبشرية  قادرعلى خلق جنة بأرض العراق تسعد الجميع، وعلى قدم المساواة، بصرف النظر عن الدين والطائفة والقومية.

11ـ حسب الوثائق ان الحكومة البريطانية ما كانت على علم بثورة 14 تموز، هل يعقل ذلك؟ وكيف لحليفة مثل الحكومة البريطانية ولها وجود عسكري و سياسى في العراق ان تكون على غفلة  من الثورة؟

الجواب

هذا غير صحيح اطلاقاً حيث أن الثورة فاجئت الغرب مما افقدها صوابها فسارعت بريطانيا فور نجاح الثورة إلى انزال قواتها العسكرية في الاردن، والولايات المتحدة إلى انزال قواتها اللعسكرية في لبنان، ودعت حلفائها في تركيا وإيران، اعضاء حلف بغداد، بتحشيد جيوشها لغزو العراق واسقاط الثورة.

لكن الموقف الحازم والحاسم للإتحاد السوفيتي آنذاك، وتهديد الغرب بالحرب دفاعاً عن ثورة العراق، وتحشيد قواته العسكرية على الحدود التركية والايرانية، وتوجيه انذار حاسم للغربيين اسقط في يدهم، واضطروا في نهاية المطاف للأعتراف بالوضع الجديد للعراق على أمل اسقاطه عن طريق التآمر،  وهذا ما جرى فعلا في الثامن شباط 1963 على ايدي عملاء امريكا البعثيين وحلفائهم القوميين سافكي الدماء.

12- كيف تصف علاقة بين عبدالكريم قاسم و الحزب الشيوعي العراقي؟ لماذا حرم هذا الحزب من مشاركة السلطة في عهد قاسم؟

الجواب

الحزب الشيوعي  كان أول احزاب جبهة الاتحاد الوطني الذي تم ابلاغ قادته بموعد الثورة، وقد وقف الحزب إلى جانب الزعيم عبد الكريم قاسم وسعى بكل جهد لحماية الثورة واضعاً كل قدراته بتصر قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم. وعندما جرى تشكيل حكومة الثورة جرى اسثناء الحزب الشيوعي من المشاركة في الحكومة بدعوى لا يثير قلق الغرب في ذلك الظرف الحرج من عمر الثورة. ومع ذلك سكت الحزب عن عدم المشاركة حرصاً منه على مستقبل الثورة.

وكانت العلاقة بينه وبين قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم على احسن ما يكون، واستطاع الحزب أن يكون سيد الشارع دون منازع، وجرت انتخابات النقابات والجمعيات والاتحادات وفاز بها الشيوعيين بجدارة، وعندما جرى تشكيل المقاومة الشعبية كانت قيادتها بيد الشيوعيين. وكانت صحافة الحزب تكتب بكل حرية، حتى أن وزير الاعلام الاستاذ حسين جميل أمر بوقف صحيفة الحزب [اتحاد الشعب]، وتم اعادتها من قبل الزعيم فورا، مما دفع بحسين جميل إلى الاستقالة من الحكومة.

لكن اصرار الحزب على المشاركة في الحكم واستخدام الظاهر في مسيرة الاول من ايار 1959التي ضمت المليون مشارك وهو يهتفون [عاش الزعيم عبد الكريم، الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم] هي التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل، فقد صار الزعيم على قناعة أن الشيوعيين قاب قوسين أو أدنى من الوثوب للسلطة، وأن الخطر يأتيه من الحزب الشيوعي، وليس من القوى البعثية والقومية التي تآمرت على الثورة في اول ايامها، وقد ساهمت القيادة اليمينية في الحزب الوطني الديمقراطي بتأجيج مخاوف الزعيم من الشيوعيين، مما جعله يقرر تقليم اظافر الحزب، وابعاده عن سائر المنظمات والنقابات والمقاومة الشعبية التي سحب منها السلاح  ثم الغاها، وهكذاعالج الزعيم خطأ الحزب بخطأ أفدح، فلو كانت المقاومة الشعبية موجودة يوم 8 شباط لما نجح الانقلاب، وهكذا دفع الحزب، ودفع الزعيم عبد الكريم قاسم ثمنا باهظاً جدا، فكل ما حدث في العراق من ويلات ومآسي ومصائب هي نتاج انقلاب 8 شباط 1963 المشؤوم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.