اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة / الحكوك تريد أحلوك

حامد كعيد الجبوري

إضاءة

                   الحكوك تريد أحلوك

 

        أزعم أنني من المتابعين لجلسات المحاكمة لرموز النظام السابق ، رغم عدم قناعتي بما يدور في هذه الجلسات ، بسبب عدم موافقة الجانب الأمريكي لتطبيق قرارات المحاكم إياها ، لأسباب أجهلها على أقل تقدير ، رغم ما يزعمه السياسيون من تولي شؤون البلاد والعباد بأنفسهم كما يدعون ،منذ مدة  قليلة مضت عرضت الفضائية العراقية جلسة محاكمة المتهمين باغتيال الشخصية العراقية الوطنية المعارضة الشيخ (طالب السهيل) ، والد النائبة (صفيه السهيل) ، ولقد أدار هذه الجلسة القاضي الشهير – لنطقه بأعدام طاغية العراق المقبور- (رؤوف) ، والذي أحب أن أسميه (روؤف الكردي) ، وهذه ليست سبة بل جائزة ينالها هذا القاضي الشجاع ،تابعت شهادة زوجة الشهيد وهي تدلي بشهادتها أمام قاضيها والمتهمين باغتيال زوجها رحمه الله ، امرأة وقور ، جاوزت منتصف العمر ليس بقليل ، ملابس محتشمة تدل على بحبوبة بالعيش ، ثقافة تغنيها للحديث باسترسال محبب بحيث أنها تر كت القاضي (روؤف) متابعاً لها بشغف بيّن ، تحدثت المفجوعة بزوجها مستذكرة تلك الليلة التي اغتيل بها زوجها المرحوم ، كيف طرقت الباب ، وأين كانت هيّ ، وأين كان زوجها  وأين سقطت الأطلاقة الأولى ، وموضع سقوط الأطلاقة الثانية ،وعدد المنفذين للعملية الأغتيالية ،وماهو الدور الذي اضطلعت به الشرطة اللبنانية ، كانت المرأة تغتلي من داخلها وهي تستذكر فاجعة زوجها ، والغريب أنها كانت مسيطرة أيما سيطرة على أعصابها ، كانت تهدأ للحظات لا لتستجمع ما تقول ولكنها كانت تحاول جاهدة لمسك أعصابها كي لا تذرف أيّ دمعة تشفي بها غليل الشامتين ، بعد أن أكملت شهادتها سمح القاضي للادعاء العام وللمتهمين بتوجيه أسألتهم لها ، كانت أجابتها للجميع بأعصاب حديدية رغم أنوثتها ودلالها اللبناني المعهود والمعروف للجميع ، أجابت عن الأسئلة الموجه لها من قبل مدير المخابرات السابق شقيق طاغية العراق الذي حاول أن يثبت أن الحكومة العراقية السابقة تعتبر الشهيد (السهيل) أحد أركانها في الخارج بدلالة توجيه الدعوات له أثناء احتفاليات السفارة العراقية بالخارج ، وحاول أثبات أن الأموال والأملاك والأطيان والأراضي العائدة للشهيد كانت موضع حمايته الشخصية ، وحين تطاول ما يسمى بالمؤتمن – وهو من أقارب الشهيد السهيل - على هذه الأموال وتسجيلها بإسمه أنبرى له مدير المخابرات ليصحح وضعاً قانونياً أعاد بموجبه أموال الشهيد ، أجابته بكل رصانة بأن مخابراتكم هي التي أوعزت – تحت الضغط والتهديد بالإعدام - لهذا المؤتمن بتسجيل أموال الشهيد بأسمه الشخصي مستفيداً من الوكالة العامة الممنوحة له من قبل الشهيد طالب السهيل ، ولم يكن تدخلكم هذا ألا بإيعاز وتوسط من أحد القادة العرب الذي أوعد بالتدخل ، رغم عدم رغبة الشهيد بهذا التدخل ، وهكذا أعيدت أموالنا لنا ، وحاولت المرأة الجليلة الحديث عن النظام السابق وتجاوزاته على الشعب العراقي لولا منعها من القاضي – وهذا حقه – لأن المحكمة غير معنية بذلك ،وجاءت شهادة المشتكية (صفية طالب السهيل) مبتدأه من حيث انتهت والدتها ، ولا أريد التحدث عن ما نطقت به (صفية السهيل) وهي تدحض بالبراهين القاطعة ادعاءات الجناة ، وقلت بداخلي أتمنى أن تدافع (صفية السهيل) عن العراقيين لأنها ممثلتهم تحت قبة البرلمان –الدورة السابقة - بنفس حماس دفاعها عن قضية والدها – وهذا ما لا أشك به –الشهيد ، ولا أدري لماذا قفز لذاكرتي المثل الذي يقول بعد أن حرفته قليلاً (هذه اللبوة من ذاك الأسد) ، أعتقد جازماً أن هذه الفاضلة الأم وابنتها البرلمانية العراقية  لا تحتاجان الدفاع لإثبات حقهما ، وقديماً قال المثل الشعبي الشهير (الحكوك أتريد أحلوك) ،... للأضاءة .... فقط .  

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.