اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• عيد الغدير ويوم الزحف الصدامي -//- حامد كعيد الجبوري

حامد كعيد الجبوري

مقالات اخرى للكاتب

إضاءة

عيد الغدير ويوم الزحف الصدامي

في آخر حجة حجها الرسول الأعظم محمد (ص)، حجة الوداع، وقبل وصوله الى المدينة المنورة به وبآله الكرام، وقف في مفترق طريق عند غدير (خم) ونزل أمر السماء بتنصيب علياً (ع) أميرا للمؤمنين، وقد أمر الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت أن يقول شعرا بهذه المناسبة التتويجية، فقال (يناديهم يوم الغدير نبيهم) وسمع ذلك الخطاب عامة المسلمون مهاجرون وأنصار، وبمرور السنين أصبح هذا اليوم العيد الأكبر لطائفة الشيعة في كافة أرجاء العالم الإسلامي، وعودة بالذاكرة لسني الحرب الظالمة الجائرة التي عبث بها الطاغية المقبور (صدام حسين) بمقدرات الشعب العراقي، وورود تصريح من داخل إيران مفاده أن الشعب العراقي لن يصوّت لصدام أن جرى انتخاب أو استفتاء لذلك، وفعلا حدد صدام حسين يوم 13 / 10 / 1983 م موعدا لذلك، فبدأت الأبواق المأجورة من شعراء العامية والفصحى، والمغنون، والمداحون، والفنانون يتسابقون لتسجيل نتاجهم الفني والأدبي لذلك، ومن المعلوم أن أجهزة الأمن والاستخبارات والمخابرات والأمن الوطني والتنظيمات الحزبية قد استنفرت كل عناصرها لكي يحصل الطاغية المجتث على نسبة 100 % من أصوات الشعب العراقي، و لتراقب سير ذلك الاستفتاء، وعدم حصول الثغرات التي تخفِّض نسبة التصويت لكي لا يقع هؤلاء المراقبون بمحذور بلّغوا لأجله، وفي صباح ذلك اليوم خرجت الجموع العراقية بين مجبرة وراغبة بذلك، أو خائف أن لم يدلي بصوته، وخرج الناس للزحف الكبير كما أسموه، أو يوم البيعة تقودهم المنظمات الحزبية والشعار يردد (لا ثلث ولا ثلثين / أنبايع صدام حسين)، ولم أكن بطلا لأقول أني سلمت البطاقة الاستفتائية مؤشرة بالسلب للقائد الضرورة، وأقسم بكل مقدس أن من كان يعرفني في المدرسة القريبة لي يراقب ماذا سأكتب في ورقتي، فبادرته قائلا (أستاذ لا أحمل قلما أيمكنك أن تدلي بصوتي نيابة عني؟) ،أبتسم وأجابني بصوت مسموع للكثير (تتدلل)، وفعلا مسك القلم بيده ووضع إشارة (صح) معلنا موافقتي على بيعة الطاغية المقبور، وسمعت الكثير يقول أني لم أصّوت لصالح الطاغية، وأعلنت نتائج الاستفتاء وكانت النتيجة 99 - 9 9 % مكذبة المدعون، أو قل زورت النتائج ، بعد يوم أو يومان لا أذكر تماما حلت بيعة الغدير لإمام المتقين علي ( ع ) ، دعوت أصدقائي الشعراء لجلسة شعرية في داري حضرها الكثير من أصدقائي – لست بصدد ذكرهم وأحتفظ بتسجيل تلك الأمسية - لتجديد العهد بولاية علي ( ع ) وبرغبتنا سرا، وليس كبيعة الطاغية العلنية قسرا، وأذكر أني كتبت هذه الأبيات لتلك المناسبة ،

كل بشر بالكون أله خمسة حواس

فضل الله الكل بشر خير أنقسم

أربعة بالراس أولهن الشوف

والسمع والذوق وآخرهن الشم

الخامسة الإيدين تتسمه اللمس

واليضيع وحده من عدها أنهضم

وأني أحب حيدر ولي ستة حواس

بايعتلّه بيهن وأبصم نعم

السؤال كم منافق مثلي أدلى بصوته جهاراً لطاغية مقبور ليطيل من عمر معاناة الشعب العراقي المنكوب ؟ ، للإضاءة .... فقط .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.