اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• سوريا والذبح الإسلامي !!-//- حامد كعيد الجبوري

 

اقرأ للكاتب ايضا

إضاءة

سوريا والذبح الإسلامي !!

حامد كعيد الجبوري

لم أكن أملك جواز سفر قبل سقوط نظام ( صدام حسين ) يوم 9 / 4 / 2003 م ، ولأني أحببت سوريا مذ عملت في محافظة درعا كضابط في الجيش العراقي ، ولي علاقات كثيرة مع أصدقاء يسكنون دمشق وغيرها ، لذا سارعت وحصلت على ما يسمونه ( ورقة عبور ) تشبه عمل الجواز بمضمونها ، وهناك في دمشق سكنت في شقة أحد الأصدقاء العراقيين الذين اتخذوا من سوريا محطة لهم ( دويلعة ) ، شاهدت دمشق وحاراتها ، وحماماتها ، والجامع الأموي ، ومقام السيدة زينب ، ومقام السيدة رقية ، وجامع صلاح الدين الأيوبي ، وجلست في مقهى الروضة ومقهى الكمال ومقهى ( النوفرة ) ، وسافرت الى محافظاتها ، وزرت ( السلمية ) ، و ( كسب ) ، وحمص واللاذقية ، وحلب ، وبعد حصولي على الجواز الرسمي بدأت زياراتي لسوريا تتكرر كثيرا ، وربما أسافر مرتين في السنة وأستنفذ كل المدة التي رخّصت لي في البقاء بسوريا لكل سفرة ، كنت أبهر بما أشاهده من الشعب السوري ، شعب مثقف ، يعمل ، يحب الحدائق والزهور ، يحب الحياة ، كنت أتسائل مع الكثير من سواق ( تكسي ) ، وربما مثقفون أجدهم في التجمعات الثقافية في ( المزة ) وغيرها ، مع أصحاب المحلات ، البائعين في ( العربات ) واستخلصت من كل هؤلاء أنهم غير مؤيدين للنظام ولا كارهين له ، يعرفون أن ( بشار الأسد ) يسمح بكل شئ في سوريا إلا شيئين مهمين وهما المخدرات والفتن الطائفية ، وفعلا كنت أدخل لأغلب الجوامع السورية مع صديق عراقي لي مهتم بصلاته في أوقاتها ، لم أستمع لخطبة تثير فتنة طائفية ، ولم أشاهد تجمعا سياسيا معارضا للنظام السوري ولحزب البعث العربي السوري ، ووجدت ما يسمونه الجبهة الوطنية ممثلة بأحزاب سياسية قومية ويسارية ، ولهذه الأحزاب ممثلون وزراء ووكلاء وزارات في الحكومة السورية ، ومرة وجدت شعارات كثيرة تملأ ساحات دمشق تشير الى عيد تأسيس الحزب الشيوعي السوري بشقيه ، وهذا دليل على ان السلطة في سوريا لم تكن لتحكم قبضتها وتحجر وتكمم الأفواه ، وكنت أسأل من يرافقني من السوريين عن ما جرى ويجري في العراق فيجمعون كلهم ويدعون أن يجنب الله سوريا ما حل في العراق ، وتدور الايام ويحصل العراق على شئ من استقراره ويبدأ الربيع العربي الموهوم ، وتتحرك قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والمستفيدة لتزرع الشقاق والفتن والقتل الطائفي بدءا من تونس ثم ليبيا ثم مصر ، وتسقط تلك الأنظمة الهشة التي ليس لها أي رصيد جماهيري أو دولي معروف ، ويتنبه الشعب السوري الى ما يحاك ضده من تآمر ودسيسة وخديعة يسمونها السلفيون الصحوة الإسلامية ، ويشكل ما يسمى بالجيش الحر السوري ويلتحق به ممن هرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري ، ويحصلون على رواتب ومغريات كثيرة ، ويلتحق بهذا الجيش من الإسلاميين العرب وغيرهم الكثير ، السؤال هل يستطع الشعب السوري أن يلتف حول نفسه ليحمي سوريا من خطر ( إسلاموي ) موهوم ؟ ، وهل سيقف مثقفو سوريا ووطنيوها بخندق واحد لوأد الفتنة الكبرى ضدهم ؟ ،وهل ستستمر روسيا لدعم النظام ( البشاري الأسدي ) الى مالا نهاية ؟ ، وما هو الموقف الأمريكي والأسرائيلي من هذا التغيير الذي سيغير الخارطة كثيرا ؟ ، أسئلة لا أجد لها إجابة هذه الأيام ، ربما ستستوضح الصورة غدا ، للإضاءة .... فقط .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.