اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

• حزب شيوعي لا أشتراكية ديمقراطية - الصفحة 2

 لكن الاقلية تمسكت بمؤتمر بازل ووقفت الى جانب القضية الاشتراكية ضد الاكثرية الساحقة في احزابها ، فبرهنت على انها اممية بالفعل لا بالقرارات والالفاظ الجوفاء . فنادى ( مكلين ) في انكلترا ضد الحرب واستيق الى السجن وخطب ( كارل ليبنخت ) في المانيا في الرايخ وقاد مظاهرة خارج المجلس ضد الحرب وسيق الى السجن كذلك . وعارضها ( جان جوريس – مؤسس الأومانتيه ) في فرنسا فأغـتـيـل في يوم اعلانها ( 11 أغسطس 1914 ) وعارضتها كتلة البلاشفة في الدوما فارسل اعضاؤها جميعا الى سيبيريا .

وهذه بعض مقتطفات ما كتبه لينين عن كارل ليبنخت (( لقد نادى كارل ليبنخت عمال المانيا وجنودها لتحويل بنادقهم ضد حكومتهم انه فعل هذا علنا في منبر البرلمان ثم قاد مظاهرة في ميدان ( ... ) ووزع نشرات طبعت سرا حاملة شعار ( تسقط الحكومة ) وقد القي القبض عليه وحكم عليه بالاشغال الشاقة .. (( لم يكتف كارل ليبنخت بأن هاجم بدون رحمة في خطبه ورسائله بليخانونيي بلاده وبتروسوفييها ( شيدمان ليجن ) فحسب لكنه هاجم جماعة الوسط ( كاوتسكي ) أيضا .

ترون ان الاكثرية اصبحت أكثرية عددية لاتمثل مصالح جماهير البروليتاريا بل مثلتها الاقلية و لم يبق هنا قيمة للضبط و التقيد به اذ اصبح في غير مصلحة البروليتارية.

لقد خالف كارل ليبنخت وصديقه ( وتوريل )وهما اثنان من بين ( 110 ) نواب الضبط الحزبي وحطما (( الوحدة )) مع الوسط والشوفينيين ووقفا ضدهم جميعا ان ليبنخت وحده يمثل الاشتراكية ، يمثل قضية البروليتاريا اما بقية الاشتراكيين الديمقراطيين الالمان جميعا فانهم على حد تعبير روزا لوكسمبورغ ( احد مؤسسي الحزب الشيوعي الالماني ) جثة نتنة فطيسة .

ان خيانة قيادة الاممية الثانية وانهزامهم بشكل مفضوح الى جانب حكوماتهم البرجوازية ، ووقوف متذبذبي الوسط موقف العاجز والمساعد للاولين ، كل ذلك حتم على (( الاقلية الضئيلة )) الامميين بالعمل – الذين عرفـوا فيمــا بـعـد بيساريي (( زمروالد )) – الانفصال عن الشوفينيين الخونة واعلان افلاس الاممية الثانية ، فدعا لينين الى عقد مؤتمر اممي في ( زمروالد ) ثم في ( كينتال ) وثالث لم يحضره اليساريون وعرفت هذه المؤتمرات بأممية زمروالد وبحركة زمروالد وكانت اهداف يساريي زمروالد ، وعلى رأسهم لينين والحزب البولشفي ، ايقاف الحرب الامبريالستية باثارة حرب اهلية وباعلان أفلاس الاممية الثانية وتأليف اممية ثالثة .

لم تشترك في حركة زمروالد من الاحزاب الكبيرة سوى الحزب البولشفي والوسطيين الالمان ، ومع ذلك لم يؤلف يساريو زمروالد سوى الاقلية اذ أن الاكثرية الساحقة كانت للوسطيين . وقد اتصفت الحركة بهم لذلك انفصل عنها اليساريون منذ مؤتمرها الثاني ( كينتال ) ونشروا بيانا مستقلا ، وهذا ما قاله لينين في هذا الصدد : (( اننا لا يمكننا الاستمرار على البقاء في مستنقع زمروالد ، ولايجب ان نبقى في حلف مع اممية بليخانوف وشيدمان الشوفينية لاجل ( كاوتسكي ) ... علينا ان ننفصل حالا عن هذه الاممية علينا ان نبقى في زمروالد لاجل الاستخبارات فقط .. علينا ان نؤسس حالا وبدون تأخير اممية بروليتارية ثورية جديدة ، او بالاحرى ، علينا ان نعلن بصراحة وبدون خوف ان هذه هي الآن قائمة وتعمل .. انها اممية أولئك ( الاممين عمليا ) .. ( يساريي زمروالد ) .. انهم وحدهم ممثلو الجماهير الاممية الثورية ، وليسوا مفسخي الجماهير .. ومن الحق ان يقال ان أمثال هؤلاء الاشتراكيين قليلون ، لكن ليسال كل عامل روسي نفسه كم كان في روسيا من الثوريين الواعين حقيقة قبل ثورة شباط – آذار 1917 .. (( فليست المسألة ( أذن ) مسالة اعداد بل هي التعبير عن فكر وسياسة البروليتاريا الثورية الصادقة ))

ولنأخذ بعض الامثلة عن سلوك لينين والحزب البولشفي في هذا الخصوص وموقف لينين من (( ايسكرا )) بعد سيطرة الانتهازية على تحريرها . كان قد وضع اقتراحين في المؤتمر الثاني لقئمة محرري جريدة الحزب أيسكرا احدهما يحتوي على ستة اشخاص ( لمارتوف ) والآخر ثلاثة اشخاص ( للينين ) فقرر المؤتمر ان تؤلف هيئة تحرير الجريدة من ثلاثة اشخاص وقد تم بالفعل انتخاب الاشخاص الذين رشحهم لينين ( لينين ، بليخانوف ، مارتوف ) ومعنى هذا ان الاشخاص الذين رشحهم مارتوف لم يقبلهم المؤتمر لكن موقف المنشفيك بعد المؤتمر كان موقف المقاطع تجاه الجريدة وتجاه اللجنة المركزية ( التي كانت اكثريتها من البولشفيك ) ولم يكتفوا بالمقاطعة بل اخذوا ينشرون الكراريس والاقاويل والتلفيقات ضد المؤتمر وضد البولشفيك وضد دكتاتورية لينين ( تصوروا اتهام لينين بالدكتاتورية في حين ان الانتخابات للجنة المركزية وهيئة تحرير الجريدة جرت من قبل اكثرية الموجودين اثناء الانتخابات ) بغية ارغام الاكثرية ( البولشفيك ) على التنازل لهم عما يريدون ، فوجدوا في بليخانوف ضعفا استغلوه للأستيلاء هيئة تحرير الجريدة ، ووافق كذلك لينين على ادخال ثلاثة اشخاص اخرين ( أولئك الذين رفضهم المؤتمر ) على هيئة التحرير . قلت وافق على ادخالهم بغية تثبيت السلام داخل الحزب ، ولكنه في الوقت نفسه قدم استقالته من هيئة التحرير وخيرهم في نشرها او عدمه حسبما يتطلبه السلام داخل الحزب

 

انه بالطبع لم يستطع البقاء في تلك الاكثرية لما في بقائه من مسؤوليات ادبية ولكنه رضى (( مؤقتا )) بما حصل معتقدا ان ذلك في مصلحة سيادة السلام داخل الحزب ولكن الامر جاء على عكس ما ادعاه الانتهازيون ، اذ انهم استولوا على لسان حال الحزب ليشنوا حربا على قرارات المؤتمر ويشوهوا الحقائق ولكي يحاربوا اللجنة المركزية التي اصبحت عزلاء بعد فقدان البولشفيك الجريدة ، وهكذا ساءت الامور حتى اضطر البولشفيك الى عقد المؤتمر (( كونكـرس )) وعقد المنشفيك مؤتمرا ( كونفرانس ) خاصا بهم اذ انهم رفـضوا حضور المؤتمر وكانـوا بالفعل يقاطعـون كل شئ لا يتأكدون من الفوز به .

وفي عام ( 1906 ) اضطر لينين والبولشفيك بسبب الحالة الناشئة عن ثورة 1905 -1906 وبسبب عدم وضوح انتهازية المنشفيك ، لدى جماهير العمال الحزبيين والاعتياديين ، الى التوحد ثانية مع المنشفيك ، وحصل هذا التوحـد في استوكهولم ( 1906 ) المعروف بمؤتمر الوحدة . لقد كان هذا المؤتمر يضم أكثرية منشفية (62 ضد 46 بولشفيك ) وهكذا جاءت جميع انتخاباته في صالح الاكثرية المنشفية المسيطرة كما ان اهم قرارات المؤتمر كانت خاطئة لذلك لم يتقيد لينين بها . واكثر من هذا فانه فرض كواجب على الاشتراكيين الديمقراطيين النضال الايديولوجي ضمن الحركة وكشف اخطاء تلك المقررات على ان لايضر ذلك بوحدة النشاط الثوري ، وها اني انقل لكم فقرات من نداء وجهه مندوبو البولشفيك في مؤتمر الوحدة الى الحزب .

( في عصر ثوري كعصرنا الحاضر ، ان جميع الاخطاء النظرية والانحرافات الخططية للحزب تنتقدها الحياة ذاتها انتقدا قاسيا . وهذا ينور ويثقف الطبقة العاملة بسرعة لم يسبق لها مثيل . وفي هذا الوقت ، فان من واجب كل اشتراكي ديمقراطي ان يعمل لخلق الظروف لاثارة النضال الفكري داخل الحزب في القضايا النظرية والخططية نضالا مكشوفا وبأوسع ما يمكن من الحرية ، ولكن يجب ان لا يكون ذلك في اي حال من الاحوال معكرا ومؤخرا لوحدة النشاط الثوري للبروليتاريا الاشتراكية الديمقراطية – لينين . المنتخبات ، المجلد 3 ، ص 467 - .

(( اننا لا نستطيع ، ويجب ، ان لا نتجاهل حقيقة كوننا واثقين تماما من ان مؤتمر الوحدة لم يقرر تماما هذه الواجبات اذ ان المقررات الثلاثة التي هي اهم المقررات للمؤتمر تكشف بجلاء عن الآراء الخاطئة لكتلة (( المنشفيك )) السابقة التي كانت لها السيطرة عدديا في المؤتمر )) ( المصدر ذاته – صحيفة 469 ) .

(( علينا ان نحارب وسوف نحارب فكريا ضد مقررات المؤتمر تلك التي نعتبرها خاطئة ، لكننا في الوقت ذاته نعلن للحزب باسره بأننا ضد الانقسام مهما كان نوعه .. )) – المرجع ذاته صحيفة 471 - .

لقد جئتكم بحوادث عن الاكثرية والاقلية لا لغرض العمل بها بل كحوادث تاريخية قديمة لها صلة بحاضرنا ، حوادث تمت الى موقف الماركسيين الثوريين ( اليوم – الشيوعيين اللينينيين ) ونضالهم داخل الاممية الثانية ، تلك الاممية التي كان لها من الماركسية اسمها ، أما حقيقتها فقد كانت مسيرة من قبل الانتهازية .

كانت الاممية الثانية اممية عمال من حيث تركيبها ، لكنها كانت تؤلف تيارات غريبة عن قضية العمال ، وكانت تؤلف احزابا ونقابات وجماعات ذات ميول سياسية متباينة ليس بينها وحدة ولا تناسق في المبدأ والارادة والنشاط والتنظيم ، اما قياداتها الشكلية فقد كانت بأيدي الوسطيين الذين كان يلذ لهم ان يدعوا ﺒ(( الماركسيين الارثودوكس ) اما قياداتها الحقيقية فقد كانت بأيدي المنقحين الاصلاحيين الانتهازيين وفيما بعد خونة الطبقة البروليتارية المكشوفين . فلينين والبلاشفة او اليساريون المعروفون اليوم بالشيوعيين ، نشأوا وناضلوا في وسط تلك الاممية ولم ينفصلوا عنها انفصالهم النهائي داخل روسيا ايديولوجيا وتنظيميا الا عام 1912 ( في مؤتمر براغ ) وأعني أنفصال البلاشفة النهائي عن المنشفيك . وانفصالهم بمقياس عالمي كان عند وقوع الحرب الامبريالستية عام 1914 اي حين اعلان افلاس الاممية الثانية ، وتم هذا الانفصال تنظيميا وبشكل رسمي عام 1919 بتأسيس الاممية الشيوعية وانقسام احزاب العمال في جميع العالم الى ثورية وانتهازية ، واصبحت القضية حينذاك لا قضية وحدة أو قضية أكثرية وأقلية بل قضية فصل العناصر الثورية وتمييزها عن الانتهازية وتأليف العناصر البروليتارية الثورية في أحزاب شيوعية خالية من الانتهازية دون الالتفات الى الكمية ، وفيما يلي بعض شروط الاممية الشيوعية المفروضة على اقسامها (فروعها) في سبيل الانضمام :

(( الشرط الثاني )) : على كل منظمة تريد الانضمام الى الاممية الشيوعية ان تعمل بطريقة مرسومة وبلا انقطاع على تنحية الاصلاحيين واتباع (( الوسط )) من جميع المراكز ذات المسؤولية في حركة العمال ( في التنظيم الحزبي ، وفي هيئة التحرير ، النقابات ، الكتلة البرلمانية ، الجمعيات التعاونية ، البلديات .. الخ . وتستعيض عنهم بشيوعيين يعتمد عليهم ويجب ان لا يفوتهم ان في بعض الحالات يقتضي لهم في بادئ الامر ان يستعيضوا بعمال اعتياديين بدل(( قادة ذوي أختبار)).

(( الشرط السابع )) : على الحزب الذي يريد الانضمام الى الاممية الشيوعية ان يدرك ضرورة الانفصال المطلق التام عن الاصلاحية وعن سياسة الوسط وعليه ان يقوم بدعاية في سبيل هذا الانفصال ، فيما بين رفاق الحزب في اوسع نطاق وبدون ذلك لا يمكن اتباع سياسة شيوعية ثابتة.

تطلب الاممية الشيوعية بصورة أنذارية وحتمية ان يحدث هذا الانفصال في اقرب وقت اذ أن الاممية الشيوعية لا تستطيع ان تسمح للمعروفين باصلاحيتهم من امثال توراني ومودغلياني ( أشتراكيان أيطاليان ) واخرين بان يكون لهم حق ادعاء عضوية الاممية الثالثة اذ ان حالات كهذه تؤدي الى صيرورة الاممية الثالثة شبيهة الى حد بعيد بالاممية الثانية المتدهورة .

ان الاحزاب طليعة الطبقة البروليتارية الثورية الجديدة _ الاحزاب الشيوعية التي قذف بها رحم الاممية الثانية الى الوجود ، جاءت تمثل المرحلة الاخيرة والفاصلة من مراحل نضال الطبقة البروليتارية لذلك تميزت عن احزاب الاممية الثانية بميزات جديدة هي ، انها احزاب مجاهدة شبه عسكرية ، احزاب تجمع بين بعضها والبعض الاخر وبينها وبين افراد كل منها وحدة في الارادة وفي العمل والتنظيم ، احزاب اصبح في الامكان السير فيها وفق قاعدة خضوع الاقلية للاكثرية ، لكن هذه الاكثرية مقيدة بالخطة اللينينية الثورية ، فان خرجت عنها فلم تعد بالاكثرية الواجب الخضوع لها بل تصبح انحرافا لايتفق ومبادئ الاممية الشيوعية .

وانقل فيما يلي عن خطاب لينين في مؤتمر الاممية الشيوعية الثاني ( 23 تموز 1920 ) ردا على اقوال الرفاق البريطانيين من ان اكثرية الشيوعيين عندهم لا يوافقون على الانضمام الى حزب العمال .

(( يقول لنا الرفيقان تايز ورامزي ان اكثرية الشيوعيين البريطانيين لا يوافقون على الاتحاد ولكن ( عجبا ) هل علينا دائما ان نتفق مع الاكثرية لا ، ابدا ، فاذا كانت هذه الاكثرية لم تفهم بعد اي الخطط هي الصحيحة فلربما كان من الاحسن الانتظار ، كما ان من الاحسن وجود حزبين متوازيين لوقت ما من السكوت عن البت في اي الخطط هي الصائبة . فاستنادا الى اختبارات جميع اعضاء المؤتمر والى الحجج التي ابديت هنا ، فبعد هذا انكم بالطبع سوف لا تلحون علينا بطلب اصدار قرار بتأليف حزب شيوعي موحد في جميع الاقطار . ذلك غير ممكن لكننا بكل صراحة نستطيع ان نعبر عن ارائنا ونعطي تعاليمنا ، علينا ان ندرس القضية التي وضعها على بساط البحث المندوبون البريطانيون في هيئة خاصة ، وبعد ذلك نقول ان الخطط الصحيحة هي الانضمام ( الانضمام غير الاندماج ) الى حزب العمال واذا عارضت الاكثرية ذلك علينا اذن تنظيم الاقلية على حدة وفي هذا اهمية تثقيفية )) ( لينين – المنتخبات – المجلد الحادي عشر صحيفة 217 ) .

وقد حصلت حوادث عديدة من هذا القبيل في اكثر الاقطار عند اول تأليف الاحزاب الشيوعية وعندما كانت في دور تكوينها اذ طغى المرض (( اليساري )) الذي حمله الشيوعيون الجدد الذين لم يكونوا قد تعودوا على الخضوع للضبط الحزبي و على استغلال جميع الامكانيات في العمل العلني ، وعلى تحمل (( دكتاتورية الزعماء )) و (( دكتاتورية الحزب )) في حين كانوا يريدون هم – او بالاحرى يتصورون – دكتاتورية الجماهير لا دكتاتورية الحزب وزعمائه وقد قال لينين عنهم (( من الخير لهؤلاء اليساريين ان ينفصلوا ويؤلفوا حزبهم من ان يشوشوا على الحزب ويعيقوه عن القيام بأشغاله العمليـة والتثقيفيـة والسياسيـة وليجربـوا انفسهم ، هؤلاء الذين يريدون حزبا بدون ان يكون شديد المركزية وبدون ضبط حديدي ، كيف يستطيعون ان يهيئوا للدكتاتورية البروليتاريا ولتحقيقها ولابد ان الحياة – اي الواقع – سيعيد اليهم صوابهم ولا بأس من ان انقل لكم عن الرفيق ستالين حادث طغيان (( الانحراف اليميني والتوفيقية ))في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الالماني . يقول الرفيق ستالين : (( ان المرحلة الثانية من خلافاتنا مع ( بوخارين ) تتصل بما يعرف بحادثة (( وتروف )) و (( تيلمان )) كان وتروف سكرتيرا سابقا لمنظمة هامبرغ واتهم بأختلاس اموال الحزب وطرد من الحزب لهذا السبب ولما كان وتروف هذا قريبا الى تيلمان استغل (( الموفقون )) في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الالماني هذه الحادثة بالرغم من عدم وجود اي تدخل لتيلمان بجريمة وتروف وحولوا قضية وتروف الى قضية تيلمان وشرعوا باسقاط قيادة الحزب السيوعي الالماني الثورية . وانكم بدون شك قد عرفتم من الصحف ان (( الموفقين أورت و غيزهارت )) نجحوا لوقت ما في اكتساب اكثرية اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الالماني لجانبهم ضد الرفيق تيلمان ، وماذا اعقب ذلك ؟ انهم نحوا تيلمان من القيادة وبدأوا يتهمونه بالفساد ونشروا قرارا على هذا النحو بدون علم وموافقة الجنة التنفيذية للكومنترن . وهكذا فبدلا من تنفيذ تعاليم المؤتمر السادس للاممية الشيوعية بمحاربة الميل التوفيقي ، انهم بالفعل اخلوا بهذه التعليمات بشكل فظيع ، انهم حاربوا القيادة الثورية للحزب الشيوعي الالماني حاربوا الرفيق تيلمان ، في صفوف الشيوعيين الالمان ..)) ( ستالين – قضايا اللينينية اختلافاتنا مع بوخارين حول قضايا الكومنترن ، صحيفة 149 ، الطبعة الانكليزية 1940 ) .

ترون ايها الرفاق ان ما اوردناه من هذه الحوادث يعود الى زمن كانت فيه الاحزاب الشيوعية في دور التكوين ، عندما كان الانحرافيون اليمينيون واليساريون اقوياء في الحزب البلشفي وفي الكومنترن واقسامه وكانت الاممية حينذاك تتدخل وتحكم في مثل هذه القضايا ولكنني منذ اكثر من ( 12 ) سنة لم اسمع عن اختلاف اكثرية مخطئة واقلية مصيبة او اي حادث انقسام في الاحزاب الشيوعية الكبيرة . اذ ان عمر هذه الاحزاب واختباراتها وتطهير صفوفها من الانحرافات الغريبة ، كل ذلك مكنها من السير على قاعدة الديمقراطية المركزية ، قاعدة خضوع الاقلية للاكثرية . وان حدث واخطأت الاكثرية فهذا امر شاذ لا يتخذ كقاعدة ، وليس من المحتمل حدوثه في الاحزاب الراسخة واذا حدث فعلا فالاممية الشيوعية كانت السلطة التي لها الحق في الفصل .

ان خضوع الاقلية للاكثرية هي القاعدة الاساسية في الاحزاب الشيوعية وبدونها لايمكن ضبط حزبي ، وحزب مركزي موحد في الارادة والعمل والتنظيم ولذلك يلجأ بعض الادعياء غير الناضجين في الزعامة واعداء الحزب وغيرهم قبل كل شئ الى الطعن بالاكثرية التي لم تاخذ برايهم والتي لم تحلهم في المراكز اللائقة بهم الى ... فاول ما يحتجون به هو (( دكتاتورية القيادة )) و (( انقيــاد اللجنـة المركزيـة للسكرتير )) واخيرا (( دكتاتورية الحزب )) .

ان المنحرفين المارقين لكي يستروا ارتدادهم يلجأون الى وضع مسؤوليتها على عاتق الاكثرية والهيئات التي تمثل الاكثرية .

وهناك ظروف تضطر القيادة احيانا الى ارجاء قرار ما مع وجود الاكثرية الى جانبها وذلك بغية افهام الاقلية وتهيئة الحزب كله لتنفيذ ذلك القرار على الوجه الاكمل ، على ان لا يكون تاخير اتخاذ مثل هذه القرارات سببا لفشل تنفيذها في المستقبل او الاضرار بمصالح الحركة .

ويجب ان لايغرب عن البال ان وحدة الحزب في الارادة والعمل والتنظيم لا يحد من اجتهاد الرفاق الحزبيين في جميع القضايا التي تعرض عليهم ومناقشتها بكل حرية والتصويت لها وفق رأي المصوت وان الاكثرية والاقلية في التصويت حول قرار ما لا تؤلف اكثرية ( جماعة ) واقلية ( جماعة )كما هي الحال في البرلمانات البرجوازية تلك الاكثريات والاقليات المعروفة بجناح اليمين واليسار .. الخ اذ ان مبادئ الاحزاب الشيوعية لا تقبل التكتلات والفرق في داخلها.

( 4 )

الفروق الجوهـرية بين الطـرق التنظيمية في حزبين شيوعين احدهما سري والاخر علني

تمشي الاحزاب العلنية على قاعدة المركزية الديمقراطية ، فتسند المسؤوليات الى الاشخاص عن طريق الانتخابات في الوحدات الحزبية من القاعدة حتى القمة كأن تنتخب فرق المعامل ( وأقسامها ) لجانها وهذه تنتخب من بينها اعضاء في اللجان العليا ، لجنة المحلة والقسم البلدي ، على هذا الترتيب حتى اللجان المحلية ( لجنة المقاطعة مثلا ) اي اعلى لجنة دون اللجنة المركزية .وتنتخب هذه اللجان مندوبيها ( بالنسبة المقررة ) فترسلهم مندوبين عن منظمتها الى المؤتمر الذي يضم بطبيعة الحال اعضاء اللجنة المركزية ( عضو اللجنة المركزية غير المنتدب من منظمة محلية لايتمتع بحق التصويت في الانتخابات ) والمؤتمر ينتخب اللجنة المركزية وينتخب من بين اعضائها السكرتير العام والمكتب السياسي ولجنة المراقبة والحسابات ( ليس لكل حزب من الاحزاب الشيوعية العلنية مكتب سياسي ولجنة مراقبة . فاللجنة المركزية تكتفي بتوزيع الاعمال على لجان تؤلفها ويشرف على اعضائها رئيس الحزب او السكرتير العام او السكرتير ، وهذا بالطبع متوقف على قوة الحزب وظروفه ) .

والمركزية الديمقراطية تفرض وجوب التقيد بتنفيذ مقررات الهيئات السفلى ، واذا نوقش قرار في الجنة المختصة فصوتت له بالاكثرية ، اصبح نافذا ويجب التقيد به من قبل الاقلية كما ان المركزية الديمقراطية تحصر الصلاحيات والمسؤوليات في الهيئات ( اللجان )كل حسب درجتها حفظا لوحدة العمل وهذا لا يعني ان الهيئات العليا كاللجنة المركزية مثلا لا تطرح احيانا اقتراحات على اللجان السفلى لمناقشتها قبل تقريرها كما انها تدعو احيانا الاعضاء العاملين لمؤتمر ( كنفرنسات ) لبحث القضايا التنظيمية التي تجابه الحزب واحيانا تقوم باستفتاء عام لجميع الاعضاء كما حصل بعد ان استفتى الحزب البولشفي في خطة ستالين وخطة تروتسكي فكان مع الاول 96% وصوت للثاني لا اكثر من واحد ونصف بالمائة .

ان للحزب الشيوعي العلني امكانيات علنية تساعد على النمو بخطى اسرع ، على النشر ، على تثقيف الكادر ، على العمل ضمن منظمات الطبقة البروليتارية العلنية التي تعمل على تنظيم وتوجيه العمال ، الى تفهم البرلمان كمنبر يسمع للشعب اصواتهم وكوسيلة لتوسيع الحقوق الديمقراطية ولفضح مناورات الرجعية والانتهازية ، لاستعماله اداة ضد الحروب الاعتدائية ولمناصرة شعوب المستعمرات والبلدان التابعة .. الخ .. ان الامكانيات المارة الذكر يمكن الاستفادة منها بالقدر الذي تسمح له درجة الديمقراطية الحقيقية الموجودة ، لكن بامكان الحزب ان يناضل ويوسع الحقوق الديمقراطية ويوسع الامكانيات .

الحزب السري: لايأخذ الحزب السري بقاعدة المركزية الديمقراطية الا بالقدر الذي تسمح به الظروف التي الجأته الى العمل في السر وما تفرضه هذه الظروف من نتائج اهمها عدم معرفة اعضاء الحزب بعضهم البعض الاخر الا بصورة ضيقة وعلى الاكثر معرفة سطحية ، وعدم معرفة الرفيق بما يقوم به رفيق في الخلية الاخرى .

1- الوظائف الحزبية في الحزب السري : ان التنظيم في الحزب الشيوعي السري يتألف من قاعدته على اساس خلايا في المعمل او في محلات العمل الاخرى او كما يتفق ، وعدد اعضاء الخلية لا يتجاوز في اكثر الاحيان خمسة اعضاء وهكذا اذا وجد عشرون شيوعيا في معمل واحد لايعرف بعضهم بعضا ولا يجتمعون اجتماعا واحدا ، ولايمكن ان ينتخب منظم للجنة ذلك المعمل في الحزب السري كما ينتخب في الحزب العلني . وكذلك تتخذ قاعدة ترشيح او تعيين منظم اللجنة من قبل هيئة اعلى ويصوت له اعضاء اللجنة ولهم ان يرفضوه اذا كان لديهم مايبرر ذلك ، ومن منظمي الخلايا تتألف لجان المعامل وغيرها .. وهلم جرا حتى اللجنة المركزية ( بأستثناء بعض أعضائها الذين تضطرهم طبيعة أعمالهم ان يكونوا بعيدين عن التنظيم المحلي وعن الشبهة ) عند تعذر انعقاد مؤتمر لانتخاب اللجنة المركزية ان اكثر المنظمين في الخلايا واللجان في الحزب الشيوعي السري – خصوصا في الاحزاب التي لم يمض وقت طويل على انشائها – هم اما من موجدي الخلايا التي يديرونها او من الرفاق الذين سبق ان اصبح لهم اختبار حزبي وثقافة تؤهلهم لادارة شؤون خلية من الاعضاء الجدد ، فيصبحون منظمين بطبيعة الحال ، ويتقدمون في مراكزهم الحزبية حسب نشاطهم وفهمهم – واحيانا لضيق الكادر – ويسقطون منها اذا ما بدر منهم ما يستوجب تنحيتهم من مراكزهم .

أما اللجنة المركزية التي لم ينتخبها مؤتمر في حالة استحالة عقد مؤتمر او عندما يكون الحزب في دور التكوين ، فأن اعضاءها غالبا ما يكونون من مؤلفي الحزب ومن الاعضاء الذين ينضمون اليهم اذا ما اقتضت الضرورة ، لتكثير عدد اعضائها في حالة ازدياد نشاط الحزب ومنظماته وفي حالة استبدال الاعضاء المنفصلين من اللجنة . فالديمقراطية المركزية – فيما يخص الانتخابات – لا تطبق في الحزب السري .

2 – مؤتمر الحزب : يصعب في الاحزاب السرية عقد مؤتمرات لها وكثيرا ما تبقى هذه الاحزاب بدون مؤتمر لعشر سنوات ، واحيانا لاكثر من هذه المدة ، فالحزب الشيوعي الهندي مثلا عقد مؤتمره الاول عام 1943 اي بعد ( 15 ) سنة على تأسيسه . ولم نسمع بعقد مؤتمر شيوعي في المانيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا بعد ان أصبحت هذه الاحزاب سرية . والمؤتمر الاول للحزب الاشتراكي الروسي عام 1896 أعقبه على الفور القاء القبض على اللجنة المركزية التي انتخبها وعلى اعضاء بارزين اخرين . اما المؤتمرات الاخرى التي عقدها الحزب البولشفي فقد عقدت جميعها تقريبا خارج روسيا بعيدا عن شرطة القيصر وجواسيسه . واذا عقد مؤتمر شيوعي لحزب سري فهو يضم اعضاء اللجنة المركزية –كأعضاء طبيعيين- ومندوبين تنتدبهم لجان الحزب العليا دون اللجنة المركزية ، وهذا بالطبع لا يتم دون معرفة اللجنة المركزية .

ان الصعوبات والاخطار التي تعترض الحزب السري وتحول دون عقد مؤتمراته هي : 1- خطر الشرطة .

2- معرفة المندوبين بعضهم للبعض خصوصا في القطر الصغير .

3- عدم امكانية حضور القادة البارزين الى المؤتمر لوجودهم في السجون او المهجر ، كما هو الحال في المانيا واسبانيا وفرنسا ، وثمة أمر اخر يمنع الاحزاب الصغيرة والجديدة – ومنها – حزبنا عن عقد مؤتمر لها وهو انها لاتزال في دور التكوين وغير قوية لتحمل ضربة قد تؤدي بقسم كبير من كادرها عدا ان الانتهازيين الذين طالما اندسوا في الاحزاب السرية يرون في مؤتمرات الحزب خير وسيلة لنشاطهم اي لجدلهم وثرثرتهم داخل المؤتمر وخارجه ، بقصد فضح الاعضاء وايجاد التكتل والانقسامات .

أما الثرثرة هنا في العراق لعقـد مؤتمر للحزب الشيوعي العراقي لانتخاب لجنة مركزية (( مشروعة )) فأغراضها واضحة وهي فضح أعضاء الحزب العاملين وارسالهم الى السجون اذا أقتضى الامر ليتسنى للانتهازيين والخونة والجواسيس التزعم في حركة العمال والحركة الوطنية وتسييرها وفق مصالح الامبريالزم والرجعية المحلية . لقد عرفنا هذا ولمسناه لمس اليد من الحوادث التالية :

ان المنظمة التروتسكية التي أندمجت فيما بعد مع الخونة المطرودين من الحزب ومع بعض الجواسيس الذين انضموا اليهم والفوا ما يسمونه بحركة المؤتمرين كانت منظمة لا نشاط لها البتة بين الجماهير ، عدا بعض افراد منهم اندسوا هنا وهناك بقصد التخريب لكن اعضاء هذه المنظمة لم يقطعوا الصلة فيما بينهم ولم يصفوا منظمتهم مع علمهم الاكيد بانهـا منظمة عاطلة لا فائدة منها ، الا انهم انتظروا وانتظروا طويلا ذلك اليوم الذي تلقى الشرطة فيه القبض على قادة الحزب الشيوعي فيبرزوا حينذاك من مكمنهم ليحلوا محل الشيوعيين . ولما يأسوا اخيرا انقسموا فيما بينهم ، فمنهم من طلب الانتماء الى الحزب ، والاخرون فضلوا الانتظار معتمدين على زملائهم الذين ارسلوهم الى الحزب ، لكن الحزب قبل بعضهم كمرشحين ، وقبل انتهاء مدة ترشيحهم وجدهم جميعا ( جميع اعضاء منظمتهم ) قد طفروا الى جانب الخونة قادر وفاضل وشركائهما ، فأدعى قادر انه انفصل عن الحزب لان الحزب لم يعقد مؤتمرا لانتخاب لجنة مركزية ( شرعية )مع العلم ان هذا الخائن لم يطلب عقد مؤتمر عندما كان داخل الحزب لا هو ولا شركاؤه اي انه لم يرده عندما كان داخل الحزب واصبح يريده هو والتروتسكيين والجواسيس الذين انظموا اليهم ، وقد نسى هؤلاء جميعا ان الاحزاب الشيوعية لا تنتدب ممثلين في مؤتمراتها الا من بين اعضائها الحزبيين .فعلام الثرثرة اذن ؟؟

هل الحزب الشيوعي العراقي شاذ يؤمن بمبادئ الاممية الشيوعية ؟ ولا يتقيد بقوانينها ، ليعقد مؤتمرا (( حزبيا و شيوعيا )) يمثل فيه اناس غريبون عنه ، ايديولوجيا وتنظيميا ، اناس لا يعرفهم الحزب جميعا ولا يعرف فيهم سوى اولاد الوزراء وامثالهم الجواسيس والمخربين وغيرهم ؟؟ وماذا كان مصير هؤلاء ((الابطال)) الذين ما خافوا الشرطة يوما من الايام فنادوا بعقد مؤتمر شيوعي تحت سمع الشرطة وبصرها ؟ الا انهم على اثر غارة اعتيادية قامت بها الشرطة (على غيرهم طبعا) قطعوا لها عهدا بان يعطلوا اعمالهم ويحلوا تنظيمهم ويعطلوا نشرتهم _ وبعده _ انهم اصدروا بيانا يقولون فيه ان العمل السري والشيوعي نوع من الخيانة وطلبوا من اعضائهم ان لا يقفوا انفسهم عن العمل فقط بل يقنعوا الغير نترك العمل _ وبعده _ نشر كبيرهم مقالا في جريدة (صوت الاهالي)يقول للحكومة فيه ان عمل الشيوعيين ( القاعدة طبعا ) ومنشوراتهم اعمـال تخريبيـة و طالب الحكومة بانزال العقاب بهم ، وهكذا برهن ((المؤتمريون)) على نواياهم الحسنة في دعوتهم لعقد مؤتمر شيوعي ((لشيوعيي العراق)) .

اما الشراريون الجدد فقد عقدوا المؤتمر الذي ارادوه فجأة (في غياب السكرتير ومعارضة اكثرية اللجنة المركزية)للاستيلاء على الحزب ، لكنهم فشلوا فذاقت قاعدتهم مرارة ذلك ((المؤتمر)) وكشف قادتهم عن انتهازيتهم لكنهم يريدون اليوم ان يعيدوا لعبتهم لعلهم يصلون الى الهدف الذي لم يحققوه (او حققوه جزئيا) في مؤتمرهم الاول ولا اظن ان رفاقنا ستنطلي عليهم حيلة هؤلاء وينخدعون بلفظتهم باسم وحدة الحزب وما اشبه من الحجج .

وعند حدوث ما يستوجب عقد المؤتمر وتعذر عقده على الحزب يدعى الى اجتماع (كونفرانس) من الاعضاء النشطين ولهذا الاجتماع صلاحيات المؤتمر في امور كثيرة منها سياسة الحزب اي خططه في تلك الفترة ، لكننا لم نقرأ او نسمع ان اجتماعا كهذا انتخب لجنة مركزية ، وانتخاب اللجنة المركزية من قبل مؤتمر الحزب في الحزب السري ، تجري على اساس ترشيح الاشخاص ثم انتخابهم بالصوت الخفي وابقاء اسماء الاعضاء مكتومة عن اعضاء المؤتمر ، اما في المؤتمر العلني فاولئـك المندوبون يعرفون قادة الحزب وتاريخ نشاطهم الحزبي وسلوكهم في المواقف الحاسمة وسياستهم .. الخ . وبالرغم من ان الاحزاب العلنية تنتخب ايضا اثناء الانتخابات الاعضاء اللائقين الى اللجنة المركزية او المراكز الاخرى ، فالمندوبون يشعرون باستقلال ارائهم ومسؤولياتهم عند الانتخاب بينما في الحزب السري يعتمد المندوبون على المركز في الترشيح فينتخبون المرشحين وهذا بالطبع لا يعني ان المندوبين يكرهون على انتخاب اولئك المرشحين .

3 – عضوية الحزب وكادره : تتفق الاحزاب الشيوعية العلنية والسرية ، على شروط العضوية الثلاثة التي وضعها لينين في المؤتمر الثاني وهي :

1 – دفع الاشتراك الشهري

2- اقرار منهاج الحزب وسياسته

3- العمل في احدى منظماته

وهذا لايعني ان كل من تم قبوله لهذه القاعدة يجب قبوله بسهولة عضوا في حزب شيوعي ، دون الالتفات الى طبقته وعمله وسلوكه في الماضي والحاضر وقابليتـه على القيام بمهامه الحزبيـة وعلى التضحية ، واخيـرا ظروف الحـزب الذاتيـة والموضوعية .

ان الاحزاب الشيوعية العلنية كائنـة جميعها في اقطار تتمتع فيها الطبقـة العاملة بحقوق ديمقراطية فلها نقاباتها وجمعياتها وتنظيماتها الاخرى غير السياسية ، فأكثـر طلاب الأنتماء الى عضوية الحزب مـن العمـال ومن المنظمين منهم في النقابـات وغيرها ونشاطهم في منظماتهم المهنية معلومون لدى رفاقهم فاذا ما قبلهم الحـزب كلفهم بواجب حزبي في محيط عملهم – على الاكثر – فان أبوا القيام به او ثبي عدم جدارتهم فصلهم من عضويته بدون كبير عناء . اما الاحـزاب الشيوعيـة السريـة فمعظمها في اقطار لا ظل للديمقراطية فيها ، او فيها من الديمقراطية اسمها (كما هي الحال عندنا) ولا نقابات فيها واذا وجدت فصلاحياتها محدودة ولا تظـم الا جـزءا يسيرا من الطبقة العاملة ، فمعظم هؤلاء عند مجيئهم الى الحزب طالبين العضوية لم تكن لهم تجارب في النضال والتنظيم وليست لهم فكرة كافية عن اهداف الحزب وضرورة الضبط الحزبي والعمل السري الخ .. فاذا ما قبل احد هؤلاء بالسهولة التي يقبل بها العضو في الحزب العلني وبرهن فيما بعد على عدم جدارته واقتضى فصله من الحزب فانه قد تعرف على اشخاص وتنظيمات ، وكثير من هؤلاء المفصولين وحتى الشرفاء منهم لم يتورعوا (وهذا ما حصل عندنا) من فضح اسماء الحزبيين والطعن بالحزب والصاق التهم بقادته الخ .. يفعلون ذلك بقصد تبرير موقفهم امام الناس . هذا عدا الاضرار التي يلحقونها بالحزب ، عندما يكونون داخله.

اما طلاب العضوية في الاحزاب الشيوعية في المستعمرات والاقطار التابعـة للامبريالزم حيث يكون النضال التحرري في مقدمة الاهداف وحيث يكون القطر متأخرا صناعيا – مثل قطرنا – فالملاحظ هو ان أكثرية المنجذبين الى الحزب هم من البتي برجوا وخصوصا المثقفين ، وسبب هذا ان البلاد خالية من احزاب ديمقراطية علنية يستطيع هؤلاء ان يبدوا نشاطهم فيها ولحرمان الموظفين والمستخدمين من الاشتغال بالسياسة ، واحيانا لاسباب شخصية وللتجسس على اعضاء الحزب واعماله ، ولولا هذه الاسباب لما جاء جميع هؤلاء الى الحزب الشيوعي ولوجدوا ضالتهم خارجه . ولو قبل جميع هؤلاء في الحزب لفقد الحزب صفته الطبقية كحزب للطبقة العاملة واصبح حزبا لاشكل له . لقد كان هؤلاء مصدر الانقسامات والافكار الغريبة داخل الحزب . ولكي تتجنب الآحزاب الشيوعية اغراق صفوفها بأمثال تلك العناصرفانها لاتقبلهم بالسهولة التي تقبل بها العمال وتعمل دائما على تثقيف العمال وايجاد كادر منهم ، فالمرفوضون من اولئك المثقفيـن يعتبـرون عدم قبولهم في الحزب اهانة لهم فهم يرفضون بدورهم الاعتراف بالحزب ويعملون على التخريب من بعيد فتراهم يتهافتون على كل حركة تعادي الحزب مبررين عملهم هذا بكونه ((حركة وعملا)) وان الجمود حسب تفسيرهم خيانة : انهم يقفـون الـى جانب العدو ويعملون ضد الحزب الشيوعي الذي رفض قبولهم ، اي انهم يقومون بخيانة عملية كيما يرضوا رغبات في نفوسهم قد يسمونها ((حب العمل)) في سبيل الحركة ، وهي في الحقيقة حب الظهور والتزعم ودوافع طبقية غريبة عن مصلحة الطبقة البروليتارية فكأن حب العمل للحركة لا يكون الا عن طريق الاشتراك في نضال معاد للحزب والحركة ، وفي طليعة هؤلاء اولاد الوزراء والباشوات وبعض موظفي الدولة وكبار الاساتذة الذين ينقمون على الحكومة وعلى الطبقة البرجوازية وعلى الاستعمار بسبب عدم احلالهم في المراكز اللائقة بهم وهؤلاء بحكم مراكزهم وثقافتهم المدرسيـة ونفوذهم الطبقي يستطيعـون ان يؤثـروا علـى بعض صغار الموظفين والطلاب وعلى بعض العمال غير الواعين . ان كلا من هؤلاء قد كون في مخيلته حزبا شيوعيا كما يشتهيه هو ، حزبا خاليا من الامر والنهي أي خاليا من الضبط الذي لا يطيقه هو لنفسه ، وخاليا من القيادة التي لا يتفق وجودها وحرية تفكيره التي تتمثل في حرية تصرفه والتي كثيرا ما تفرض عليه تعاليم وحلولا لا يستسيغها نفسه وأخيرا انها تريد ان تفصل بينه وبين تفكيره الخاص القديم (أيديولوجية البتي _ برجوا) وبينه وبين تفكير أصدقائه القدماء .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.