اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• عرب وين طنبوره وين

حامد كعيد الجبوري

 

 عرب وين طنبوره وين

 

        ربما الكثير لا يعرف هذا المثل الشعبي ، ولتوضيح المثل وتقريبه للأذهان ، يعني المثل الشعبي (عرب وين طنبوره وين) ما عرفته من العامة بهذا الخصوص ، قديما تزوج رجل بدوي من امرأة لا تنطق (خرساء) ، وكذلك لا تسمع (طرشاء) ، وبدأ الزوج يعلمها ما يريده منها بالإشارة مرة وبالتوضيح مرة أخرى ، فإن أحتاج لقدح ماء أشار لفمه وهكذا ، وبما أن الرجل يحتاج من زوجته ما يحتاجه الأزواج ، فقد علّمها  أنه كلما بسط عباءته أرضا نامت زوجته عليها لقضاء حاجته الجنسية ، واستمرت حياته معها هكذا والرجل مسرور من أفعال زوجته ، وكذلك هي تقدم لزوجها منتهى الطاعة

والعرفان بالجميل ، لأنها لا يمكن أن يتزوجها أحد بسبب عاهاتها هذه ، ومعلوم أن البداوة تختلف عن حياة المدن ، والبدوي يكسب قوته بسيفه ، وحدث غزو كبير لقبيلة زوج (طنبوره) ، لذا قرر رجالاتها الهرب بما خف وزنه وغلا ثمنه درءا لهذا الغزو ، ذهب زوج (طنبوره) لينفذ ما أتفق عليه رجال القرية وبسط عباءته أرضا فنامت (طنبوره) عليها ، كاشفة عورتها ليقضي زوجها مأربه ، ولأنه بعجلة من أمره جذب عباءته من تحتها وبسطها بمكان آخر ، فظنت (طنبوره) أن زوجها أراد أبدال المكان ، وكيف له أن يفهم زوجته بحالة قبيلته وهي الخرساء والطرشاء ، ونتيجة لذلك خسر حياته

وماله واستعبدت زوجته لرجال القبيلة الغازية .

      ما حدث ل(طنبورة)  حدث معنا نحن أبناء العراق المستضعفون ، رفعنا أكفنا دعاءا لله سبحانه وتعالى أن يخلصنا من نظام جائر دكتاتوري قاتل ، فأبدلنا بأتعس من ذلك الدكتاتور ، ( خلصنه من علي والجاي أبوك أحسين) ، السابق الدكتاتور كمم أفواهنا والقادم الجديد كمم أذنيه من أن يستمع لنا ، ستة أشهر أنقضت والمشكلة بل المعضلة لا تزال قائمة بنفسها ، خيار العراق يتجاذبه شخصان لا غير ، المالك للعراق – المالكي- أولا ، والشيعي المتسنن أو المتعلمن ثانيا .

      المأساة العراقية لا يمكن أبعادها عن هذه الإشكاليات ، الأولى سنة فقدوا سطوتهم التي أمتد نفوذها لبداية الدعوة الإسلامية ، ناهيك عن الدعم العربي الكبير لهذه الطائفة ، وإشكالية ثانية ممثلة بالطائفة الشيعية التي تعتقد بمغبونيتها وتهميشها وقمعها من ممارسة شعائرها من لطم وتطبير وسلاسل وسير على الأقدام بمناسبة وبدون مناسبة لعتباتهم المقدسة ، ومن الطبيعي أن دولة إيران الشيعية هي المغذية الأولى لهذه الأطروحات الطائفية ، ناهيك عن أن الأحزاب الدينية الشيعية تمد بأموال طائلة من دولتهم الإيرانية التي قدموا منها ، وهناك إشكالية

عرقية كبيرة ممثلة بالكرد وما يريدونه من إنفصال عن الدولة الأم ، متغذية بهذا النهج العرقي من خلال مظلوميتهم السابقة ، ومحاولة للسيطرة على كرد دول الجوار – إيران وسوريا وتركيا - ، وهناك معضلة أكبر من كل ما ذهبت إليه وهي الدولة المحتلة – امريكا – ، التي قدمت للعراق لا للإطاحة بنظام طاغية ، ولا لسواد عيون العراقيون ، بل للسيطرة على بلد خصب بكل شئ .

      أن حال حكومتنا العراقية الجديدة كحال ( طنبورة ) ، يقف العراقيون الوطنيون كل يوم ، بل كل لحظة منددون بممارسات جديدة لحكام بائسين ، ليس لهم من السياسة إلا أن يملئوا جيوبهم بسحت حرام ومال مسروق ، نحذرهم من أن خطر المؤامرة أكبر من تصورنا وتصورهم وهم يعطوننا (أذن الطرشه) كما يقول مثلنا الشعبي ، نقول لهم (أعطوا الخبز لخبازته) فيزدادون عنادا وسرقات أكبر ، تصوروا أن مضمدا – مع احترامي لهذه المهنة- يصبح وكيلا لوزارة أمنية لأنه من حزب فلاني ، ويستبعد ذو الاختصاص المهني لأنه من حزب آخر ، (وعلى هل الرنه أطحينج ناعم) ، فأغلب القيادات العسكرية

جاءت بأسلوب منح الرتب العشوائي كما فعل طاغية العراق سابقا ، وخلاصة القول الذي أجد أن موضوعتي قد بعثرت هنا وهناك أقول ، أن الدم العراقي أشرف من أن يوضع بأيدي قتلة محترفون وطلاب كراسي تبنى بدماء الأبرياء منا ، وهاهو العراق ينزف من دماء خلص أبناءه الكثير ، والسياسة قابعة بين المؤامرة والتطبيل لمحتل جاء بهم ، وأن النصر لقريب بيد الشعوب .   

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.